اكتشف الأطباء البحاثة في المدرسة الطبية في بوسطن وجود مورثة في جسم الإنسان تستطيع ايقاف تطور سرطان الكولون وذلك بعد أن يتم تحريضها بالألياف المتناولة مع الطعام. وكلما كانت نسبة هذه الأخيرة مرتفعة، كلما تناقص معدل حدوث هذه الأورام الخبيثة في الأمعاء. وركزت هذه الدراسة على التأثيرات الوقائية لمادة BUTYRATE، وهي مادة شحمية مؤكسدة تنتج من تخمر الألياف العضوية في الأمعاء، عن طريق دراسة تأثيرها المباشر في خلايا عزلت من سرطان في الكولون. وتبين ان هذه المادة تحرض وتفعّل مورثة موجودة على الكروموزوم P21، مؤدية إلى إفراز بروتين نوعي يبطئ نمو الخلايا السرطانية. وعلى رغم ان جميع الدراسات السابقة حول هذا الموضوع كانت ربطت بين زيادة إفراز هذه المادة وبين تناقص حدوث سرطان الكولون، إلا أن هذه الدراسة الطالعة من مختبرات بوسطن سلطت الضوء على آلية التأثير التي لم تكن مفهومة تماماً. سرطان الكولون يأتي هذا السرطان في المرتبة الثانية كسبب للوفيات في الولاياتالمتحدة وبريطانيا مع معدل وفيات سنوي قدر ب 47 ألف وفاة في الولاياتالمتحدة. وتزداد نسبة حدوثه مع تقدم العمر، وقد شخص في أغلب الأحيان بين عمر 60 - 65 سنة، وهو نادر في افريقيا وآسيا، وهذا مرده إلى أسباب بيئية أكثر منها وراثية. العلاقة الثانية المؤكدة هي زيادته عند متناولي اللحوم والدسم الحيواني بافراط بالاضافة إلى أن الحمية الفقيرة بالألياف تلعب دوراً مهماً في حدوثه عن طريق زيادة زمن اتصال السرطانات المختلفة المتناولة عن طريق الطعام مع جدار الكولون وبالتالي تحوله السرطاني. أكثر أعراضه شيوعاً تغير في عادات الأمعاء مع أو من دون ألم بطني، خصوصاً عند اصابة الكولون الأيسر، وحدوث النزف عند اصابة المستقيم والكولون السيني. إلا أنه قد يتظاهر عند المعمرين بانسداد في الأمعاء. وينصح جميع أطباء الجهاز الهضمي بمراجعة الطبيب مباشرة عند حدوث أي تغير في عادات الأمعاء أو حدوث نزف، من أجل اجراء الفحوصات اللازمة والتشخيص الباكر في حال حدوث أي تحول سرطاني. وقد أوضحت هذه الدراسة آلية تأثير الحمية الغنية بالألياف في منع سرطان الكولون، وبذلك مهدت الطريق من أجل أبحاث أخرى بغية وضع استراتيجية فعّالة لعلاج ومنع حدوث سرطان الكولون. إلا أن السؤال الذي يبقى بحاجة إلى توضيح ومزيد من الأبحاث: كيف نتحكم بهذه المادة بشكل أكبر وبالتالي الاستفادة منها علاجياً؟