قد يكون الدوري الانكليزي الاثرى والأشهر في العالم، لكن الأربعة الكبار في ال «بريميرليغ» ربما الأكثر معاناة وكآبة من ديون أصبحت لا تطاق ومتطلبات جماهيرية تقض مضاجعها، فمانشستر يونايتد وتشلسي وأرسنال وليفربول بدأت في التفكير في الموسم المقبل باكراً، ولم تمر فترة عصيبة على مانشستر يونايتد منذ أكثر من ثلاث سنوات مثلما يشعر به الفريق الآن، بعدما انقلبت الآمال الكبيرة بإنهاء موسم ناجح إلى محاولات بائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ما قاد مدربه الاسكتلندي أليكس فيرغيسون إلى طلب 60 مليون جنيه من إدارة ناديه التى تعاني بشدة لصرفها على ضم نجوم جدد، على رغم أن ديون النادي وصلت إلى أكثر من 750 مليون جنيه، بسبب مالكي النادي الاميركان. وتأكد لكثيرين أن انجازات الفريق في السنوات الثلاث الأخيرة تعود إلى نجمين، كريستيانو رونالدو الذي رحل مطلع الموسم إلى ريال مدريد، ووين روني الذي افتقده الفريق في أحرج فترة في الموسم بداعي الإصابة، فخرج الفريق من دوري أبطال أوروبا، وفقد صدارة الدوري المحلي لغريمه تشلسي، ما تطلب اتخاذ قرارات قاسية، أبرزها التخلي عن المهاجم البلغاري ديتمار بيرباتوف الذي أخفق بصورة ملحوظة منذ انتقاله في مقابل أكثر من 30 مليون جنيه من توتنهام قبل نحو عامين، ووضع مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة وجناح فالنسيا ديفيد سيلفا وزميله ديفيد فيا على قمة «المطلوبين» لإعادة الهيبة إلى «اولد ترافورد»، مثلما سيفكر فيرغيسون في إمكان إبقاء المخضرمين في صفوفه مثل الحارس ادوين فان در سار (39 سنة) والمدافع غاري نيفل (35 سنة) ولاعبي الوسط بول سكولز (35 سنة) وراين غيغز (37 سنة)، لكنه سيبقي على الجناح البرتغالي ناني الذي تألق في النصف الثاني من الموسم. أما تشلسي فان عملية ترميم أكثر منها عملية بناء ستكون مطلوبة، فالفريق بات الأقرب إلى إحراز الثنائية (الدوري والكأس) في أول موسم تحت قيادة الايطالي كارلو أنشيلوتي، لكن أهم ما يقلق المدرب الايطالي عدم قدرة الفريق على بلوغ ادوار متقدمة من دوري أبطال أوروبا، لكن أولاً سيتعين على انشيلوتي خفض معدل أعمار اللاعبين، بجلب صغار المواهب والتخلص من بعض المخضرمين وكبار السن، اذ يتوقع رحيل الألماني مايكل بالاك وجو كول والبرتغاليين باولو فيريرا وريكاردو كارفاليو، واستبدالهم بنجوم مثل الجناح الأرجنتيني انخيل دي ماريا ومدافع انتر ميلان مايكون. أما آرسين فينغر، وعلى رغم إعلان إدارة أرسنال مراراً وتكراراً أن هناك نحو 30 مليون جنيه متوافرة تحت تصرف المدرب الفرنسي، لكن مع اختفاء الألقاب للموسم السادس على التوالي، فأنه سيصارع رغبة جماهيره في إضافة عناصر الخبرة إلى فريقه «اليافع»، وسيكتفي بالمحافظة على بقاء نجومه، وأبرزهم القائد سيش فابريغاس المطلوب من برشلونة، الذي يطلب أيضاً المدافع الفرنسي غايل كليشي، فيما سيشكل قدوم المهاجم المغربي مروان الشماخ إضافة إلى خط الهجوم المتهالك الذي عانى كثيراً من الغيابات بداعي الإصابة. أما ليفربول فان مشكلاته أكبر من توافر سيولة لتعزيز الصفوف، بل تتعدى إلى ضمان عامل الاستقرار، اذ من المتوقع أن يرحل مالكا النادي جورج جيليت وتوم هيكس بعدما اغرقا النادي في ديون ثقيلة، أو أن يرحل المدرب رفائيل بنيتيز ومعه عدد من نجومه، أبرزهم فيرناندو توريس وستيفن جيرارد وخافيير ماسكيرانو، ما يضع مشجعي «الريدز» في ظلام لا يوحي بالتفاؤل، ليبقى أمل الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليغ) هذا الموسم، قبل أن تشهد تغييرات جذرية الموسم المقبل.