أظهرت توقعات ادارة معلومات الطاقة الأميركية بأن الايرادات النفطية لمنظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك ستقترب من حدود نصف تريليون دولار في 2005، لكنها ستبقى أقل من مستوى الذروة التاريخية التي سجلتها في 1980 حين بلغت قيمتها بالأسعار الثابتة لسنة 2005 نحو 565 بليون دولار. وافترضت الادارة بقاء متوسط أسعار الخام الأميركي التأشيري الخفيف فوق 50 دولاراً للبرميل في 2005 على رغم اعتقاد بعض المحللين الأميركيين احتمال هبوط الأسعار بحدة في الشهور القليلة المقبلة. توقعت ادارة المعلومات، وهي الذراع الاحصائية لوزارة الطاقة الأميركية، ارتفاع صافي ايرادات أوبك الى 430 بليون دولار في السنة الجارية محققة زيادة نسبتها 27 في المئة بالمقارنة مع 2004. وعكست التقديرات الجديدة التي نشرتها الادارة في التقرير نصف السنوي أول من أمس، زيادة نسبتها 25 في المئة عن توقعات سابقة أعدتها في كانون الثاني يناير الماضي، مفترضة أن متوسط الأسعار للعام سيكون أقل من التوقعات الحالية بنحو 8 دولارات للبرميل. وطبقاً لتعديلات حسابية طفيفة أجرتها الادارة على تقديراتها السابقة في تقريرها الجديد، بلغت قيمة الايرادات النفطية لأوبك 338 بليون دولار في 2004 مسجلة زيادة مقدارها 39 في المئة عن 2003. وتتوقع الادارة الآن أن تستمر أسعار النفط بالاحتفاظ بجزء من زخمها، اضافة الى بقاء انتاج أوبك عند مستوياتها التاريخية الحالية متيحة لايرادات دول المنظمة تحقيق زيادة اضافية نسبتها 4 في المئة في 2006، حين ستصل قيمتها الى 447 بليون دولار بالأسعار الجارية و439 بليون دولار بالأسعار الثابتة لسنة 2005. ولفت المحللون في الادارة في ملخص لأبرز النقاط التي تضمنها التقرير، الى أن ايرادات النفط العراقية التي قفزت من 9.6 بليون دولار في 2003 الى 18.2 بليون دولار في 2004 ستحقق زيادة طفيفة نسبياً 6 في المئة لتصل الى حدود 19 بليون دولار في كل من 2005 و2006، لكنهم لاحظوا أن توقعاتهم تعاني قدراً كبيراً من عدم اليقين ازاء التطورات المستقبلية بسبب استمرار حال عدم الاستقرار والعنف التي لا تشجع المتعاقدين على القيام بعمل الاصلاحات المطلوبة في المنشآت النفطية. وسجلت ايرادات النفط السعودية زيادة نسبتها 35 في المئة في 2004، ويتوقع أن تحقق زيادة مماثلة مقدارها 30 في المئة في 2005، بعدما استفادت من ارتفاع أسعار النفط وزيادة الانتاج"بحدة وسرعة"بالاعتماد على رصيدها من الطاقات الانتاجية الاحتياطية. الا أن ادارة المعلومات توقعت تراجع نسبة ازدياد ايرادات النفط السعودية الى حدود 3 في المئة في 2006، مشيرة الى أن انخفاض الطاقات الاحتياطية الى ما يراوح بين 0.9 و1.4 مليون برميل يومياً لا يدع مجالاً كبيراً لزيادة الانتاج في حال الضرورة. وفي القيمة الاجمالية لايرادات أوبك بلغت حصة السعودية أكثر من 34 في المئة بقليل في 2004. ويتوقع أن تستمر على حالها في 2005 قبل أن ترتفع قليلاً الى 35 في المئة في 2006، وان كانت ستبقى أقل من مستواها التاريخي المسجل في 1980، حين تجاوزت 37 في المئة مقومة بالأسعار الثابتة لسنة 2005. في المقابل توقعت الادارة انخفاض حصة العراق من 5 في المئة في 2004 الى 4 في المئة في 2006. وباستثناء العراق وكذلك أندونيسيا التي ستعاني عجزاً طفيفاً في ايراداتها، راوحت نسب الزيادة المتوقعة في ايرادات أوبك في 2005 بالمقارنة مع 2004، بين 35 في المئة في حال الكويت التي يتوقع أن ترتفع ايراداتها النفطية الى 37 بليون دولار، و19 في المئة في فنزويلا التي ستقترب ايراداتها من 36 بليون. ويتوقع أن ترتفع ايرادات ايران الى 41 بليوناً 27 في المئة والامارات الى 39 بليوناً 29 في المئة والجزائر الى 30 بليوناً 31 في المئة وليبيا الى 24 بليوناً 31 في المئة وقطر الى 17 بليوناً 26في المئة. واعتمدت ادارة معلومات الطاقة في حساب الايرادات على استقرار متوسط أسعار الخام الأميركي عند مستوى 53 دولاراً للبرميل في الربع الثالث من العام الجاري وبقاء المتوسط الشهري فوق 50 دولاراً للبرميل طوال 2005 و2006 مع احتمال حدوث قفزات سعرية الى 53 دولاراً للبرميل كرد فعل على أي اختلال، حقيقي أو متخيل، في توازن العرض والطلب في أسواق المشتقات الخفيفة، خصوصاً البنزين. وذكرت بأن الزيادة السنوية في واردات الصين من النفط ستتراجع من مليون برميل يومياً في 2004 الى 600 ألف برميل يومياً في 2005 و2006، مساهمة في خفض نسبة نمو الطلب العالمي في الفترة نفسها من 3.2 الى 2.1 في المئة، لافتة في المقابل الى أن الانتاج خارج أوبك سيعجز عن تلبية الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي، كما أن الانتاج الاحتياطي العالمي لن ينمو بنسبة كبيرة على رغم احتمال حدوث تذبذبات سعرية ضخمة الزيادات المتوقعة في السعودية والامارات. وأبدت مؤسسة أبحاث الطاقة الأميركية"سيرا"قناعة مشابهة مشيرة الى أن العوامل الأساسية في المناخ السائد في أسواق النفط وأهمها نمو الطلب العالمي بمتوسط يزيد كثيراً على متوسط السنوات العشر الماضية، 1.8 و1.7 مليون برميل يومياً في 2005 و2006 على التوالي، مقابل 1.4 مليون برميل يومياً، لا تدعم احتمال بقاء أسعار الخام الأميركي فوق مستوى 50 دولاراً للبرميل في الأشهر الباقية من العام الجاري وحسب، بل لا تستبعد احتمال حدوث قفزات سعرية. الا أن محللاً متخصصاً في شؤون الطاقة لدى مؤسسة الخدمات المالية العملاقة"مورغان ستانلي"، رأى أن أسعار النفط أصبحت تعاني تشوهاً خطيراً بسبب مشاركة المؤسسات المالية بمستويات غير مسبوقة في نشاط المضاربة واصرارها على الاستمرار في"تضخيم"الأسعار الى أن تنهار السوق النفطية، معرباً عن اعتقاده بأن المضاربات حالت حتى الآن دون تأثر الأسعار بتراجع نمو الطلب الصيني على النفط وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بوتيرة توقع أن تتسارع في الربع الأخير من العام. ايرادات أوبك بليون دولار البلد 2004 2005 نسبة الزيادة نسبة مئوية السعودية 115.6 150.1 30 ايران 32.2 41.0 27 الامارات 30.2 39.0 29 فنزويلا 29.8 35.5 19 نيجيريا 29.8 37.7 27 الكويت 27.4 36.9 35 الجزائر 22.7 29.8 31 العراق 18.2 19.4 6 ليبيا 18.2 23.9 31 قطر 13.5 17.0 26 المجموع 338.3 429.8 27