تسارعت وتيرة الاستنفار السياسي والشعبي، تمهيداً للمرحلة الأخيرة من الانتخابات النيابية في منطقة شمال لبنان الأحد المقبل. وبلغت ذروة من التوتر والتصعيد على خلفية انتخابات الأحد الماضي وذيول نتائجها التي تجعل الشمال اختباراً جديداً لقوى المعارضة في مواجهة تحالف العماد ميشال عون مع النائب سليمان فرنجية. وانتقل النائب المنتخب سعد الدين رفيق الحريري أمس الى طرابلس للقاء فاعليات شمالية، معتبراً ان"مشروع البعض هو تهديم قريطم دارة الرئيس الشهيد على رؤوس آل الحريري"، وان"هناك من يريد ان يلغي اتفاق الطائف الذي نتمسك به". واستبق رئيس الحكومة السابق عمر كرامي زيارة الحريري بالقول ان طرابلس"ليست للبيع"، بعد ان رحب به وأكد انه من الطبيعي ان يلتقي مع العماد عون. راجع ص 2 و3 و4 وفي باريس، قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان انه"متشجع جداً"مما سمعه من مبعوثه الخاص تيري رود - لارسن اثر عودته من دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، ومتفائل بتعاون الجميع لتطبيق القرار 1559. جاء ذلك في تصريح أدلى به انان بعد اجتماعه مع الرئيس جاك شيراك في قصر الإليزيه وتبعه غداء عمل انضم إليه رئيس الحكومة البريطاني توني بلير. وذكر انان ان محادثاته مع شيراك وبلير كانت جيدة جداً وتناولت النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، والاجتماع المقبل في بروكسيل في 22 حزيران يونيو لدعم العراق والقرار 1559 حول لبنان والانسحاب السوري العسكري والاستخباراتي منه. وأضاف انه قدم تقريراً الى مجلس الأمن أعده فريق التحقق من الانسحاب السوري من لبنان و"سأقدم تقريراً آخر في غضون بضعة اشهر". وأشار الى ان رود - لارسن توقف في باريس اثر عودته من دمشق حيث التقى الأسد. وقال:"انا متشجع جداً جراء ما عرضه علي وأعتقد باننا سنكون قادرين على العمل مع كل الأطراف المعنيين للتوصل الى تطبيق كامل للقرار 1559". ورداً على سؤال عن العلاقات الأميركية - السورية، قال انان ان العلاقات بين الدول"لا تسير دائماً بالوتيرة نفسها"، وأن التوتر على صعيد العلاقات"لا يؤدي بالضرورة الى تغيير في الأنظمة"وأن الأممالمتحدة في ما يخصها معنية فقط بتطبيق القرار 1559. ونقل الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون عن شيراك قوله خلال اللقاء مع انان ان فرنسا تدعم التطبيق الكامل للقرار 1559. وأضاف ان الرئيس الفرنسي عبر عن دعم بلاده للجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وأعاد تأكيد رغبة فرنسا بالمساعدة على تحقيق استقلال لبنان وسيادته وديموقراطيته. وذكر ان الموضوع اللبناني جرى أيضاً تناوله خلال غداء العمل الذي شارك فيه بلير، من الزاوية نفسها. وعما اذا كان الجانب الفرنسي متشجعاً بدوره نتيجة ما آلت إليه مهمة رود - لارسن في دمشق، اكتفى بونافون بالقول:"نحن نأمل بتطبيق القرار 1559 ونلاحظ ان هناك عدداً من الأمور التي تمت وتبقى أمور أخرى ينبغي اتمامها ولا بد من تعبئة كاملة على صعيد مجلس الأمن لاستكمال هذا النهج". في موازاة ذلك، استمرت ذيول نتائج انتخابات الجبل امس، فعدل رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط من لهجته تجاه عون، فأعلن ان فوز الاخير هو"خيار الناس وأهلاً وسهلاً". وتمنى ان"يشاركنا العماد عون ببرنامجه". وزار جنبلاط رئيس البرلمان نبيه بري شاكراً له دعمه في الانتخابات في دائرة عاليه - بعبدا وأكد العيش المشترك والتمسك باتفاق الطائف والتحالف مع بري. اما عون فجدد هجومه على جنبلاط وقال:"قبل شهر كان وليد جنبلاط يرحب به اينما كان. الآن لا يرحب به اينما كان. هذا ليس معناه ان الناس سيهجمون عليه، ولكنه اصبح انساناً غير مرغوب فيه". وقال انه صدق جنبلاط في العام 2000 ثم قبل أشهر، لكنه تغيّر"ولا أعرف اذا كانت هذه التغييرات قمرية ام شمسية". وأكد عون انه لا يزال على المسافة نفسها من السوريين، موضحاً ان أي وجود استخباراتي في لبنان هو من مسؤولية الحكومة. وقال إنه"بعد 30 نيسان ابريل تاريخ الانسحاب السوري كل وجود استخباراتي يلقى القبض عليه على الأراضي اللبنانية وهناك مساءلة وإحالة امام القضاء. أنا لا أرى حالياً ان السوريين يجتاحون لبنان استخباراتياً وإذا كان لدى السلطات معلومات فهذه جريمة اعتداء على السيادة. فهم مسؤولون وعليهم إلقاء القبض عليهم. فليقوموا بواجباتهم او يستقيلوا". وأوضح عون ان خصومه في الانتخابات اخطأوا في تقويم أنفسهم وقوته وكان هناك انكار"لعملي في سبيل السيادة واعتقدوا بان هناك يوماً مر بالصدفة هو 14 آذار مارس حرر لبنان ثم وضعونا خارجه... وأصبحوا وحدهم". وفيما كان كرامي قال ان هناك غرباء يفرضون على الطرابلسيين نوابهم، عاد الحريري فرد عليه وقال:"ان طرابلس مدينة الشرفاء ومدينة الوفاء والإخلاص والناس فيها ليست للبيع والشراء وللناس كراماتها في هذه المدينة الشريفة". وتساءل:"هل من المفروض ان لا نزور الشمال على رغم كل الترحيب الذي لقيته يقول عني غريب عن طرابلس وهل طرابلس هي حكر على شخص؟". وسأل:"ماذا فعل الذين يتحدثون اليوم لبلدهم واليوم سمعنا ان مجلس الوزراء سيقر 195 بنداً دفعة واحدة كانت مجمدة بقرار منذ ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وأضاف:"البعض وصف مشروع رفيق الحريري بالمشبوه وغير ذلك من الصفات السيئة، هؤلاء السياسيون هم انفسهم المشروع المشبوه الذين ارتكبوا الفاحشة في البلد... فمن سرق اموال الكازينو وبنك المدينة ومن وزّع رخص البينغو و25 ألف لوحة سيارة من اموال الدولة على الأزلام والمحاسيب؟". واعتبر ان"الناس قرفت من هذا الخطاب الذي يقولون فيه ان رفيق الحريري او سعد الحريري اتى ليشتري الناس... ورفيق الحريري كان هناك من يمنعه من زيارة طرابلس وهؤلاء معروفون. نحن نريد 14 آذار تظاهرة المعارضة الموحدة ولا نريد 14 شباط تاريخ اغتيال الرئيس الشهيد هم مستمرون ب 14 شباط". واضاف:"لقد رأينا ماذا فعلوا بالسياسة منذ حصول التمديد وحتى استشهاد رفيق الحريري فقد كانت الهجمات مبرمجة والتحريض متواصلاً على رفيق الحريري".وهاجم النائب الخاسر في انتخابات عاليه - بعبدا طلال ارسلان، سعد الحريري، بعد اشكال بين مناصريه والجيش إثر خلاف حصل مع عناصر من"الحزب التقدمي الاشتراكي"في بلدة الشويفات. وقال اثناء سعيه الى تهدئتهم:"خصمكم ليس الجيش بل هو سعد الحريري وهو الذي يتحمل مسؤولية ما يجري اليوم والمال الحرام الذي جاء به من الخارج". وكان جنبلاط دعا ارسلان الى تقبل الخسارة بروح رياضية، وطالب المناصرين بوقف الاحتفالات بالفوز تجنباً للفتنة.