وفرت اللاذقية السورية بما تمتلكه من أسباب الراحة والأمان اضافة الى تنوع تضاريسها وجمالها فرصة طيبة لقضاء السياح الخليجيين أوقاتاً ممتعة برفقة أسرهم، بعدما استقطبت العاصمة دمشق على الشباب منهم، ما جعلها مقصداً مهماً ومنتجعاً سياحياً جذاباً على شاطئ المتوسط. وقال فايز عدرة، مدير سياحة اللاذقية، ان هناك توجهاً عاماً لتذليل كل الصعوبات التي تعترض قدوم السائح العربي والخليجي في شكل خاص، مشيراً الى جهود حثيثة تبذلها وزارة السياحة السورية ومديرياتها في المحافظات. وأضاف: "في سبيل ذلك بوشر بتحسين خدمة المنشآت السياحية وإعادة تأهيل المرخص منها قبل العام 2001 وتوزيع أسعار الاقامة المخفضة فيها على فصول السنة، وذلك للمجموعات المستقدمة من قبل مكاتب السياحة والسفر، وهناك أيضاً دراسة لوضع خريطة سياحية اقليمية تشمل الساحل السوري لتوظيف الأراضي التي تستملكها وزارة السياحة ومساعدة المستثمرين الذين توقف انجاز مشاريعهم السياحية من جراء التمويل، بالتعاون مع الأجهزة الحكومية الأخرى، لإعادة جدولة ديونهم من المصارف"، منوهاً الى وجود منشآت سياحية يستثمرها خليجيون في اللاذقية تحقق عوائد استثمار جيدة مثل منتجع آفاميا من فئة الأربع نجوم ومجمع جزيرة الحمام من فئة النجمتين، وداعياً الخليجيين الى الاستثمار في مجالات تفتقر اليها اللاذقية وتحقق ربحية عالية كمدن الملاهي ومنشآت رياضة التزلج على الثلوج في صلنفة. واعتبر مدير سياحة اللاذقية ان الموسم السياحي الحالي شهد تحسناً ملحوظاً عن الموسم السابق، بدليل تحقيق نسبة إشغال بلغت 100 في المئة لفنادق الخمس نجوم مثل فندق المريديان في الشهر السادس والسابع والثامن. وأشار الى ان عدد الخليجيين المقيمين في الفنادق لا يعطي صورة حقيقية عن عددهم الاجمالي إذ يفضل معظمهم الاقامة في الشقق المفروشة والشاليهات لتسهيل اقامة جميع أفراد الأسرة، كما أن قسماً كبيراً من هذه المنشآت لم يرخص له بعد ما يصعب الحصول على احصاء دقيق. وقال خالد أبو لبن، وهو سعودي من الرياض، انه اعتمد على الانترنت لتحديد وجهته السياحية ومكان اجازته الصيفية، وقال: "استفدت من المعلومات التي وفرها لنا موقع كازينوفا دوت كوم المختص في السياحة عن سورية وساحلها الجميل، كذلك عن طريق غرف المحادثة حيث ربطتني علاقة وثيقة مع أصدقاء سوريين وقررنا مع أفراد أسرتي ال19 زيارة اللاذقية والتمتع بزيارة مواقعها الاثرية العديدة ومصايفها الساحرة مثل كسب ومشقيتا وصلنفة، كذلك الشاطئ الأزرق". وأضاف: "لفتت انتباهي رقة تعامل أهلها وحسن معاشرتهم، كذلك الأمن الذي تنعم به اذ يستطيع أي من أفراد الأسرة التجوال بمفرده حتى الصباح ما دفعنا لتمديد فترة الزيارة الى نحو الشهر". وأمضى مواطنه عبدالمحسن جفين بعض وقته داخل مقاهي الانترنت المنتشرة في الشاطئ الأزرق بهدف التواصل مع أصدقائه، وقال انه زار اللاذقية للمرة الثانية في شهر آب اغسطس بالتزامن مع فاعليات مهرجان المحبة في دورته الرابعة عشر الذي تشهده المدينة في كل عام، وأضاف: "حاولت حضور معظم أنشطة المهرجان ولفت انتباهي حضور فنانين عرب وسوريين لهم مكانة فنية مرموقة، كذلك حسن التنظيم الذي يميز اللاذقية وجودة بنيتها التحتية وخدماتها باستثناء المالية والمصرفية"، مشيراً الى أن الساحل السوري قريب بعاداته الاجتماعية من دول الخليج العربية إذ تستطيع الأسرة الخليجية قضاء أوقات ممتعة من دون حرج. وأشار حسين علي محمد مدير مقهى "ياهو" للانترنت على الشاطئ الأزرق الى تردد السياح الخليجيين بكثرة على مقهاه وقضائهم فترة طويلة أمام الشبكة يتبادلون فيها الرسائل عبر البريد الالكتروني ويلجون غرف المحادثة اضافة الى تصفح العديد من المواقع. سياحة الجمال والبغال ويفاجأ الخليجيون بسفينة الصحراء وهي تتهادى على شاطئ البحر لتأخذ السياح في نزهة ممتعة عبر الشوارع الرئيسية في المدينة السياحية. وقال عبدالله الجاسم من منطقة الفروانية في الكويت: "مشاهدة الجمال هنا مناسبة لمزاوجة الماضي بالحاضر والحنين الى شبه الجزيرة العربية، وهي تنقل من فاتته الفرصة لممارسة رياضة الأجداد حيث عبق التاريخ يخيم على الأرض العربية الى جانب وسائل الحياة العصرية". لكنه لم يوضح سبب انشغال أطفاله عن مشهد الجمال والبغال الى قيادة الدراجات الهوائية متعددة المقاعد أو ذات المقود المرتفع. ولعل قيادة الفتيات الشابات هذه الدراجات أو عربات الشوارع طوال الليل يغري الجميع بمزاولة هذا النوع من الرياضة، كذلك مشاركتهن مظاهر الاحتفال داخل القطارات التي تجوب الشوارع أو السهر حتى الصباح داخل الاستراحات الشاطئية التي تحيي حفلات السمر وكأن كل شيء يوحي بالربيع والشباب. وحرص العُماني سعيد الصالح على اصطحاب أفراد أسرته لمشاهد فاعليات مهرجان "صيف سورية للسياحة والتسوق 2002" المقام في مدينة اللاذقية وفي شكل خاص قرب الشاطئ مثل بطولة التزلج المائي الصيفية التي شارك فيها 16 مشاركاً من سورية ولبنان، كذلك حفلة "راديو وان"، وانتقد غياب مهرجانات اشتهرت بها اللاذقية في المواسم السابقة مثل "تراث اللاذقية" و"اللاذقية في الذاكرة"، إذ قللت وزارة السياحة من عدد المهرجانات لمصلحة المهرجان المركزي السابق وأطلقت فاعلياته في جميع المحافظات السورية. والداخل الى الشاطئ الأزرق يلحظ كثرة عدد السيارات الخليجية حتى تكاد تطغى على سيارات السوريين ما جعل أحد المصطافين السوريين يلقي باللائمة على السياح في ارتفاع أسعار الشاليهات هذا العام، وعزا ربيع أزرون مدير مكتب "ربيع" لتأجير الشاليهات السبب الى زيادة الطلب بمقدار 30 في المئة عن العام الماضي، لكنه اعترف في الوقت ذاته بأن نصف عدد نزلائه من الخليجيين.