أسفر سجال حاد بين اركان الحكومة الشيشانية وأحد المسؤولين السابقين في الجمهورية، عن كشف جوانب من ملفات الفساد في الشيشان، بعدما تبادل الطرفان اتهامات بالتواطئ مع الانفصاليين واستغلال النفوذ واستخدام الميليشيات المسلحة لابتزاز المدنيين. وفجر النائب الاول لرئيس الوزراء الشيشاني رمضان قاديروف فضيحة امس، عندما اتهم احد ابرز رموز الحكومة الشيشانية في السابق بيسلان غانتيميروف الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء وتولى مهمات حاكم غروزني لسنوات عدة، بالتعاون مع الانفصاليين الشيشان. وقال انه غانتيميروف سهل عملية انسحاب المقاتلين من غروزني على رغم الطوق المحكم حولها في بداية الحرب الشيشانية الثانية نهاية عام 1999. وأضاف انه ما زال يحافظ على اتصالات وثيقة مع قادة الارهابيين في الجمهورية، لافتاً الى عثور الاجهزة الامنية على كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر خلال عملية تفتيش اجرتها في منزل المسؤول الشيشاني السابق. واتهم قاديروف المسؤول حالياً عن نشاط الاجهزة الامنية في الشيشان، غانتيميروف باستغلال منصبه عندما كان وزيراً للاعلام والمطبوعات حتى عام 2003، من اجل الحصول على مكاسب مادية. من جانبه رد غانتيميروف بعنف على التهم الموجهة ضده. وقال ان الضجة المثارة حالياً تهدف الى حرمانه من المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة في الجمهورية. واتهم غانتيميروف الذي اقيل من منصبه كحاكم لغروزني بعد خلاف حاد مع الرئيس الشيشاني السابق احمد قاديروف والد رمضان قاديروف الحكومة الشيشانية الحالية بممارسة عمليات ابتزاز. ووجه اتهاماً مباشراً الى قاديروف الابن، مشيراً الى قيامه باستغلال الميليشيات المسلحة التابعة له لترويع المعارضين. وكان غانتيميروف وجه رسائل الاثنين الماضي، الى الديوان الرئاسي الروسي وممثل الرئيس فلاديمير بوتين في الدائرة الفيديرالية الجنوبية ديميتري كوزاك وكذلك الى مدير جهاز الامن الفيديرالي نيكولاي باتروتشيف، طالب فيها بحمايته من سطوة الميليشيات التابعة لرمضان قاديروف، مشيراً الى محاولات تجرى لابعاده عن المشاركة السياسية في الشيشان. وأعادت وسائل الاعلام الروسية امس، التذكير بملاحقات قضائية تعرض لها غانتيميروف خلال توليه مهماته في الشيشان في نهاية الحرب الاولى عام 1996، انتهت بصدور حكم قضائي ضده بالسجن لمدة ست سنوات بعد ادانته بالسرقة والاختلاس. لكنه خرج من السجن بعفو من الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن الذي كلفه بعد ذلك بشغل منصب نائب رئيس الوزراء في الجمهورية اضافة الى توليه وزارة الاعلام والمطبوعات.