قررت الحكومة السورية أمس تنظيم جولة على الحدود مع العراق، لمراسلي وسائل الاعلام العربية والاجنبية وعدد من الملحقين العسكريين والسفراء العرب والأجانب ل"التأكد من الاجراءات"التي اتخذتها لمنع تسلل مقاتلين الى العراق. جاء ذلك بعد اعلان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان سورية"لم تفعل ما يكفي لوقف الحركة المسلحة في العراق". وسيزور اعلاميون وديبلوماسيون الجانب السوري من الحدود الاثنين المقبل. وكانت وزارة الاعلام السورية نظمت نهاية العام الماضي جولة للاطلاع على الترتيبات الأمنية والعسكرية على الحدود، والتي شملت بناء ساتر ترابي وتنظيم دوريات عسكرية وأمنية لمنع تسلل مقاتلين. وقابل مسؤولون اميركيون هذا الإجراء بالإشارة الى حصول"بعض التقدم"والمطالبة ب"المزيد". ولكن مع التغيير في ادارة الرئيس جورج بوش الثانية، وتسلم كوندوليزا رايس وزارة الخارجية، لم تعد الادارة تتحدث عن أي"تقدم ايجابي"على الحدود، بما في ذلك طرد الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق ابراهيم سبعاوي حسن، واعلان دمشق انها اعتقلت اكثر من 1200 عربي، كانوا ينوون السفر الى العراق ل"الجهاد ضد القوات الاميركية". وكانت بريطانيا وعدت سورية بتقديم معدات رؤية ليلية لتزود قواتها بها ومواجهة أي تسلل غير شرعي. لكنها لم تلتزم بذلك لأسباب بينها الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وممارسة ضغوط على لندن لاعتقاد أطراف أميركية وأوروبية باحتمال وصول هذه المعدات"ذات الطابع الهجومي، الى منظمات ارهابية". ويأتي قرار دمشق تنظيم الجولة الجديدة على الحدود، بعد توصية المؤتمر العاشر لحزب"البعث"الحاكم ب"تصحيح الخلل"مع العراق، واستئناف العلاقات الديبلوماسية التي قطعت قبل نحو 25 سنة. وأشار مسؤولون عراقيون في وقت سابق الى"ثلاثة شروط"لزيارة رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري دمشق، تتضمن تحويل 261 مليون دولار الى مصارف عراقية وطرد عناصر من النظام العراقي السابق، واغلاق الحدود. لكن مصادر سورية تشير الى"الاستعداد لتحويل المبالغ بعد مجيء وفد فني للتدقيق في الحسابات بسبب وجود مطالب مقابلة"، مؤكدة ان سورية أعدت مسودة اتفاق أمني "رفض العراق توقيعها بضغط اميركي".