سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتفاق في اجتماع أمني بين الاسرائيليين والفلسطينيين على الانسحاب من جنين . وفد فلسطيني يلتقي مدير الاستخبارات المصرية قبل محادثاته مع شارون حول خطة "فك الارتباط"
بعد ساعات قليلة من نجاح لقاء أمني فلسطيني - اسرائيلي في كسر جمود أصاب تفاهمات قمة شرم الشيخ، التقى وفد فلسطيني مكون من رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات ووزير الداخلية والامن الوطني اللواء نصر يوسف، ومستشار الامن القومي العميد جبريل الرجوب مدير الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان صباح امس في تل ابيب. وجاء اللقاء قبل ساعات قليلة من لقاء سليمان مع عدد من المسؤولين الاسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء ارييل شارون، لبحث خطة الفصل الاسرائيلية الاحادية الجانب، والانسحاب من محور صلاح الدين الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر الذي تطلق عليه اسرائيل اسم محور فيلادلفي ونشر قوات مصرية في المناطق المتاخمة للمحور، اضافة الى التهدئة المعلنة، وقضايا أخرى. وقال عريقات ان الاجتماع يأتي"في اطار التنسيق بين القيادتين الفلسطينية والمصرية"، وتابع:"طلبنا منهم المصريين المساعدة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ بما في ذلك الافراج عن المعتقلين وانهاء قضية المبعدين والمطاردين والانسحاب من المدن التي تمت اعادة احتلالها خلال الانتفاضة الثانية والمساعدة في ان يكون الانسحاب من غزة جزءاً من خريطة الطريق". وحسب الرجوب، فان الوفد اطلع سليمان على نتائج الاتصالات والمفاوضات مع اسرائيل، وكذلك القضايا التي لم تلتزم الدولة العبرية بها بموجب تفاهمات شرم الشيخ التي عقدت بين الرئيس محمود عباس وشارون في الثامن من شباط فبراير الماضي برعاية مصرية. وأضاف الرجوب ان الوفد اطلع سليمان ايضاً على"الشروط الواجب توافرها لاستمرار التهدئة"المعلنة في قمة شرم الشيخ وتضمنها اعلان القاهرة الذي جاء في ختام حوارات الفصائل مع السلطة الفلسطينية اواسط اذار مارس الماضي، فضلاً عن شروط نجاح اللقاء المرتقب بين عباس وشارون في الحادي والعشرين من الشهر الجاري. وكان لقاء أمني فلسطيني - اسرائيلي عقد ليل الثلثاء - الاربعاء واستمر حتى فجر امس بين مساعد وزير الداخلية والامن الوطني، رئيس فريق التخطيط الامني اللواء جمال ابو زايد، ونائب رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال موشيه كابلينسكي ومعه من يسمى منسق شؤون المناطق الفلسطينية المحتلة في الجيش الاسرائيلي، ومدير شعبة التخطيط في الجيش، وممثل عن شعبه الاستخبارات امان وآخر من جهاز الامن العام شاباك والمستشار القانوني للجيش. ووافقت اسرائيل خلال اللقاء على تسليم مدينة جنين شمال الضفة الغربية للسلطة الفلسطينية قبل الانسحاب الاسرائيلي المزمع من قطاع غزة واربع مستوطنات صغيرة معزولة شمال الضفة. وقالت وزارة الداخلية والامن الوطني في بيان أصدرته أمس ان اسرائيل وافقت الى جانب الانسحاب من مدينة جنين على تزويد السلطة الفلسطينية، بخطة الانسحاب الاسرائيلية، وتلك المتعلقة بالمواعيد والجداول الزمنية لتنفيذها. وأضافت ان اسرائيل وافقت ايضاً على تسليم السلطة كل التجهيزات والمعدات الفلسطينية المحتجزة في الموانئ البحرية ونقاط العبور الاسرائيلية، بعد ان يسلم الفلسطينيون كل الكشوف اللازمة لذلك. واتفق الطرفان خلال اللقاء على تثبت أعضاء الفريقين المفاوضين، وعقد اجتماع بعد عشرة ايام وفي شكل دوري، وطارئ ان لزم الامر، فضلاً عن استمرار عقد لقاءات بين القادة الميدانيين للتنسيق. ووصفت الوزارة اللقاء بانه"ايجابي وبنّاء"، وقالت ان ابو زايد أكد للوفد الاسرائيلي أهمية التنسيق في ما يخص الانسحاب بالنسبة الى الطرفين. وحسب مصادر اسرائيلية فان الجنرال كابلينسكي أبلغ ابو زايد ان اسرائيل ستنفذ هجمات موضعية في قطاع غزة، في حال تعرضت قوات الاحتلال لهجمات من مقاومين فلسطينيين اثناء الانسحاب. وكرر كابلينسكي ما قاله رئيس هيئة الاركان الجديد الجنرال دان حلوتس من ان اسرائيل قد تجمد عملية الانسحاب في حال تعرضت قواتها للهجمات. الى ذلك، تواصلت عملية تفكيك المستوطنات اليهودية في القطاع على قدم وساق. وقال شهود ل"الحياة"أمس انهم شاهدوا رافعات ضخمة تزيل"كرافانات"من مستوطنة"نتساريم"فوق اراضي المواطنين جنوب مدينة غزة وتضعها على مقطورات، لنقلها في ما يبدو الى داخل اسرائيل. وكانت قوات الاحتلال أزالت في الاسابيع الماضية مكعبات اسمنتية ضخمة ونقلت معدات أخرى من المستوطنة المعزولة التي يعتقد انها ستشملها المرحلة الاولى من الانسحاب من القطاع.