أعلن الجيش الاسرائيلي وخدمات الاسعاف ان مسلحين فلسطينيين تسللا الى مستوطنة يهودية قرب الخليل في الضفة الغربية واطلقا النار على المستوطنين مما ادى الى مقتل ثلاثة وجرح خمسة قبل ان يُقتلا بدورهما، بحسب حصيلة اولية. ووقع الهجوم في مستوطنة كريات اربع التي كثيراً ما يستهدفها المسلحون الفلسطينيون منذ تفجر الانتفاضة. وقال الجيس ورجال الاسعاف ان المسلحين كانا يتنكران بزي طلاب دين يهود ودخلا المستوطنة واطلقا النار على طلاب في قاعة تدريس دينية. وكانت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس أعلنت مسؤوليتها عن هجوم حيفا الذي خلف 15 قتيلاً الاربعاء الماضي، وقالت في بيان ان الهجوم جاء "رداً على المجازر الشارونية… وانتقاماً لدماء الشهيد نضال فرحات وصحبه والقائد القسامي صلاح شحادة، ودفاعاً عن القدس وفلسطين". وتوعد البيان بالمزيد من الهجمات، موضحاً أن هذا الرد جزء من "سلسلة الضربات القسامية". في غضون ذلك، انشغلت الأوساط الفلسطينية بمسألتين: عودة جيش الاحتلال الى معظم اجزاء شمال قطاع غزة حيث اقام "مناطق امنية" الى "اجل غير مسمى" بهدف منع الهجمات الصاروخية، وترشيح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن لمنصب رئيس الوزراء، وهو أمر استقبل بصمت اسرائيلي، وترحيب أوروبي، فيما ابدى عدد من الفصائل الفلسطينية تحفظاً ازاء استحداث المنصب. وكان الرئيس ياسر عرفات طرح اسم ابو مازن امام اللجنة المركزية لحركة "فتح" خلال اجتماع في رام الله مساء اول من امس، قبل ان يُعرض الأمر نفسه على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في اجتماع لاحق. ويجتمع المجلس المركزي في رام الله اليوم للموافقة على استحداث المنصب، وهي مسألة يجب ان تنال ثقة 62 عضواً من اصل 122 عضواً في المجلس. كما يجتمع المجلس التشريعي بعد غد لاقرار تعديل الدستور ينص على منصب رئيس للوزراء وتحديد صلاحياته، وهي مسألة يجب ان تنال موافقة ثلثي النواب وعددهم 85 نائباً. من جانبه، فضل ابو مازن التريث قبل اعلان قبوله المنصب بانتظار تحديد صلاحيات رئيس الوزراء مهماته. ومن المعروف ان ابو مازن أحد مؤسسي حركة "فتح"، واحد مهندسي اتفاقات اوسلو عام 1993 التي اتاحت اقامة السلطة الفلسطينية، وهو يلقى قبولا من الجانبين الاميركي والاسرائيلي بوصفه شخصية معتدلة، وكان ممن عارضوا "عسكرة الانتفاضة". وعلى رغم الترحيب الذي لاقته تسمية ابو مازن للمنصب من جانب حركة "فتح" والسلطة، الا ان الفصائل الاخرى عارضت استحداث المنصب. واعتبر كل من "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"الشعبية" والديموقراطية" في تصريحات ل"الحياة" ان استحداث المنصب جاء نتيجة ضغوط اميركية واسرائيلية واوروبية، مشددين على ان الاولوية يجب ان تعطى لمقاومة الاحتلال. وقال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق قدومي ل"الحياة" ان تعيين رئيس وزراء "خطوة الهائية"، مضيفا ان اطاحة عرفات ليست بالأمر السهل.