تجري قوات الدفاع الجوي الإيرانية مناورات لخمسة أيام، تشمل تدريبات تحاكي هجمات على المواقع النووية في البلاد، على ما أعلن ضابط رفيع في جهاز الدفاع الجوي أمس. وقال قائد جهاز الدفاع الجوي الجنرال أحمد ميقاني لوكالة "فارس" انه "اعتبارا من الغد (اليوم الأحد) سنبدأ مناورات كبرى للدفاع الجوي تستغرق خمسة أيام، وتجرى على مساحة تبلغ نحو 600 ألف كلم في شمال إيران وشمال غربها وبعض من جنوبها ووسطها". وترمي المناورات إلى صد تهديد جوي مفترض من عدو وهمي لإيران على منشآتها النووية، وتشمل عمليات استطلاع وغارات، وكذلك تحسين التنسيق بين الوحدات المختلفة. وأضاف "بسبب التهديدات لمنشآتنا النووية من واجبنا الدفاع عن مرافق البلاد الحيوية، وبالتالي ستشمل المناورات بوشهر، وفارس، وأصفهان، وطهران، والمحافظات الغربية". وسيشارك في المناورات الحرس الثوري والقوات المسلحة الإيرانية. وتابع "ستكون وحداتنا مسؤولة عن المناورات التي تشارك فيها وحدات من الحرس الثوري و(ميليشيا) الباسيج". وتقع محطة إيران النووية التي لم يبدأ تشغيلها بعد في محافظة بوشهر جنوبا، ومواقعها النووية الأخرى وعلى الأخص منشآت تخصيب اليورانيوم في أصفهان وقرب طهران. وتثير الطموحات النووية الإيرانية المخاوف من استخدامها اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلة ذرية. وتصر طهران على أن برنامجها مدني. ولم تستبعد الولاياتالمتحدة وإسرائيل خيار شن ضربة عسكرية على منشآت إيران النووية. وتجري إيران دوريا مناورات دفاعية، وتجاهر بإحراز إنجازات في قدراتها العسكرية لإظهار استعدادها لمواجهة أي تهديد عسكري حيال برنامجها النووي. وهددت إيران باستهداف المصالح الإسرائيلية والأميركية في حال تعرضها لهجوم. كما أشار الجنرال أحمد ميقاني إلى أن إيران يمكن أن تنتج نظام الدفاع الصاروخي المتطور الذي لم تسلمه روسيا حتى الآن للجمهورية الإسلامية، والذي لا تريد واشنطن وإسرائيل أن تملكه طهران. وقال ميقاني إن إيران تعتقد أن تأخر روسيا في تسليم إيران صواريخ "إس 300" سببه ضغوط من إسرائيل وليس مشاكل فنية كما تقول موسكو. ونقلت وكالة "فارس" للأنباء عنه قوله "نأمل أن يتجاهل الروس الضغوط الصهيونية". وأبدى مسؤولون إيرانيون خلال الأسابيع القليلة الماضية استياء متزايدا إزاء عدم تسليم روسيا صواريخ "إس 300" لإيران. ولم تقم موسكو بمتابعة أي اقتراحات لتسليم إيران الصواريخ. وتابع ميقاني "أعلنوا (روسيا) أن السبب وراء هذا التأخير هو وجود مشاكل فنية، ولكننا نعتقد أن ذلك يرجع إلى ضغوط صهيونية". ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن ميقاني قوله "في المناورات ستستخدم شبكات صاروخية جديدة وحديثة، وسيجرى تقييمها بما في ذلك صواريخ (إس 300) المتطورة التي تمتلك إيران القدرة على إنتاجها" من دون ذكر المزيد من التفاصيل. إلى ذلك، دعا السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية المجتمع الدولي إلى تفهم الموقف الإيراني بشأن الخلاف حول البرنامج النووي لطهران. وقال علي أصغر سلطانية لمجلة "شبيغل" الألمانية إن طهران ما زالت مستعدة لإجراء المزيد من المحادثات، مضيفا: "نحن بحاجة ماسة لمعدات خاصة بالمفاعل الذي يتوقف عليه عمل 200 مستشفى". وأشار المسؤول الإيراني إلى أن بلاده بحاجة إلى ضمانات بأنها ستحصل على الوقود النووي، مقابل اليورانيوم الذي تملكه. وأضاف سلطانية: "إن الطريقة التي عوملنا بها خلال الثلاثين عاما الماضية تجعل لدينا من الأسباب ما يكفي لسوء الظن". كانت إيران رفضت اقتراحا بنقل جزء كبير من اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب لطرف يتم الاتفاق عليه ثم الحصول على يورانيوم عالي التخصيب. وجاء الاقتراح كحل وسط لنزع فتيل الخلاف بين إيران والغرب حول برنامج طهران النووي. وقال سلطانية إن بلاده تعتزم، رغم ذلك، الاستمرار في التفاوض بشأن إيجاد طريقة لاستبدال اليورانيوم "لأن استخدام هذا اليورانيوم في علاج مرضى السرطان بالأشعة في مستشفياتنا أمر تتوقف عليه حياة هؤلاء المرضى". وأوضح: "لكننا لن نسمح بأن نبتز بمشكلتنا الخاصة بالوقود النووي، وإذا لم يساعدنا الخارج، فسنجبر على تخصيب اليورانيوم الذي نملكه بشكل أعلى". من جهة أخرى وصل رئيس الوزراء الكويتي، الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، صباح أمس، إلى طهران على رأس وفد سياسي اقتصادي كويتي رفيع المستوى. وذكرت وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة رسمية من النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محمد رضا رحيمي. وكان وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، في استقبال الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح لدى وصوله مطار مهر آباد. وسيجري الشيخ رئيس الوزراء الكويتي خلال الزيارة محادثات مع رحيمي وكبار المسؤولين في الجمهورية الإيرانية، ومن بينهم الرئيس محمود أحمدي نجاد حول العلاقات الثنائية ومختلف القضايا الإقليمية والدولية.