تنطلق منافسات الدرجة الممتازة للدوري الانجليزي لكرة القدم للموسم 2005-2006 غداً، في ظل تهديد حامل اللقب تشلسي باحتكار المسابقة لسنوات طويلة ووعيد من المخضرمين المترهلين مانشستر يونايتد وارسنال وليفربول بالمنافسة الشرسة على اللقب ال116 حتى الرمق الاخير. فبعدما اثبت تشلسي الموسم الماضي ان بالامكان شراء اللقب بالمال، بعدما صرفت ادارة النادي من ثروة البليونير الروسي رومان ابراموفيتش اكثر من 150 مليون جنيه على لاعبين جدد في العامين الماضيين، فان المدرب"الفلتة"البرتغالي جوزيه مورينيو لم يتوان في اضافة الحديد والصلب في آلته الطاحنة. فبعدما احرز النادي اللندني بطولة الدوري للمرة الثانية في تاريخه، فان قلة تشك بقدرته في الاحتفاظ بلقبه، ليس هذا الموسم فحسب وانما طالما بقي مورينيو مدرباً وابراموفيتش مالكاً. والمدرب البرتغالي وفى بوعده في خلق فريق يتوافر فيه لاعبان من الطراز الاول لكل مركز، فهو اضاف المدافع الايسر الاسباني دل هورنو 8 ملايين جنيه من اتلتيك بلباو والجناح الصاعد شون رايت فيليبس 21 مليون جنيه من مانشستر سيتي الذي سيشكل مع داميان دف واريان روبن وجو كول السيف القاطع لكثير من الدفاعات، على رغم ان اثنين منهم يمكنهما اللعب في وقت واحد، وربما يعيد البعض سبب الاخفاق في دوري ابطال اوروبا الى غياب دف وروبن عن نصف نهائي المسابقة امام ليفربول الموسم الماضي وعدم وجود البديل الكفء الجاهز. ومن نقاط القوة في الفريق تجانس خطوطه وصلابة المواقع الحساسة، بدءاً من الحارس المتألق بيتر تشيك الذي لم يدخل مرماه سوى 15 هدفاً في 38 مباراة الموسم الماضي، وتوافر البدلاء الجاهزين، ولكن في المباريات الكبيرة سيحتاج الى روبن ودف والمدافع الصلب القائد جون تيري وشعلة خط الوسط فرانك لامبارد، ويبقى مورينيو نفسه بأسلوبه الفريد ابرز نقاط القوة. وفي المقابل، وعلى رغم الاموال الطائلة والتألق المثير الموسم الماضي الا ان الفريق ما زال يفتقد الى المهاجم الهداف، وعلى رغم محاولات ديدييه دروغبا وماتيا كيجمان وايدور غديونسون الا ان هداف الفريق كان لاعب الوسط لامبارد 18 هدفاً فقط، وبعد محاولات مورينيو الفاشلة لاستمالة تشيفتشينكو وادريانو وحتى فييري فانه سيجرب حظه مع الارجنتيني هيرنان كريسبو الذي استعاده بعد اعارته الى ميلان الايطالي. وسيبرز على الجبهة المنافسة ثلاثة فرق فقط تملك فرصاً واقعية في هز عرش تشلسي. فبطل كأس انجلترا ووصيف بطل الدوري ارسنال البطل 13 مرة آخرها عام 2004 سيسعى الى استعادة اللقب في الموسم الاخير الذي سيخوضه في ملعبه"هايبري"، قبل انتقاله الى"استاد الامارات"، ولكنه ذاق مرارة اللعب امام صلابة تشلسي عندما خسر"الدرع الاجتماعية"1-2 في المباراة الافتتاحية التقليدية الاحد الماضي، وامامه موسم طويل وقاس، خصوصاً بعدما تخلى عن صمام امامه باتريك فييرا 13.5 مليون جنيه الى يوفنتوس، لكنه اضاف شعلة النشاط الكساندر هليب 8 ملايين جنيه من شتوتغارت الالماني الذي سيزيد من قوة الآلة الهجومية التي تتشكل من المتألق تييري هنري وخوسيه رييس وفان بيرسي وبيرغكامب وليونبيرغ التي تفوقت بشكل لافت الموسم الماضي. لكن الخط الدفاعي ومركز حراسة المرمى كانا صداع الرأس لآرسين فينجر، ومع ذلك لم يضف المدرب الفرنسي اي جديد الى هذين الخطين وعلى النقيض فانه تخلى عن صمام امانه فييرا، وسيكون الموسم امتحاناً عسيراً للحارس الالماني ليمان. اما مانشستر يونايتد البطل 15 مرة آخرها عام 2003 فان المدرب اليكس فيرغسون وضع معادلة واضحة للاعبيه وهي عدم الخسارة في اي مباراة خلال الموسم الجديد لتفادي اخفاقات الموسم الماضي الذي خلا من اي لقب، فيما لم يحرز سوى كأس انكلترا في الموسم الذي سبقه، ولضمان ذلك فان فيرغسون عالج نقاط ضعف الموسم الماضي المتمثلة في حراسة المرمى، حيث ضم الحارس الهولندي ادوين فان در سار مليونا جنيه من فولهام الذي يأمل بان يسد فجوة يمب بان يسديسد بفجوة كبيرة عانى منها الفريق منذ سنوات طويلة، وسيكون المدافع الصلب ريو فيردناند صمام الامان بعدما تصالح مع جمهوره بتمديد عقده، وسيكون ثقل صنع الاهداف وتسجيلها على كاهل روني ورونالدو، وسيعطي الكوري بارك جي سونغ 4 ملايين جنيه من ايندهوفن بعداً هجومياً جديداً، خصوصاً ان اداء الخط الهجومي الموسم الماضي كان الاسوأ في السنوات الاخيرة لكن البعض يعيد السبب الى اصابة الهداف نيستلروي ومعه لويس ساها وألان سميث في فترات متقطعة، لكن السن لن تسعف المخضرمين روي كين وبول سكولز على قيادة خط الوسط والتألق طوال الموسم ولا يبدو توافر بديلين جاهزين لهما. اما بطل دوري ابطال اوروبا ليفربول فانه دخل على خط المنافسة محلياً بعد انجازه غير المتوقع في المسابقة الاوروبية، ولم يتوان مدربه رفائيل بنيتيز عن تفكيك فريقه واضافة جدد، فتخلى عن ايغور بيسكان من دون مقابل الى بشكتاش التركي وفلاديمير سميتشر من دون مقابل الى بوردو الفرنسي، ويبدو ان المهاجم ميلان باروش والحارس جيرزي دوديك لن يكونا اساسيين بعدما اضاف المهاجم العملاق حجماً بيتر كراوتش 7 ملايين جنيه من ساوثهامبتون والحارس الاسباني خوان ريينا 6 ملايين جنيه من فياريال الاسباني اضافة الى لاعب الوسط محمد سيسوكو 5.6 مليون جنيه من فالنسيا الاسباني والجناح الهولندي بدوين زيندن من دون مقابل من ميدلزبره، لكن ليفربول يعتمد بشكل كبير واساس على قائد الفريق ستيفن جيرارد الذي كان قراره بالبقاء مع الفريق بمثابة اضافة لاعبين او ثلاثة جدد الى الفريق، فهو يقوم بأكثر من دور، فهو صمام الامان وحامي الخط الدفاعي وصانع الالعاب ومسجل الاهداف في كثير من الاحيان، فيما سيعطي المهاجم الجديد كراوتش بعداً جديداً في طريقة لعب الفريق، وينتظر الكثير من المهاجم الفرنسي جبريل سيسي. لكن من ابرز نقاط الضعف وعلى رغم تألق خط الدفاع في الطريق الى احراز دوري ابطال اوروبا، الا انه بدا ضعيفاً ومتهالكاً في مباريات الدوري، والحارس الجديد ريينا سيكون تحت المجهر، ويتعين على نتائج الفريق امام الثلاثة الكبار في الدوري مانشستر يونايتد وارسنال وتشلسي ان تتحسن كونها كانت هزيلة الموسم الماضي بخسارته خمساً من المباريات الست امامها، ولكنه سيكون ابرز المرشحين لاحراز المركز الرابع وليس بطولة الدوري. وخارج الفرق الاربعة المنافسة على اللقب فان ثلاث مجموعات تبرز باختلاف طموحاتها ورؤيتها ولكن الاكيد انها لا تتطلع الى احراز اللقب، فتضم المجموعة الاولى استون فيلا وتوتنهام ونيوكاسل وميدلزبره وايفرتون ومانشستر سيتي، فهي مجموعة المتنافسين على التأهل الى كأس الاتحاد الاوروبي، وتملك نجوماً عالميين وهي تتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة وستلعب دوراً كبيراً في تحديد هوية البطل لان في امكانها اقتناص النقاط من الفرق المرشحة مثلما تخسر النقط امام الفرق المكافحة. فاستون فيلا البطل 7 مرات آخرها عام 1981. يعتمد بشكل كبير على خط وسطه لتحمل عبء الكثير من المباريات، ففي حين كان يفشل المهاجمون في التسجيل نجح نيلبيرتو سولانو وغاريث باري ولي هندري بتسجيل 22 هدفاً من مراكزهم في وسط الملعب، فيما كان الثلاثي حارس المرمى سورينسن وقلبا الدفاع اولوف ميلبيرج ومارتن لورسن صلبين وحافظوا على شباكهم نظيفة 11 مرة الموسم الماضي، ويحاول المدرب ديفيد اوليري حل مشكلة الخط الهجومي بإضافته الدولي السابق كيفن فيليبس مليون جنيه من ساوثهامبتون. اما توتنهام البطل مرتان آخرهما عام 1961، فانه يعتبر الحصان الاسود هذا الموسم لما يملكه من ابرز المواهب الصغيرة في البلاد، وهي سياسة انتهجتها ادارة النادي في العامين الاخيرين، فلديه نجوم المنتخب الانجليزي الحاضرين والمستقبليين كحارس المرمى بول روبنسون والمدافعان الصلبان لدلي كينج ومايكل دوسون، وصانع الالعاب مايكل كاريك والجناح واين راوتليدج مليونا جنيه من كريستال بالاس والجناح الايرلندي اندي ريد والمهاجم القناص جيرماين ديفو، اضافة الى روبي كين وفريدي كانوتي والمصري ميدو، الى جانب المخضرمين المغربي نور الدين النيبت وادجار دافيدز من دون مقابل من انتر ميلان اللذين سيضيفان خبرة ستكون ضرورية للشباب. لكن في المقابل فان معدل اعمار لاعبيه 23 عاماً، قد يدل على نقص الخبرة وقد يفتقد اللاعبون الى التجانس، وعلى الفريق حل معضلة تحقيق نتائج سيئة خارج ارضه. اما نيوكاسل البطل 4 مرات آخرها عام 1927، فانه يملك عموداً فقرياً كاملاً بوجود الحارس الايرلندي شاي غيفن والمدافع الفرنسي جان الان بومسونغ ولاعبي الوسط سكوت باركر 6 ملايين جنيه من تشلسي وجيرماين جيناس والمهاجم المخضرم ألان شيرر، اضافة الى صانعي الالعاب كيرون داير والتركي ايمري 3.5 مليون من انتر ميلان، وفي حين دفع الفريق غالياً الموسم الماضي جراء الاخطاء الدفاعية، فان المشكلة الحقيقية قد تكون في المدرب غرايام سونس نفسه وطريقة تعامله الجلفة مع اللاعبين التي تسببت بأجواء كئيبة ما زالت تخيم فوق اسوار النادي، وهو يعتبر المرشح الاول للإقالة من منصبه في مطلع الموسم الجديد، واذا كانت البداية ضعيفة فان الإقالة ستكون حتمية وأكيدة وحينها سيتعلق الأمر بخليفته لانتشال العملاق الشمالي من كبوته. اما ميدلزبره المركز الثالث في عام 1914، فانه سجل اعلى نسبة من الاهداف الموسم الماضي بعد الثلاثة الكبار، وكان ذلك من دون المصاب مارك فيدوكا، والآن اضاف المدرب ستيف مكلارين الى القوة الهجومية المتألق يعقوبو 7 ملايين جنيه من بورتسموث، وكان ابرز الاسباب خلف التميز الهجومي هو تألق الجناح الايسر الصاعد ستيوارت داونينغ. لكن الفريق عانى بشدة من اصابات نجومه الموسم الماضي فيدوكا وغايزكا ميندييتا وغارث ساوثهول وافتقد الى العمق والبدلاء الاكفاء، كما انه يعاني من البدايات البطيئة وكثيراً ما يكون متخلفاً قي الشوط الاول قبل ان يقتنص تعادلاً او فوزاً صعباً.