للمرة الاولى منذ عقود بدأ الاطباء يعدلون أسلوب علاج مرضى سرطان الرئة نتيجة لدراسات وأبحاث أظهرت ان"العلاج الكيماوي"، الذي كان يُعتقد انه"غير فعال"بعد ازالة الاورام السرطانية من الرئة عبر الجراحة، يمكن ان يمدد عمر المريض فترة أطول من استئصال الاورام الخبيثة فقط. ووفق دراسات اميركية يبدو ان أسلوب العلاج الجديد يستهدف بالدرجة الاولى مرضى سبق خضوعهم لجراحات ومن ثم تجددت الاورام الخبيثة لديهم... او الذين أظهرت الفحوصات الطبية ان اصابتهم في بداياتها. وأصبح علاج مرضى سرطان الرئة شبيهاً الى حد ما بعلاج مرضى سرطان الثدي او سرطان الكولون الامعاء الغليظة. ووفق الدكتور جون مينا مدير الابحاث في المركز الطبي التابع لجامعة تكساس، الذي تحدث عن الكشف الطبي الى صحيفة"نيويورك تايمز"، تبدو طريقة العلاج الجديدة وكأنها"تُطيل عمر المريض"اكثر من اخضاعه لمبضع الجراح فقط وعدم علاجه بالكيماوي. في المقابل، قال الاختصاصي في أمراض السرطان في مركز"سلون كيترينغ"في نيويورك ان"مستوى العلاج واسلوبه تغيرا". ولم يُكشف الاسلوب الجديد للعلاج، الذي بدأت التجارب عليه قبل نحو عام، الا اخيراً بعدما ثبتت جدواه. وبدأ تطبيق المعادلة الجديدة في العلاج اثر دراسة قدمها اطباء اختصاصيون أجروا أبحاثاً مكثفة على 482 مريضاً من الولاياتالمتحدة وكندا، تناولوا حبة واحدة من دواء مركب من"السيسبلاتين"و"الفينوريلبين"كل سبعة ايام على مدى 16 اسبوعاً، وأشرف عليها الجراح الدكتور تيموثي وينتون من جامعة البرتا. وتبين ان جمع العلاج الكيماوي والجراحة نجح في اطالة عمر 69 في المئة من المرضى لفترة 94 شهراً اضافياً، مقابل 54 في المئة من مرضى خضعوا لجراحات وعاشوا 73 شهراً فقط. ويعتقد الاطباء ان نسبة 15 في المئة من النجاح في"اطالة العمر"هائلة وملموسة في عالم مرضى السرطان. وأفادت"نيويورك تايمز"ان دراستين اضافيتين أظهرتا النتائج نفسها تقريباً، وان الاطباء المعالجين اعتمدوا"العلاج الكيماوي"او"المزدوج"فور الحصول على موافقات المرضى. وقالت الطبيبة باسي جان، من معهد"دانة فاربر"لعلاج السرطان في بوسطن، ان عدد المرضى الذين طلبوا العلاج الكيماوي"ارتفع بنسبة كبيرة العام الماضي". ونشرت الدراسة الاولى أمس في مجلة"نيو انغلند جورنال"الطبية مع تعليق عليها اشترك في اعداده الطبيبة كاثرين بيستر الاختصاصية في علاج سرطان الرئة والاختصاصي موريس اندرسون من"مركز بوسطن لأحاث السرطان". واعتبر الاثنان ان النتائج"مذهلة"ويمكن ان"تكون لها انعكاسات عدة على طرق العلاج التقليدية". ولاحظت الدراسة عدداً من العوارض الجانبية نتيجة"الكيماوي"، منها انخفاض نسبة كريات الدم والتعب الشديد وارتفاع حالات الغثيان والتقيؤ، اضافة الى الشعور بالامساك المتواصل.