قال زعيم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"الدكتور جون قرنق إن تطبيق اتفاق السلام في السودان يسير في شكل جيد للغاية. وأعرب عن أمله في أن يتم قبل منتصف حزيران يونيو الحالي الانتهاء من إعداد الدستور الوطني السوداني الانتقالي تمهيداً لعرضه على برلماني شمال السودان وجنوبه للتصديق عليه. وقال إن حكومة وحدة وطنية سودانية ستتشكل في حدود التاسع من تموز يوليو المقبل، وانه سيعمل خلال المرحلة الانتقالية على تقوية دعائم الوحدة بين الشمال والجنوب، لا على انفصال الجنوبيين. واستقبل الرئيس المصري حسني مبارك قرنق في القاهرة أمس، وأوضح زعيم"الحركة الشعبية"انهما ناقشا عملية السلام في السودان والدستور الوطني، مشيراً إلى أن لجنة مراجعة الدستور كانت تعقد اجتماعاتها في رومبيك في جنوب البلاد. وقال إنه اتفق مع مبارك على ضرورة الوصول إلى السلام الشامل في السودان بحيث يشمل إقليم دارفور والشرق وأيضاً حل مشكلة التجمع الوطني الديموقراطي الذي سيلتقي بقادته خلال زيارته للقاهرة. ويذكر أن الحركة جزء من التجمع. وأضاف قرنق أنه بحث مع مبارك ما يمكن أن تقدمه مصر للمساهمة في حل المشاكل المتبقية خصوصاً بالنسبة الى"التجمع"كون القاهرة هي الوسيط في الخلاف بينه وبين الخرطوم. وقال إن دارفور مشكلة مأسوية و"نريد التوصل إلى تحقيق تسوية سياسية عادلة مثل الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الجنوب". وعن الخلاف على ايراد جملة"بسم الله الرحمن الرحيم"في الدستور الموقت السوداني، قال قرنق انه تم حل مسألة البسملة بالعودة الى بروتوكول"ماشاكوس"واتُفق على وضعها في نسخة الدستور لشمال البلاد وعدم وضعها في نسخة الجنوب، لكن بقية نصوص الدستور ستكون موحدة للشمال والجنوب، مشيراً الى أن اتفاق ماشاكوس ينص على ان الشريعة الاسلامية هي أساس التشريع في الشمال وان القوانين العلمانية أساس التشريع في الجنوب. وعن المخاوف من تقسيم السودان، قال قرنق"إننا نعمل على وحدة السودان وامامنا ستة اعوام قبل اجراء الاستفتاء على انفصال الجنوب او عدم انفصاله، وسنعمل خلال هذه المدة على تقوية دعائم الوحدة بين الشمال والجنوب وخلق اجواء جديدة تساعد على الوحدة، بحيث نجعل لجميع المواطنين في السودان شماله وجنوبه حقوقاً متساوية، وانني على ثقة من توافر الفرص العديدة للحفاظ على وحدة السودان". في غضون ذلك، بدأت هيئة قيادة التجمع الوطني الديموقراطي المعارض اجتماعاً مساء أمس في القاهرة برئاسة رئيس التجمع السيد محمد عثمان الميرغني وبحضور الدكتور قرنق. ومن المنتظر أن يستمر الاجتماع ثلاثة ايام، وسيشارك فيه ممثل عن حركة تحرير السودان دارفور. وقالت مصادر"التجمع"قبل بدء الاجتماع إن قرنق سيطرح على هيئة القيادة اقتراحات عدة ستساهم في بلورة موقف التجمع مع المشاركة في لجنة اعداد الدستور الموقت ومن ثم الحكومة الانتقالية. ولم يشارك التجمع في اللجنة التي عقدت اجتماعاتها اخيراً في مناطق عدة في السودان.