لم تسفر جولة تيري رود لارسن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار الرقم 1559 والتي شملت في يومها الأول رؤساء الجمهورية اميل لحود ومجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء عمر كرامي ونائب رئيس الحكومة عصام فارس ووزير الداخلية سليمان فرنجية ووزير الدفاع عبدالرحيم مراد وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، ورئيسي الحكومة السابقين سليم الحص ورفيق الحريري عن أي تبدّل في موقف لبنان من القرار وآلية تنفيذه والذي يطالب بتطبيق القرارات الدولية من دون استنساب ويؤكد حرصه على ما يعزز الوفاق الوطني بين ابنائه. وأبلغ لحود لارسن ان لبنان الذي يحترم قرارات الشرعية الدولية ويطالب بتطبيقها كلها من دون انتقائية او استنساب، حريص أيضاً على المحافظة على ما يحمي وحدته ارضاً وشعباً ويعزز الوفاق الوطني بين ابنائه، ويحصن ساحته الداخلية من أي خروق خارجية تستهدف الاستقرار والأمن الذي ينعم بهما منذ سنوات، لا سيما بعد تحرير القسم الأكبر من أرضه من الاحتلال الاسرائيلي. وأكد لحود ان اللبنانيين في غالبيتهم يتمسكون بالثوابت الوطنية والقومية التي التزمها لبنان خلال السنوات الماضية، والتي حققت لوطنهم انجازات من غير الجائز تجاهل أهميتها والتصرف على نحو يؤثر سلباً في استمرارها، داعياً الى الاتعاظ مما يحصل في عدد من دول المنطقة وعدم تعميم السلبيات بل السعي الى تعزيز الايجابيات. وجدد تمسك لبنان بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالنزاع العربي ? الاسرائيلي لا سيما القرارات 194 و338 و452، مؤكداً ان ذلك يحقق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة ويجعل القرار الرقم 1559 مطبقاً تلقائياً، لافتاً الى عدم تحقيق ما تسعى اليه اسرائيل من أطماع، واعطائها في مرحلة ما بعد تحرير الجنوب ما عجزت عن الحصول عليه في زمن الاحتلال. وشدد لحود على تمسك لبنان بحق عودة الفلسطينيين الى ارضهم وتحرير الجولان من الاحتلال الاسرائيلي وعودة مزارع شبعا الى السيادة اللبنانية، مؤكداً ان سورية هي عامل استقرار في المنطقة، وان التنسيق اللبناني ? السوري في المجالات كافة هدفه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وان أي خطوات يمكن ان تتخذ بين البلدين انما تنطلق من هذه المصلحة، وتكون منسجمة مع الاستراتيجية المشتركة التي يلتزمها البلدان. وأكد اجراء الانتخابات النيابية المقبلة في اجواء من الحرية والنزاهة والديموقراطية والحياد، اسوة بما حصل في الانتخابات التي شهدها لبنان خلال السنوات الست الماضية، معتبراً ان ارادة الناخبين اللبنانيين هي وحدها التي تقرر أي خيارات ستكون للشعب اللبناني في المرحلة المقبلة، واي توجهات سياسية ستكون للبنان. وسلم رود لارسن لحود رسالة خطية من الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي أنان تضمنت عرضاً للمهمات التي كلفه بها تنفيذاً للقرار 1559، وفيها انه سيعمل بالتعاون مع الحكومة اللبنانية والدول المعنية لمساعدته في اعداد التقرير الذي سيرفعه انان الى مجلس الأمن في هذا الصدد. وتم خلال اللقاء التداول في عمل رود لارسن، ونتائج اللقاءات التي عقدها في دمشق والأوضاع العامة في المنطقة. وأكد بري للارسن الذي زاره في البرلمان موقفه المعروف منذ صدور القرار 1559 وهو ضد هذا القرار. وقال كرامي ان لارسن "لم يحمل جديداً وهو قدم نفسه كممثل للأمم المتحدة وانه سيحدث مكتباً. ونحن شرحنا له ثوابتنا بأننا نلتزم القرار ولكن لا نفرط بثوابتنا الوطنية وخصوصاً في موضوع الاستقرار والأمن في لبنان واي شيء يؤدي الى هز هذا الاستقرار نحن لا نستطيع ان نسير به. وبالنسبة الى تنفيذ القرار نحن يهمنا التوقيت حتى لا يحدث هذا الشيء". وأضاف ان لارسن أجاب على هذا الكلام "بأنهم لن يفعلوا شيئاً يؤثر في الانتخابات النيابية وقد أبلغناه اننا على استعداد للتعاون الى أقصى الحدود على ان لا يمس ذلك بأمننا واستقرارنا". وركز فارس في لقائه مع لارسن على ما تضمنه البيان الوزاري الذي نالت الحكومة الثقة على أساسه وبخاصة ما ورد فيه حول "تمسك لبنان بالشرعية الدولية والتعاطي مع القرار 1559 وفقاً لما عبّرت عنه رسائل وزارة الخارجية والمغتربين الى الأممالمتحدة". وزار لارسن وزير الخارجية والمغتربين محمود حمود الذي اعلن انه اطلعه على الموقف اللبناني المتعلق باحترام الأممالمتحدة ومبادئها وأهدافها والقرارات الصادرة عنها واستعداد لبنان للمساهمة في تنفيذ كل القرارات من دون انتقائية. وأوضح ان مهمة رود لارسن في هذه المرحلة هي الاستماع الى وجهات نظر المسؤولين. وسيزور بيروت مرة اخرى قبل ان يباشر أنان باعداد التقرير الذي طلبه منه مجلس الأمن. وأعلن لارسن بعد الاجتماع مع حمود ان لقاءه مع الرئيس كرامي كان جيداً. وأضاف: "أسسنا لعلاقة عمل واتفقنا على العمل معاً". وأشار الى انه "متشجع جداً بعد اللقاءات ولدي أمل جيد باننا أسسنا لعلاقة عمل جيدة وسنعمل معاً لمصلحة لبنان". وعن اجتماعه مع بري قال لارسن: "عقدت لقاء جيداً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وتبادلنا وجهات النظر حول القضايا المتعلقة بالقرار 1559". وأشار الى انه خلال حديثه مع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود "وجدنا أرضية مشتركة وثقة متبادلة وسنحاول ان نتابع الحوار في الأسابيع والاشهر المقبلة لمحاولة ايجاد سبل ترضي الجميع. وقد سلمت الرئيس لحود رسالة من الأمين العام كوفي أنان لبنان".