أحاط رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن اجتماعه مع رئيس حركة"فتح"، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق القدومي في عمان أمس، بسرية تامة، إذ لم يُسمح للصحافيين بالوصول إلى مكان الاجتماع او حتى بمعرفته. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"إن اجتماع عباس - القدومي الذي عقد عشية اجتماع آخر في العاصمة الأردنية اليوم، ركز على بحث القضايا الخلافية بين الرئيس الفلسطيني ورئيس حركة"فتح"، وتقريب وجهات النظر بينهما. وأكدت المصادر أن هذه الخلافات تتمحور حول تعيين نائب للرئيس الفلسطيني وتعديل القوانين لتطبيق ذلك، بعدما قدم عباس مذكرة تطالب بإيجاد تشريع لاستحداث مثل هذا المنصب. وأشارت إلى خلافات بين القيادات الفلسطينية إزاء ذلك، إذ يرى بعضها ان منصب الرئيس يجب أن يكون على مستوى أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في حين ترى قيادات أخرى ان المنصب يجب ان يكون لنائب رئيس السلطة، ومن الأشخاص المقيمين في الأراضي الفلسطينية. وقالت المصادر إن الحديث يدور عن تعيين القدومي نائباً ل"رئيس الدولة"فيما سيتم استحداث منصب"نائب رئيس السلطة". راجع ص5 وكشفت المصادر ان القدومي وقيادات فلسطينية اخرى في الخارج ستنتقل الى قطاع غزة، في حال تحررت المعابر الدولية التي تؤدي اليه من السيطرة الاسرائيلية. وتابعت محذرة:"لا نريد ان نتحدث عن أكل السمك وهو ما زال في البحر، فإسرائيل ما زالت ترفض الانسحاب من المعابر، وتقترح ان يتواصل وجودها وسيطرتها عليها في شكل"غير مرئي"، من خلال وضع مرآة باتجاه واحد في مراكز الجوازات، تكون الآمر الناهي في مَن يسمح له بالدخول والخروج، كما الحال على معبر جسر اللنبي الفاصل بين الضفة الغربية والأردن". وأشارت مصادر إلى الخلافات داخل السلطة الفلسطينية التي ترى في وزارة الشؤون الخارجية التي يرأسها ناصر القدوة مرجعية للسفارات الفلسطينية، في حين يرى أمين سر حركة"فتح"فاروق القدومي ان الدائرة السياسية في المنظمة التي يرأسها هي المرجعية للسفارات. وسينظر اجتماع اللجنة المركزية لحركة"فتح"الذي يحضره اليوم في عمان 15 عضواً برئاسة القدومي وحضور محمود عباس، في إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني وتقليص عدد أعضائه إلى النصف، لتسهيل اجتماعاته، ووضع آلية لاختيارهم بالانتخاب كلما أمكن ذلك، إضافة إلى تحديد مكان انعقاد المؤتمر السادس للحركة وزمانه. وقال قيادي في"فتح"ل"الحياة"إن الاجتماع سيناقش مسألة تراجع"فتح"أمام حركة"حماس"في الانتخابات المحلية التي اكملت مرحلتان منها، وأزمة الحركة التنظيمية، خصوصاً أن هناك استحقاقي الجولة الثالثة من الانتخابات المحلية واجراء الانتخابات التشريعية. كما سيبحث المجتمعون في إعادة تشكيل المجلس الوطني، بما يفسح في المجال أمام انضمام"حماس"و"الجهاد الاسلامي"الى المنظمة، وعقد دورة جديدة للمجلس المركزي، وهو هيئة وسيطة بين"الوطني"واللجنة التنفيذية التي يرأسها عباس، يتولى القدومي فيها رئاسة الدائرة السياسية. في دمشق، التقى العميد جبريل الرجوب مستشار الأمن القومي لدى السلطة الفلسطينية أمس قادة الفصائل الفلسطينية وممثليها. وقال الرجوب، الذي وصل الى دمشق في زيارة لم يُعلن عنها ل"الحياة"إنه يحمل رسالة من الرئيس محمود عبّاس الى الرئيس بشار الأسد. ويُعتقد بأن محادثات الرجوب في دمشق تتعلق بالانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، والتهدئة المطلوبة في هذه المرحلة. في الوقت ذاته، صعّد أتباع اليمين الإسرائيلي المتطرف احتجاجاتهم على خطة الانسحاب من قطاع غزة، وسدوا محاور الطرق الرئيسة في القدس وشلوا حركة السير داخل الخط الأخضر. ودعت قيادة المستوطنين في الضفة الغربية والقطاع وزير المال بنيامين نتانياهو الى التحرك لمنع الانسحاب، فيما اندلعت اشتباكات بين يهود يمينيين وفلسطينيين، وأخرى بين جنود إسرائيليين وبعض المستوطنين في قطاع غزة وبين الشرطة الاسرائيلية وأنصار اليمين المتطرف داخل الخط الأخضر. وحاول مئات من المستوطنين اغلاق مداخل القدس ورموا مسامير وسكبوا زيوتاً على الطرق الرئيسة، ما أثار احتجاجات وزراء وقادة أمنيين.