قد يكون الفريق الذي في حوزة المدرب الاسباني رفائيل بنيتيز قادراً على الفوز بكأس دوري ابطال اوروبا، لكنه ليس كفؤاً للفوز ببطولة الدوري الانكليزي او حتى المنافسة عليها. كانت خطة ادارة نادي ليفربول وآمالهم للموسم المنصرم ان يعتلي الفريق مركزاً مقبولاً في الدوري وربما الفوز باحدى الكؤوس، لكن لم يكن في الذهن ابداً ان تكون الجائزة هي كأس دوري ابطال اوروبا، فالضغوطات ستزيد على عاتق بنيتيز اضعافاً مضاعفة عما بدأ به مسيرته مع النادي الانكليزي، إذ كان من المفترض ان يأخذ الفريق وقتاً لاستيعاب لاعبين جدد يختارهم بنيتيز بمعرفته، ويتخلص من عبء تركة سلفه الفرنسي جيرار هوييه. حالياً بنيتيز يعتقد ان الفريق الذي في حوزته ليس سوى 70 في المئة من الفريق الذي يتخيله منافساً شرساً على بطولة الدوري الانكليزي وعلى المسابقات الاخرى، لذلك فهو يهيئ لتفكيك الفريق الذي قاده الى الفوز بأكبر مسابقة للاندية، متوقعاً رحيل نحو سبعة لاعبين وضم مثلهم في مطلع الموسم المقبل، والأهم من الضم والتفكيك هو ضمان مستقبل القائد المتألق ستيفن جيرارد في الفريق، حتى ان تطلب ذلك دفع راتب اسبوعي قياسي قد يصل الى 150 الف جنيه، مثلما هو شائع في اروقة النادي حالياً. وباعتبار ان بنيتيز خبير في مسابقات الكؤوس، التي تتطلب جهداً تكتيكياً وخططاً محددة لمباراة او اثنتين لاقصاء الخصم، فانه يعلم ان ماراثون مباريات الدوري يتطلب لاعبين ذوي تقنيات عالية ومهارات مميزة، وعملية البناء ستتطلب الحفاظ على ثلاثة نجوم يعدون من الفئة العالمية، هم جيرارد وجايمي كاراغر وتشافي الونسو، وحولهم سيبني فريقه الخيالي، فضلاً عن ثلاثة لاعبين من الفئة القادرة على البروز في الظروف الحالكة، وهم سامي هيبيا وجون ارني ريسه ولويس غارسيا، ولكن هؤلاء الستة قد يكونون على قدر تحمل المنافسة في مباريات الكؤوس لكنهم بحاجة الى معاونين اكفاء لتمكينهم من المنافسة على بطولة الدوري طويلة الامد. اللاعبون الآخرون في حوزة بنيتيز بحاجة الى وقت للتأقلم وربما الى استبدال، فالمهاجم فيرناندو موريينتس لم يستعد لياقته كاملاً لكن يتوقع منه الكثير، فيما ديدي هامان وفلاديمير سميتشر لا يسعفهما سنهما، وايضاً هناك من هم غير ثابتي المستوى، ولا يعتمد عليهم، كالحارس جيرزي دوديتش وميلان باروش وايغور بيسكان وكريس كيركلاند، وهؤلاء قد يجدون انفسهم خارج اسوار النادي قبل بداية الموسم المقبل، الى جانب الخائبين موريسيو بيليغرينو وانتونيو نونيز وخوسيمي، وهناك لاعبان قد يضطر بنيتيز لابقائهما على رغم انهما لا يتناسبان وطريقة لعبه، لكن عقديهما طويلان مع النادي، وهما غبريل سيسي وهاري كيول. وسيبقي بنيتيز على لاعبين يكملون الفريق من دون المطالبة بان يكونوا اساسيين وهم الحارس الصاعد سكوت كارسون والمدافع جيمي تراوري وستيف فينان وستيفن وارنوك. والسؤال هو من هم الجدد؟ اولاً، في حراسة المرمى، وعلى رغم مساهمة دوديتش الجليلة في الفوز بكأس الابطال، الا ان قرار بنيتيز بالتخلي عنه اتخذ منذ فترة طويلة، وتتجه انظاره نحو حارس فياريال الاسباني خوسيه رينا 22 عاماً الذي قد يكلف نحو ستة ملايين جنيه لضمه. وهو بحاجة الى مدافع صلب، ويستهويه مدافع ريال سرقسطة الارجنتيني غابرييل ميليتو 24 عاماً الذي قد يكلف ايضاً نحو ستة ملايين جنيه، وفي خط الوسط يبدو ليفربول في طريقه الى ضم لاعب وسط منتخب انكلترا وبايرن ميونيخ اوين هارغريفز الذي قد يكلف نحو 3 ملايين جنيه، وفي خط الهجوم فان لدى بنيتيز خيارات كثيرة ومميزة، فغارسيا وسيسي يوفران السرعة والمهارة وموريينتس يوفر مهارة التهديف، لكن الخط بحاجة الى قائد له، ومن هنا تتجه انظار بنيتيز الى ضم مهاجم فيينورد ديرك كويت الذي قد يكلف نحو 4 ملايين جنيه. قد يأتي اليوم الذي يتمنى فيه بنيتيز انه لم يحمل كأس ابطال اوروبا، لسبب واحد هو انه اذا اخفق في المنافسة على بطولة الدوري الموسم المقبل في ظل التغييرات الشاملة التي سيقوم بها، فان الضغوطات والنقد لن يرحماه وكأنه لم يحقق شيئاً.