احتلت المنطقة الساحلية في سورية مكانتها الطبيعية لجهة حركة السياح القادمين إلى البلاد لامتلاكها مقومات تؤهلها أن تكون نقطة جذب رئيسية في البلاد، إضافة الى أنها باتت الوجهة الأولى للسياح من منطقة الخليج. وقال مدير السياحة في محافظة اللاذقية، السيد قيس بسما إن المنطقة هي "الأهم على الخارطة السياحية في سورية لتميزها بتضاريس وطبيعة متباينة، ما بين بحر وسهل وجبل، إضافة الى سهولة التنقل بين المواقع الخلابة وسرعته". واضاف، "ما يزيد المشهد روعة، وجود الغابات والاحراج التي تحيط ب 16 بحيرة مخصصة مياهها للشرب والري". وعن الامتيازات التي تُقدم لتعزيز حركة السياحة العربية والخليجية في شكل خاص، قال مدير السياحة ان المحافظة تقدم التسهيلات كافة عبر مؤسسات الدولة، لافتاً الى ان بعض تلك التسهيلات غير موجهاً الى السائح السوري، كونه موجه لتشجيع السياحة من الخارج. وأوضح ان المديرية تقدم، عبر مراكز استعلاماتها في منتجعات الشاطئ الأزرق، وكسب، وصلنفة، ورأس البسيط، جميع المستلزمات التي تتطلبها العملية السياحية من دعاية ورعاية وارشاد. وعلى صعيد آخر، قال بسما ان هناك فرصاً جمة للاستثمار في المجال السياحي في المحافظة التي توفر إغراءات وتسهيلات كثيرة لهذا الغرض، تؤمن مردوداً جيداً لا سيما مع انخفاض الكلفة الاستثمارية مقارنة بالدول الأخرى. مهرجانات وتستمر الفعاليات السياحية الترفيهية والثقافية التي تشهدها المدينة طوال فترة الصيف، ومنها "مهرجان التزيين العالمي" و"اللاذقية في الذاكرة" و"تراث اللاذقية" و"مهرجان المحبة"، الذي يعد عرساً حقيقياً تعيشه المدينة عبر فعالياته المتعددة، و"معرض الزهور" و"سوق المهن اليدوية" و"كرنفال الشاطئ الأزرق"، إضافة الى النشاطات والحفلات الفنية على الكورنيش الجنوبي، ومراكز التسوق المتاحة. ومن الملاحظ انخفاض معدل الفئات العمرية للسياح الشباب من دول الخليج إلى دون سن الثلاثين، خصوصاً الآتين منهم من طريق المجموعات السياحية. وغالباً ما يستأجر الشاب الخليجي سيارة سياحية حديثة الطراز من مكاتب تأجير السيارات، إن لم يصطحب سيارته الخاصة بعد سماح السلطات بتمديد إجازة القادم الى سورية إلى شهر كامل بدلاً من 15 يوماً، كما كانت الحال في السابق. كما سمحت المديرية العامة للجمارك أخيراً، للمسافرين الذين يحملون جنسية إحدى الدول الخليجية ومن مواليد سورية، إدخال سياراتهم الخاصة بموجب دفاتر مرور دولية، لمدة خمسة أشهر. وُيمنح المغترب السوري المقيم في الخارج عادة دفتر مرور سيارة مدته أربعة أشهر، من دون العودة إلى الإدارة المركزية في دمشق. كما يُسمح بدخول السيارات السياحية للعرب غير السوريين، بموجب دفتر مرور دولي "تربتيكت" صادر من أحد أندية السيارات السياحية المعتمدة في سورية، وذلك لمدة خمسة أشهر قابلة للتمديد شهراً آخر، في صورة متقطعة أو منفصلة. وزاد عدد السيارات السياحية المسجلة في دول الخليج في منتجعات اللاذقية ما يعطي انطباعاً بإن جميع زوار المنطقة خليجيون. ويلاحظ الداخل إلى كرنفال "ليالي الشام في الخيام" قرب دوار الشاطئ الأزرق، أن معظم السيارات في المرآب مسجلة في دول منطقة الخليج العربي. ويستمر كرنفال "ليالي الشام في الخيام" الذي افتتح برعاية وزير السياحة الدكتور دنحو داوود بداية تموز يوليو الماضي، ويستهدف السياح الخليجيين في شكل خاص، مدة ثلاثة أشهر. وتستقطب عروض الكرنفال الخليجيين وأطفالهم أكثر من السوريين لتنوع البرامج العائلية المضمنة، إذ ارتفع عدد زائريه من منطقة الخليج في الصيف الجاري، إلى ألفي زائر، مع توقع تضاعُف الرقم بانتهاء فترة العرض. روك آند رول وتعددت عروض الكرنفال لتشمل انتخاب ملكة للرقص الشرقي وصاحبة أجمل عيون، وملوك الرقص الغربي بريك دانس وروك آند رول، إضافة الى انتخاب ملكة جمال الحفل. كماخصصت فقرة للسائح الخليجي بعنوان "انتخاب ملوك الرقص الخليجي". وقال أحد المعنيين ان بعض الجوائز يقدمهاالزوار الخليجيون أنفسهم إذ يرعى أفراد منهم بعض الحفلات. وللأطفال حصة في البرامج من ابرز مظاهرها انتخاب أجمل طفل وطفلة وأجمل قصيدة مدرسية. كما يقدم الكرنفال منوعات وفقرات أخرى مثل فنون التنويم المغناطيسي وألعاب الخفة وعروض السيرك ومصارعة الأقزام وقراءة الأفكار. ويتبع الكرنفال معرض للتسوق ومطعم يقدم مأكولات شامية وبحرية، إضافة الى أصابع السمك اللذيذة فيش فينغرز التي تقدم في سورية للمرة الاولى. انطباعات خليجية والتقت "الحياة" عدداً من مواطني الدول الخليجية الذين جاؤوا بهدف الاصطياف في منطقة الشاطئ الأزرق، وكانت لهم آراؤهم حول الاقامة والأوقات التي قضوها في المنتجعات السورية. وأبدى هايل خالد وهو من شمال السعودية، اعجابه بالخدمات السياحية المقدمة التي يصفها بپ"الممتازة"، بدءاً من البنية التحتية وانتهاءً بالأسعار المنافسة بشدة لأسعار دمشق التي زارها العام الماضي. وقال السيد خالد الذي جال مصايف عدة في محافظة اللاذقية مثل صلنفة وكسب والحفة، "لفت انتباهي بساطة التعامل مع السائح الخليجي وعدم استغلاله، ولم أتعرض لأي موقف محرج لا سيما وانه لا يوجد متسولين في اللاذقية". وأضاف، "شجعتني الحرية المطلقة والحياة السهلة التي يعيشها الناس هنا على تمديد فترة إقامتي 15 يوماً إضافية". وتمنى السيد خالد أن تسيِّر "شركة الطيران السورية" رحلات اضافية من دمشق إلى اللاذقية، "إذ من غير المعقول ان ينتظر السائح في دمشق حتى يوم الجمعة ليسافر جواً إلى اللاذقية". وشاركه الرأي سعد جلوي، وهو سعودي من منطقة عرعر، بضرورة تسيير رحلات أسبوعية عدة. وقال السيد جلوي أنه جاء إلى اللاذقية "حباً في التغيير ولوجود البحر"، وان الواقع الذي شهده تطابق مع المديح الذي سمعه من أقارب له زاروا اللاذقية، إضافة الى "ما تنقله بصدق القناة الفضائية السورية التي تبث مناظر سياحية جميلة وتجري مقابلات مع السياح على الشاطئ". ونوه فهد العتيبي- من الرياض، بالانسجام والالفة بين الجبل والبحر لدى زيارته كسب وصلنفة، وحسن المعاملة التي لا يشعر معها بالغربة كما في الدول الأوروبية. وتمنى لو ان علاقته مع اللاذقية بنيت منذ زمن "لأعيش هذا الجو اللطيف والجميل"، لكنه انتقد عدم توافر مراكز معلومات كافية تغطي سورية في دول الخليج. وجاء الكويتي خالد الخالد الى اللاذقية "طمعاً باكتشاف أماكن جديدة"، ويمضي وقته بين زيارة الأماكن الأثرية مثل قلعة صلاح الدين والمصايف مثل صلنفة ورأس البسيط، والمسابح التي يحبها "أدهشني وجود عدد كبير من المسابح في اللاذقية وكذلك الأندية المتخصصة بالألعاب المائية". وعن سبب اختياره اللاذقية إحدى محطاته السياحية قال، "سمعت من أصدقائي قضاءهم وقتاً ممتعاً في اللاذقية فجئت مستطلعاً ولم أكد أصدق أنها على هذا القدر من الجمال". واضاف، "شواطئها نظيفة وأهلها مسالمون. أفكر بشراء بيت في اللاذقية حتى يتسنى لي زيارتها كل سنة". وكان مواطنه محمد اليوسف - من الفروانية، أكثر اندفاعاً في توثيق صلته بالمنتجعات السورية إذ اشترى بيتاً في اللاذقية ويفكر حالياً في إقامة فندق من فئة النجمتين في المنطقة الواقعة بين مدينة اللاذقية والمدينةالرياضية لاقتناعه بنجاح الفكرة، "خاصة مع استتباب الأمن في المنطقة، اضافة إلى وجود البحر والشعب الطيب". وتمنى لو تسنح الفرصة للبقاء سنة كاملة في اللاذقية بسبب إغراءاتها الكثيرة التي من أهمها "رخص الأسعار مقارنة ببقية البلدان". واوضح السيد الخالد انه أنفق العام الماضي مبلغ خمسة آلاف دولار لقضاء خمسة عشر يوماً في لبنان، "وهو مبلغ يكفي لأعيش سنة كاملة هنا في اللاذقية"، منوهاً برخص أجرة استئجار السيارات السياحية على وجه الخصوص، في المنتجعات السورية. ويذكر ان اكثر من 500 شركة نقل سياحي اسست منذ صدور قانون الاستثمار السوري رقم 10 لعام 1991. وتتراوح اجرة السيارة بين 20 و100 دولار أميركي لليوم الواحد.