يتطور واقع السياحة في الساحل السوري نحو الأفضل قياساً بالسنوات السابقة بفعل التسهيلات التي تقدمها الدولة للقطاع السياحي، وبفضل النشاط الترويجي الذي تقوم به وزارة السياحة وتفعيل علاقاتها مع الجهات العامة والخاصة داخل البلد. وكان للقرارات التي أصدرها المجلس السياحي الأعلى دور مهم في تطوير القطاع السياحي وافتتاح غرفة سياحة في المنطقة الساحلية اللاذقية وطرطوس وصولاً الى صناعة سياحية متقدمة. وعن التسهيلات المقدمة للسياح قال فايز عدرة مدير سياحة اللاذقية ل"الحياة":"كل سائح يستطيع أن يدخل سورية بتأشيرة على الحدود، بشرط ان يكون قادماً من طريق مكتب سياحة وسفر في البلد المقبل منه. وقد أعفت وزارة الداخلية المجموعات السياحية من رسم الدخول وشروط الاقامة من دون إشتراط المعاملة بالمثل في بلدهم. ويمكن ان يبقى الزائر ستة أشهر حداً أقصى إذا كان قادماً كسائح. وهناك ميزة إضافية للسياح اللبنانيين والعراقيين والأردنيين والأتراك، إذ يسمح لهم المبيت في المنشآت والفنادق بالليرة السورية شرط ان يدفعوا بدل تصريف 25 في المئة. وكذلك خفضت وزارة الثقافة أسعار الدخول الى الأماكن الأثرية بنسبة 50 في المئة، اضافة الى التسهيلات المقدمة عند المراكز الحدودية وعوامل الأمن والأمان وراحة البال التي تسود المجتمع السوري". وأضاف عدرة قائلاً أنه يسمح للمستثمر العربي والأجنبي بتملك واستئجار الأراضي والعقارات اللازمة لإقامة المشاريع أو توسيعها في حدود الحاجة الفعلية، وكذلك سُمح بتجاوز سقف الملكية. وبالنسبة الى التسهيلات المقدمة للمستثمرين، خصوصاً في ملتقى سوق الاستثمار السياحي الذي إستضافته دمشق في نيسان ابريل الماضي، قال:"لقد مُددت فترات إستثمار المشاريع السياحية لتصل الى 45 سنة، وحُدد حرم البحيرات والمواقع الأثرية والمناطق العسكرية، وسُمح للمستثمر باستيراد كل البضائع من كل أنحاء العالم للمشاريع التي فيها مجمعات تجارية، والاتفاق مع المصارف على ان تمول 50 في المئة بقروض من الكلفة التقديرية للجدوى الاقتصادية، وقبول الكفالات المصرفية الخارجية للمستثمر، وحق التنازل عن المشروع لمستثمر جديد. وأعلنت وزارة السياحة في الملتقى عن مواقع عدة للاستثمار في محافظة اللاذقية، منها: أرض شرقي الميريديان، أرض في منطقة خليج إبن هانئ، أرض مجلس مدينة اللاذقية الكورنيش الجنوبي، مواقع في البصة والصنوبر وشيخ الحمى، فندق القرداحة، موقع أرض البدروسية مخيم الكرنك وجواره، موقع الاتحاد العربي لاعادة التأمين". وأضاف يقول:"ما يميز اللاذقية شاطئها المتنوع: الصخري برج إسلام حيث الصخور الكلسية البيضاء الرائعة، والرملي أم الطيور ووادي قنديل والبسيط والبصة، إضافة الى الخلجان والرؤوس رأس البسيط ورأس إبن هانئ. وغناها بالمسابح والمقاصف والمطاعم والفنادق المنتشرة من أقصى الشمال على الحدود التركية الى أقصى جنوب المحافظة بما فيها فندق الميريديان ومنتجع الشاطئ الأزرق". ومن جانبه، قال مدير الترويج السياحي في مديرية سياحة اللاذقية المهندس فراس وردي:"اعتمدت وزارة السياحة النشاط الترويجي سياسة مركزية في المديريات والفروع من خلال الدعاية والاعلان للمنتج السياحي السوري وإقامة المهرجانات السياحية الداخلية والخارجية، والمشاركة في المعارض الخارجية، وتنظيم ورش العمل والأيام السياحية في عدد من الدول مثل قبرص وتركيا واليونان، ومن خلال الكتيبات والمطبوعات التي تصدرها الوزارة، وزيارات وزير السياحة الى الخارج. وهناك سياسة عامة تتبعها المديرية في مجال الترويج داخل المحافظة تعتمد على إبراز المنتج السياحي وتقديمه للآخرين سواء كانوا عرباً أو أجانب، مثل الطرق المنظمة والنظافة والطاقة والحماية البيئية والعناية بقطاع الخدمات والبنية التحتية". ويذكر ان محافظة اللاذقية تقع في الزاوية الغربية الشمالية من الجمهورية العربية السورية، وتبلغ مساحتها 2300 كلم مربع، وعدد سكانها حوالي المليون نسمة وتشتهر بزراعة الحمضيات في السهل الساحلي، وبالتفاح والكرز والخوخ والرمان في الجبال. وتقسم إدارياً الى أربع مناطق: مدينة اللاذقية وهي مركز المحافظة وأكبر مدنها، مدينة جبلة وهي المدينة الثانية وتقع الى الجنوب من اللاذقية على شاطئ البحر، مدينة القرداحة تقع جنوب شرقي مدينة اللاذقية في الجبال وتبعد عنها 34 كلم، مدينة الحفة تقع شرق مدينة اللاذقية وتبعد عنها 30 كلم في الجبال.