أشرف الزعيم الشيعي مقتدى الصدر شخصياً على استعراض مليشيا «جيش المهدي» الذي فاجأ الجميع بإمكانات عسكرية غير متوقعة، شملت اسلحة ثقيلة وصواريخ «مقتدى واحد». ووجه الإستعراض في بغداد رسائل عدة، إحداها الى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يواجه ضغوطاً كبيرة لإجباره على التنحي. لكن المالكي تلقى أمس دعماً إيرانياً، إذ أكد أحد المقربين من مركز القرار أن طهران مع بقائه في رئاسة الحكومة، مبرراً ذلك بفوزه في الإنتخابات. (للمزيد) وفيما كان تنظيم «داعش» مشغولاً باستكمال سيطرته على نقاط الحدود السورية – العراقية، واحكام قبضته على معبر القائم، ظهرت بوادر صراع بينه وبين الجماعات المسلحة المحلية في الموصل وتكريت اللتين تخضعان لسيطرته منذ اكثر من عشرة ايام واشتبك مع جماعة الطريقة «النقشبندية» في إحدى البلدات في كركوك. وقال مقربون من الصدر ل»الحياة» امس انه «أمر بأن يكون الاستعراض اثبات قدرة تياره على حماية المراقد المقدسة». وانه لا ينوي «المشاركة في القتال في الموصل وتكريت». لكن مراقبين فوجئوا بأسلحة «جيش المهدي» ورأوا أن الزعيم الشيعي يحاول اثبات قدرته على حشد مقاتلين منظمين إذا تعرضت المدن الشيعية لتهديد، ومن جهة اخرى، يبعث برسالة تحذير إلى المالكي. وأهمل الإعلام الرسمي تغطية الاستعراض، فقال الصدر، بعدما شكر مناصريه، إن ذلك مقصود فالقنوات الرسمية «طائفية تدعي التشيع». إلى ذلك، أكدت المصادر ان ائتلاف المالكي قدم بديلاً له مدير مكتبه واحد اعضاء «حزب الدعوة» طارق نجم، وهو من الصقور، لكن القوى السياسية الشيعية الأخرى تسعى إلى إسناد منصب رئاسة الحكومة إلى شخص من خارج الحزب. وتبدو الموازنة بين حرمان «الدعوة» من رئاسة الحكومة، وتحقيق اجماع شيعي داخلي، صعبة في ضوء حدة الخلافات بين اطراف التحالف والحجم السياسي الذي يحتله المالكي، مقارنة بالاحزاب الاخرى. ويرى مقربون من المحادثات الشيعية ان الدفع بطارق نجم محاولة لإحراج القوى الاخرى، وإجبارها على التخلي عن شخصيات، بينها عادل عبد المهدي، واحمد الجلبي، وباقر جبر، وعادل مهودر. إلى ذلك، دافعت ايران عن ترشيح المالكي لولاية ثالثة، استنادا إلى نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة. وقال رئيس مركز «البحوث والدراسات» التابع لمجلس الشورى النائب كاظم جلالي ان دعوة الرئيس باراك أوباما الضمنية الى تشكيل حكومة عراقية من دون المالكي «تدخل في شؤون هذا البلد». وأوضح «ان الانتخابات البرلمانية الاخيرة أجريت بناء على النظام الديموقراطي السائد في العراق وبالتالي فان الحكومة المقبلة ستشكل على اساس ما اختاره الشعب لذا لا يحق لأي دولة، بما فيها الدول الكبرى ودول الجوار التدخل في الأمر». وألقى اللوم في ما يحصل في العراق علي «الدعم المادي والمعنوي الذي تتلقاه الجماعات الإرهابية من هذه الدول». في الموصل قالت مصادر مقربة من المسلحين ل»الحياة» ان سلوك «داعش» في المدينة بدأ يتخذ شكل الحكم الفعلي بعد تعيين احد المعتقلين الهاربين من سجن ابو غريب العام الماضي أميراً عليها. ونفت القوات العراقية امس انباء عن سيطرة «داعش» على معبر القائم – البوكمال (غرب الانبار) الحدودي بالكامل، بعد مواجهة طوال مساء اول من امس ونهار امس، لكن شهوداً اكدوا ل«الحياة» ان المسلحين فرضوا سيطرتهم على المعبر بالفعل. وهو ثاني معبر تسيطر عليه «داعش» بعد معبر ربيعة – اليعربية (غرب الموصل) وبهذا يكون التنظيم فرض نفوذه على غالبية الحدود العراقية – السورية التي تصل الى 600 كيلو متر.