أسدل الستار على مباريات الدرجة الممتازة للدوري الانكليزي لكرة القدم للموسم 2004- 2005 بإثارة وحماسة امتدتا حتى الدقائق الاخيرة، ليس لحسم هوية بطل الدوري او الفرق المتأهلة للمسابقات الأوروبية، وإنما لمعرفة هوية الفريق الباقي ممتازاً بين 4 فرق تصارعت حتى اللحظات الاخيرة من اليوم الاخير والذي حسمه وست بروميتش البيون بجدارة على عكس كل التوقعات مسجلاً تاريخاً فريداً. يحق اعتبار الموسم بنجاحاته، موسم تشلسي ومدربه البرتغالي جوزيه مورينيو، فهو كان موسماً غير عادي للنادي اللندني، حيث حطم ارقاماً قياسية وحصد كل جوائز افضل اللاعبين، ولكنه اعتبر ايضاً موسماًَ ناجحاً لمدرب ايفرتون ديفيد مويز الذي قاد فريقه الى التأهل الى دوري كأس ابطال اوروبا بعدما كان التوقع بصراعه من اجل البقاء. كانت هناك اخفاقات كثيرة لفرق توقع منها نتائج افضل، ابرزها مانشستر يونايتد ونيوكاسل، وايضاً ليفربول الذي شفع له تأهله الى المباراة النهائية لدوري الابطال. ولم يخل الموسم من غصات واخطاء، وابرزها للحكام، حيث اصبحت تسديدة لاعب وسط توتنهام بيدرو مينديز، التي تخطت خط مرمى مانشستر يونايتد بياردة ولم يحتسبها لا الحكم ولا مساعده، حالة ملحة لاستحداث نظام تكنولوجي يصنف الكرات المشكوك في صحتها التي يصعب على الحكام اخذ قرار فيها، فيما كانت المشاجرة بين لاعبي نيوكاسل كيرون داير ولي بوير على ارض الملعب اثناء سير المباراة اغرب حدث عنفي. واعتبرت افعال المدير التنفيذي لتشلسي بيتر كينيون الاكثر اثارة للجدل، باجتماعه سراً مع لاعبي ارسنال آشلي كول ومانشستر ويونايتد ريو فيردناند لحضهما على الانتقال الى ناديه. موسم حافل، كان فيه المتألق والمخيب، والمتوقع وغير العادي، وفي ما يأتي جردة كل فريق خلال الموسم المنصرم: الأول: تشلسي 95 نقطة قيمة المكافأة 9.5 مليون جنيه يعد هذا الموسم بكل بساطة هو الانجح في تاريخ النادي، ليس فقط لأن تشلسي احرز بطولة الدوري للمرة الاولى منذ 1955 واضاف إليها كأس المحترفين، بل لأن الفريق تألق في شكل لافت محققاً ارقاماً قياسية، هي جمع اكبر عدد من النقاط في الدرجة العليا 95 نقطة، محطماً العدد السابق 92 نقطة الذي جمعه مانشستر يونايتد في موسم 1993-1994، علماً ان تشلسي حصد نقاطه من 38 مباراة، فيما جمع"الشياطين"الحمر نقاطهم من 42 مباراة، والرقم القياسي الآخر كان تحقيقه 29 انتصاراً في موسم واحد، محطماً ايضاً رقم مانشستر يونايتد السابق 28 انتصاراً في موسم 1999-2000، ورقم جديد حققه هو الفوز في 8 مباريات خارج ملعبه، اضافة الى استقبال شباكه اقل عدد من الأهداف في تاريخ الدوري 15 هدفاً، محطماً رقم ليفربول 16 هدفاً في موسم 1978-1979. وعلى صعيد اللاعبين فإن تشلسي حصد كل جوائز فئات اللاعبين، اذ جنى المدافع جون تيري جائزة أفضل لاعب باختيار"جمعية اللاعبين المحترفين"، فيما حصد فرانك لامبارد جائزة أفضل لاعب باختيار"جمعية الكتاب والصحافيين"، فيما اختير بيتر تشيك أفضل حارس، ومورينيو أفضل مدرب. ولا بد من الإشارة إلى أن العامل الرئيس خلف انجازات هذا الموسم كان المدرب جوزيه مورينيو الذي ابتعد من ضم نجوم كبار وفضل إبعاد الارجنتينيين خوان سيبستيان فيرون وهيرنان كريسبو، ليضم لاعبين متحمسين لم يسبق لهم الوصول الى النجومية او الفوز ببطولات كبيرة، واعتمد على عمود فقري مكون من تشيك وتيري ولامبارد، فضلاً عن الجناحين الهولندي اريان روبن والايرلندي داميان داف، اللذين قلصت اصابتيهما ظهورهما وتألقهما. الثاني: ارسنال 83 نقطة 9.025 مليون جنيه بدأ ارسنال الموسم مثلما أنهى الذي سبقه، بقوة وصلابة وتألق حتى بداية شهر تشرين الاول اكتوبر، وتحديداً عندما خسر اول مباراة له منذ اكثر من عام في بطولة الدوري، بسقوطه صفر-2 امام مانشستر يونايتد، مجمداً رقمه القياسي من دون هزيمة عند 49 مباراة. وبدأت المشكلات تنهال عليه وبدأ مستواه يتذبذب، فعانى بداية من مركز حراسة المرمى، وبدا الحارس الالماني لينز ليمان متوتراً في بعض الاحيان ومتهوراً في أحيان أخرى، فيما كان بديله المونيا اكثر تهوراً وتوتراً، وزادت مشكلات الخط الدفاعي غياب صخرة الدفاع سول كامبل. ولم ينجح فينغر في اشراك تشكيلته الرئيسة طوال الموسم بسبب الاصابات المتلاحقة على نجومه في كل الخطوط، فعدا كامبل فإن الدييري وبيريس وبيرغكامب وهنري وايدو وليونغبيرغ غابوا في فترات متقطعة، عدا عن مشكلة تورط آشلي كول في اجتماع سري مع ادارة تشلسي التي جاءت في وقت صعب، وتحديداً قبل مباريات الدور الثاني من دوري الابطال التي اخفق في دورها الثاني. عزاء ارسنال في هذا الموسم، انه تقدم على غريمه مانشستر يونايتد في الترتيب وتأهل تلقائياً الى دوري الابطال، وبروز نجوم المستقبل من شبابه، وعلى رأسهم فابيرغاز وفان بيرسي وسيندروس. الثالث: مانشستر يونايتد 77 نقطة 8.55 مليون جنيه استمرت مشكلات"الشياطين الحمر"خارج الملعب، فبعد تضميد جروح الموسم الماضي التي تسببت بها الخلافات بين المدرب اليكس فيرغسون وابرز مالكي اسهم النادي جون ماغنر على حصان سباق، فإن المحاولات الدؤوبة لرجل الاعمال الاميركي مالكولم غليزر لشراء النادي، على رغم الاعتراضات الشديدة من انصار النادي وحتى من لاعبيه وادارييه، خلقت سحابة سوداء تحلق فوق"اولد ترافورد"، فزعزعت ثقة الفريق وشوشت تركيز اللاعبين. لكن في داخل الملعب تفاقمت اخطاء المدرب، والتي اعترف بكثير منها، وعكسها تخلفه عن تشلسي بفارق 20 نقطة، فيما أسهم بعض الخطط التكتيكية العقيمة، وتذبذب مستوى الخط الهجومي، في تحقيق الكثير من النتائج السلبية، ابرزها مع فرق القاع، خصوصاً انه فقد 19 نقطة امام فرق النصف السفلي من لائحة الترتيب كانت كفيلة لتدخله في صراع مرير مع تشلسي حتى النهاية. وبالتأكيد فإن اصابة نجم خط الهجوم رود فان نيستلروي في النصف الثاني من الموسم، وغياب لويس ساها في كثير من الاحيان، وضعف اداء ألان سميث، أسهمت في عدم التسجيل في 9 مباريات للمرة الاولى منذ 1992. وبرز الصاعد واين روني في تسجيل اهداف رائعة ولكنها ليست كثيرة. ولم تغب مشكلة حراسة المرمى، عن أسباب الاخفاق هذا الموسم، فروي كارول وقع في اخطاء كثيرة، فيما لم يظهر تيم هاورد بثقته المعهودة، وتسببت اخطاء الحارسين في كثير من النقاط المهدرة. وبدا واضحاً تأثير عامل السن على ابرز نجوم الفريق روي كين وبول سكولز وراين غيغز، الرابع: ايفرتون 61 نقطة 8.075 مليون جنيه لولا تعملق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، لاختير ديفيد مويز افضل مدرب ، لما حققه من انجاز صعب تخيله في مطلع الموسم. فالفريق كان من ابرز المرشحين للسقوط الى الدرجة الاولى، خصوصاً بعد رحيل النجم واين روني الى مانشستر يونايتد، وعدا عن المشكلات المادية التي تعصف بالنادي، فإن مويز نجح في خلق روح قتالية في لاعبيه"المغمورين"، وحتى مع خسارته لنجم خط الوسط الدنماركي توماس غرافسين لريال مدريد في كانون الثاني يناير الماضي، فإن الفريق حافظ على توازنه والاهم على المركز الرابع المؤهل الى الدور التمهيدي لدوري ابطال اوروبا. برز منه شعلة خط الوسط تيم كاهيل وخط دفاعه الصلب المكون من ويير وستابس. حقق رقماً قياسياً بإشراكه الشاب جيمس فون الذي اصبح اصغر مسجل للأهداف في تاريخ الدوري الانكليزي عن 16 عاماً و271، محطماً رقم روني 16 عاماً و360 يوماً وجيمس ميلنر 16 عاماً و357 يوماً. الخامس: ليفربول 61 نقطة 7.6 مليون جنيه شفع التأهل الى المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا لكل اخطاء الدوري واخفاقاته، واكدت على براعة المدرب الاسباني رافائيل بنيتيز في موسمه الاول في انكلترا على وضع الخطط التكتيكية الناجحة لمباريات الكؤوس، خصوصاً بتأهل الفريق الى المباراة النهائية لكأس المحترفين. خضع الفريق لعملية تغيير جلده، فالنكهة الاسبانية بدأت تتشكل وتسود، وستأخذ وقتاً اطول قبل ان تعطي جهود بنيتيز نتائج ايجابية في بطولة الدوري. عانى الفريق في مركز حراسة المرمى، لكنه اكتشف مدافعاً صلباً بجايمي كاراغر الذي تألق طوال الموسم، وظل ستيفن جيرارد القلب النابض للفريق والسبب خلف كل الايجابيات، فيما برز من الاسبان لويس غارسيا وعلى فترات تشافي الونسو الذي حرمته الاصابة من استمرارية العطاء. وبدا نجم"يورو 2004"ميلان باروش بعيداً من مستواه وقد يرحل قبل بدء الموسم المقبل، بوجود جبريل سيسي المتعافي من اصابة كبيرة، وفيرناندو مورينتس الذي بحاجة الى بعض الوقت للتأقلم. السادس: بولتون 58 نقطة 7.125 مليون جنيه تأهل الفريق الى مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي للمرة الاولى في تاريخه، وهو انجاز يعود فضله الى المدرب سام اولاردايس، الذي صنع المعجزات في الاعوام الثلاثة الاخيرة، لجعل بولتون على ما هو عليه اليوم من دون انفاق مبالغ خيالية او حتى كبيرة. زرع في لاعبي فريقه القوة والصلابة والخشونة التي اعتبرها البعض انها خارجة عن القانون، لكنها كانت فاعلة في تحقيق نتائج ايجابية. برز منه المدافع التونسي راضي الجعايدي في النصف الاول من الموسم وسجل له اهدافاً حاسمة، وتألق ايضاً اليوناني جيانكوبولوس وديفيز وضيوف وهييرو، ولم يكن اوكوتشا في قمة تألقه في عدد من المباريات. لكن اولاردايس نجح في صنع فريق صعب الهزيمة وعنيد من لا شيء، ولهذا السبب يرشحه الكثيرون لخلافة اريكسون في تدريب المنتخب الانكليزي عندما يحين الوقت. السابع: ميدلزبره 55 نقطة 6.65 مليون جنيه كان الهدف الاول للفريق هذا الموسم هو الحصول على المركز الرابع بعد انجاز الموسم الماضي بالفوز بكأس المحترفين والتأهل الى كأس الاتحاد الاوروبي للمرة الاولى في تاريخه، لكن خوض منافسات هذه المسابقة تحديداً اعاقت جهوده في الصراع على المركز الرابع. وقد يعيد المدرب ستيف مكلارين اسباب الاخفاق، رغم التأهل مجدداً الى كأس الاتحاد، الى الاصابات الكثيرة التي حلت بنجومه، فحرمته من خدمات مندييتا وفيدوكا وبوتانغ وراتزيغر في فترات طويلة من الموسم. الثامن: مانشستر سيتي 52 نقطة 6.175 مليون جنيه كان الفريق الوحيد الذي ألحق الهزيمة ببطل الدوري تشلسي، ولكنه ظل متواضعاً ومتأرجحاً بين فرق وسط القائمة. عانى كثيراً تحت قيادة كيفن كيغان، ولكن بتعيين مدافع منتخب انكلترا السابق ستيوارت بيرس خلفاً له في اذار مارس، وعلى رغم رحيل نجم الهجوم نيكولاس انيلكا، فإن الفريق قدم افضل عروضه ولم يخسر سوى مباراة واحدة في التسع الاخيرة. التاسع: توتنهام 52 نقطة 5.7مليون جنيه ضم الفريق منذ كانون الثاني يناير 2004 ما لا يقل عن 25 لاعباً، غالبيتهم من الشباب دون 22 عاماً، ولا يوجد في الفريق سوى ثلاثة لاعبين فوق 30 عاماً، واحد منهم فقط اساسي هو المغربي نور الدين نايبت. بدأ موسمه بالمدرب الفرنسي جاك سانتيني، وقبل انتهاء شهرين على تعيينه ترك الفريق، وحل محله مارتن يول الذي انتهج سياسة الاعتماد على الشباب. العاشر: استون فيلا 47 نقطة 5.225 مليون جنيه ربما يعد عدد لاعبي استون فيلا الأصغر بين فرق الدرجة الممتازة 21 لاعباً فقط لأسباب كثيرة أبرزها قلة الموارد المالية، ما قاد تلقائياً الى معاناته جراء تعرض نجومه الى اصابات وعقوبات ايقاف. حاول المدرب ديفيد اوليري زج الشباب لتغطية غياب النجوم لكن لولا حارسه المتألق توماس سورينسن لاختلف الوضع.