الممثل السعودي مشعل المطيري، المتخصص في المسرح جامعة الملك سعود لم يكن يتوقع أن يشارك في عمل"مهم"من إخراج نجدت أنزور المخرج المعروف. يطل مشعل على الجمهور واحداً من أبطال مسلسل"الحور العين"، الذي تبثه mbc، ويناقش في أحد خطوطه الدرامية علاقة الإرهاب بالإسلام، من طريق حكاية عائلات عربية تقطن في أحد المجمعات السكنية في إحدى المدن الرياض، ويتعرض هذا المجمع لهجوم إرهابي. يقوم مشعل، الذي تعرض لانتقادات على صفحات الإنترنت بسبب دوره وطبيعة المسلسل، بأداء شخصية عبدالرحيم، ويرى أنه قدم من خلالها أداء مميزاً، نظراً الى إيمانه بالقضية التي يعالجها المسلسل، وأن اشتراكه في المسلسل مع نخبة من النجوم العرب، يمثّل نقلة نوعية في مساره الفني. وعرف الجمهور المطيري من خلال مشاركته في بعض الأعمال الدرامية، ومنها:"امرأة لا تشبه القمر"، إخراج أحمد تيسير الله، وپ"الأرملة"وپ"السحارة". هنا حوار معه، حول طبيعة دوره والقضايا الإشكالية التي يعالجها المسلسل. هل كنت تتوقع أن يسند إليك المخرج السوري نجدت انزور دوراً حيوياً، كالدور الذي قمت به في مسلسل"الحور العين"؟ - كان وصولي الى مسلسل"الحور العين"أشبه بالمصادفة، فلما بدأت الفكرة لدى المخرج نجدت أنزور، وأنهى استعداداته للمسلسل وجاء اختيار الشخصيات، احتاج إلى ممثلين بصفات معينة، فاستشار أنزور الممثل السعودي راشد الشمراني، فحدثه عني. وبعد ذلك قمت أنا بالإتصال بالمخرج نجدت الذي عرض علي التمثيل في المسلسل. فوافقت على الفور لأن العمل معه فرصة لا يمكن أن تفوّت. وبعيداً من الدور والمسلسل، فهو مخرج عظيم وشخصية متميزة والعمل معه يكسب أي ممثل خبرة كبيرة. ما طبيعة الشخصية التي تؤديها، وما هو موقعها في المسلسل؟ - أقوم في المسلسل بأداء شخصية عبد الرحيم، وهو شاب متدين ومتفاعل مع قضايا المجتمع، مثل أي شاب نعرفه من أصدقائنا أو أقاربنا. لكن الشخصية تشهد تطورات متسارعة وتمر بمنعطفات مهمة، ونتيجة حماسته الزائدة يجذبه المتشددون ويتم تجنيده، ثم يهيأ لتنفيذ عملية إرهابية. وهذا ما أستطيع أن أتكلم عنه الآن. على أن شخصية عبد الرحيم يمكنني أن أقول عنها إنها تمثل 70 في المئة من بدايات الشبان الذي انخرطوا في طريق التشدد وارتكاب الأعمال الإرهابية. وموقعي في المسلسل هو بطل الخط الديني، لأن المسلسل من ثلاثة خطوط، الخط الاجتماعي وهذا من بطولة الممثلين العرب، والخط الديني، وخط التحقيق من بطولة الزميل صالح العلياني. بما أن المسلسل يتناول قضية الإرهاب، فهل يمكن القول إنه يقدم رؤية منحازة الى طرف من دون آخر؟ - بصراحة، النص متوازن جداً إلى درجة أن الموقف يخيل إليك أنه يأتي أحياناً في مصلحة الإرهابيين، نظراً إلى أن المخرج كان حريصاً على الحياد، واستخلاص الأفكار من أدبيات الجماعات الإرهابية نفسها، ولم يحاول أن يتجنىّ عليهم. أما أنا فلا أستطيع أن أكون محايداً مع الإرهابيين. ولو كتبت القصة لكتبتها بطريقة أشد مأسوية، فأنزور كان محايداً جداً مع الإرهابيين، وهذا ما سيشكل مفاجأة خصوصاً لمن سارع وتهجم على المسلسل. ألم تتخوف من خوض مغامرة الدخول في دور مثير للجدل؟ - لا، لم أشعر بالخوف، وقد أكون مندفعاً ومقتنعاً تماماً بالدور الذي أقوم به، ما جعلني أتجاهل هذه المشاعر، إضافة إلى اتزان النص في الأساس. أثار المسلسل سجالاً في مواقع الإنترنت، وكانت هناك مطالبة بوقف عرض المسلسل، كيف تنظر الى هذا النقد؟ - لديّ قناعة تامة أنّ بعد عرض المسلسل، ستسقط كثيراً من الاتهامات التي وجهت إليّ أو إلى المسلسل. وأجزم أن المشاهد سيستمتع به. والذين هاجموا المسلسل في الإنترنت ينقسمون الى قسمين: مجموعة منظمة هدفها تدمير المسلسل وهذه لا يمكن أن أتفاعل مع ما طرحته أو أطمح إلى تغيير قناعاتها، أما المجموعة الثانية فهي من الذين ركبوا الموجة فقط، وأنا أؤكد أنهم بعد مشاهدتهم المسلسل ستتغير رؤيتهم ويتراجعون عن موقفهم الهجومي. لكن السؤال الذي ينطلق منه بعض المنتقدين هو كيف يتم الفصل بين مظاهر الإرهاب ومظاهر التدين البارزة في المجتمع السعودي؟ - المشاهد الفطن يمكنه الفصل بين مظاهر التدين ومظاهر الإرهاب،لأنك إذا كنت تدافع عن الشكل، اللحية أو قصر الثوب فهذه مشكلة، أما إذا كنت تدافع عن الدين والمعاني الحقيقية للإسلام فأنا معك، ولا يمكن أن أكون في يوم من الأيام ضد الدين الإسلامي أبداً، وهذه قضية يفترض أننا تجاوزناها. اسم المسلسل استفز البعض باعتباره يمثل قيمة دينية، ما رأيك في ذلك؟ - المخرج نجدت أنزور حين اختار"الحور العين"عنواناً للمسلسل، كان يقصد تنقية المعنى الجليل الذي يتضمنه الاسم. ولا أحد ينكر أن أحد الأسباب التي تدفع الإرهابيين لإرتكاب أعمال إرهابية هو:"فجر نفسك حتى تقابل الحور العين"، وهذا موجود في أدبيات الإرهابيين، والتركيز على"الحور العين"من المفترض أن يناقش فيه الإرهابيون أنفسهم وليس نحن.