مر هذا الشهر الكريم بالعديد من المواقف المتأزمة بين عدد من الفضائيات ومشاهديها وجهات حكومية وأهلية عبر الوطن العربي ، حيث كانت الفضائيات تتصدر قائمة أهم الأخبار في الوطن العربي خلال الأيام الماضية ، وكانت ماتبثه إما يحمل مواقف مؤيده أو معارضه بشده لما قدمته الفضائيات في مسلسلاتها وبرامجها . ويعد اعتذار قناة الوطن الكويتية للشعب المغربي إحدى الخطوات التي تظهر مدى المهنية الإعلامية التي تتمع بها القناة بعدما قدمت جهات عدة من المغرب اعتراضها واستياءها تجاه حلقة بثتها قناة الوطن في المسلسل الكرتوني" يوميات بوقتادة وبونبيل" الذي عرضته القناة وكان فيها إساءة للنساء المغربيات ، وبغض النظر عن مسالة إيقاف الأعمال التي تمر بعض حلقاتها بأخطاء أو مبالغات فان مبدأ تقديم الاعتذار للمشاهدين يعد تطورا مهما في معرفة القائمين على الفضائيات بأهمية امتصاص غضب مشاهديها . ومن ناحية أخرى يعد ما حدث مع برنامج " مسلسلات حليمة " والذي تعرضه قناة mbc عندما تلقى البرنامج العديد من الانتقادات من المشاهدين والكتاب على طريقة الإعلامية الكويتية حليمة بولند في تقديم هذا البرنامج مما دفع القناة إلى تقليص عدد حلقاته إلى 20 حلقة بالإضافة إلى التغير الكبير الذي ظهرت عليه حليمة خلال الحلقات الماضية من حشمة وعدم ابتذال في استخدام كلمات التشجيع للمتصلين بالبرنامج ، حيث يدل هذا القرار على وعي المسؤولين في شبكة mbc على المحافظة على مشاهديها وعدم الاستمرار فيما يثير استياءهم ، وإدراكا من القناة بان حليمة بولند قد بالغت في طريقة تشجيعها وملابسها التي ترتديها أثناء تقديم البرنامج . مشهد من مسلسل بو قتادة وبو نبيل فيما جاء رفض المسؤولين في قناة فلسطين الفضائية وهي قناة رسمية تبث من فلسطين إيقاف عرض مسلسل " وطن ع وتر" ، والذي أشعل الفصائل السياسية والمسؤولين، كما هاجمه كتاب ونقاد بشدة ، ورفض القناة جاء إيمانا منهم بالمسؤولية الاجتماعية التي تتولاها القناة في نقد الواقع السياسي والاجتماعي في الداخل الفلسطيني ، كما كتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو رحمة مدافعا عن المسلسل مقالا بعنوان " دفاعا عن وطن ع وتر وسلام فياض" حيث قال فيه " المسلسل يعطي بارقة أمل بإمكانية هدم حجر في جدار الصمت وبالتالي التحول نحو التغيير وهو ما يخشاه جمهور الرافضة للمسلسل الكوميدي ويزداد الرفض شراسة حينما يدرك هؤلاء أن الرياح تجري بعكس سفنهم المحطمة أصلا ، وفي مجتمعنا وكي ترفض أي شيء ما عليك سوى أن تدافع عن الوحدة الوطنية وتنافح عن قدسية الذات وتناطح عن المحرمات والمقدسات ، وطن ع وتر لاقى شعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني ربما لان المواطن العادي شعر وللمرة الأولى أن ما يجول في خواطره وصل إلى الجميع وهذا من الطبيعي أن لا يعجب بعض النخب والمؤسسات ولأولئك الذين بنوا مجدهم على أكتاف مواطن مقهور وثقافة السير بجانب الحائط والتخويف من عقاب ابدي " . ومابين رفض إيقاف المسلسلات أو تغيير أسلوب مذيع لتقديم برنامج أو الاعتذار عن حلقة إثارة استياء مشاهدين في جزء من العالم العربي تعد هذه التطورات من الصور السنوية التي تبرز بشكل واضح خلال شهر رمضان المبارك حيث يجد التلفزيون اهتمام من المشاهدين كسمة أصبحت تعتبر بارزة في التسويق والعرض للمسلسلات والبرامج الرمضانية ، كما أن المسؤولية الاجتماعية أصبحت تحظى بالكثير من الاحترام من الفضائيات والتي أصبحت تدرك مدى أهمية توجه المجتمع ومواقفه مما تبثه من برامج وأعمال درامية .