قالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان المسؤولين السوريين تعاطوا مع نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج باعتباره"مفوضاً شخصياً"لوزيرة الخارجية الاميركية المكلفة كونداليزا رايس، مشيرة الى ان ارميتاج ابلغ السوريين ان رايس ستقوم بعد تسلمها منصبها بجولة في الشرق الاوسط"تشمل سورية اذا استمرت الاجواء الايجابية"بين الطرفين. واوضحت مصادر ديبلوماسية خلفية الزيارة المفاجئة لارميتاج ومسؤول الشرق الاوسط في الخارجية الاميركية وليم بيرنز الى دمشق، قائلة:"في الاسابيع الاخيرة كانت هناك حملة اعلامية على سورية يقودها مدنيو وزارة الدفاع الاميركية والمحافظون الجدد، بحيث أراد بعضهم توجيه ضربة عسكرية الى سورية او احتلال مدينة حدودية سورية، معتقداً ان الحوار مع دمشق خطأ". وأضافت"في المقابل، هناك فريق وزير الخارجية كولن باول الذي يؤمن بالحوار السياسي. لذلك وجدت رايس نفسها امام خياري التصعيد او الحوار في الملف السوري، فأرادت حل نفسها من احراج سياسي داخلي بتكليف ارميتاج وبيرنز بزيارة دمشق، بحيث يوضع أي نجاح في خانتها واي فشل في خانة باول". وقالت المصادر السورية ان دمشق تعاملت ب"ايجابية كبيرة باعتبار ان الوفد يمثل رايس"، قبل ان تشير الى ان"نقاطاً ايجابية تحققت بينها الاتفاق على التعاون لتدقيق المعلومات الامنية للتحقق من مدى صحتها، واقناع المسؤولين العراقيين بارسال وفد الى دمشق لتوقيع اتفاق امني لضبط الحدود السورية - العراقية وآخر مالي لحل مشكلة الاموال العراقية"البالغة نحو 261 مليون دولار اميركي بعدما حولت دمشق الاسبوع الماضي 3.5 مليون"غير متنازع"عليها. وأدت زيارة ارميتاج الى اعتقاد سوري بأنه"على الاقل ليست كل تيارات ادارة الرئيس جورج بوش تضغط على العراقيين للتصعيد مع سورية، بل على العكس هناك تيارات داخل الحكومة العراقية بعضها لا يريد تحسين العلاقات مع دمشق"، علما بأن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع كان اشار قبل ايام الى ان الاميركين ضغطوا على وزير الداخلية فلاح النقيب كي لا يوقع الاتفاق الامني مع سورية. وجرى الاتفاق خلال زيارة الوفد الاميركي لدمشق على"التعاون لتحري المعلومات وتوفير الادلة"بعدما اشار ارميتاج الى ان بيرنز كان سلم السوريين قائمة تضم ثمانية من مسؤولي نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ذلك ان الجانب السوري ابلغ ارميتاج ان احد الذين وردت اسماؤهم في القائمة اعتقل في الاردن والآخر في العراق، وان"بعض الاسماء وهمي ليس له وجود". ونقلت المصادر عن احد المسؤولين قوله:"نريد معلومات صادقة وادلة على تورط أي منهم في جرائم ضد الشعب العراقي"، ما دفع ارميتاج الى القول"نعد بأن تكون المعلومات ذات صدقية عالية في المرات المقبلة. ونريد مساعدتكم للتأكد من صحة المعلومات لانهم لا يستطيعون بوسائلهم التأكد بالضبط من مدى صحة المعلومات". وبعدما طلب الجانب الاميركي"دعم الانتخابات العراقية وتشجيع جميع القوى السياسية على المشاركة فيها"، غمز الجانب السوري من قناة التباين ووجود دعوات لتأجيل الانتخابات في داخل الادارة الاميركية في اشارة الى مطالبة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بالتأجيل ورفض ارميتاج العلني لذلك. كما تناولت المحادثات السورية - الاميركية ملفات لبنان و"التطبيق الكامل"للقرار 5591وعدم التدخل في الانتخابات البرلمانية الربيع المقبل و"الدعم الكامل"لنتائج الانتخابات الفلسطينية و"اشارة عرضية"الى وجود قيادة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس و"الجهاد الاسلامي"في سورية، الامر الذي تنفيه سورية، مشيرة الى قيامها ب"دور ايجابي لتشجيع الحوار الفلسطيني - الفلسطيني". لذلك، تعتقد المصادر السورية ان"عقبات ازيلت"امام العلاقات بين دمشق وواشنطن وان"ابواب الحوار فتحت ثانية للتعاطي في شأن قضايا كانت معلقة".