قفز المنتخب التونسي إلى المركز الثاني في التصفيات المؤهلة لنهائيات العالم 2006 عن المجموعة الافريقية الخامسة بعد فوزه على منتخب بوتسوانا 3-1 في عقر داره. ورفع المنتخب التونسي بذلك رصيده في لائحة الترتيب إلى 11 نقطة متأخراً عن المنتخب المغربي المتصدر ب4 نقاط، لكن المنتخب التونسي تنقصه مباراة عن شقيقه المغربي هذه النتيجة المهمة في هذا المشوار دعمت مبدئياً حظوظ المنتخب التونسي لمواصلة المشوار بمعنويات مرتفعة وستكون خير حافز لنجوم تونس لمزيد من البذل في المرحلة المقبلة وفي جميع المباريات المتبقية في التصفيات خصوصاً بعد اقتران النتيجة بالأداء في مباراة بوتسوانا وفي المباراة التي سبقتها ضد المالاوي وانتهت بفوز تونس 7-صفر. ما الذي تغير؟ بدأ المنتخب التونسي مشواره في التصفيات متعثراً، إذ خسر ضد غينيا وتعادل مع المغرب والمالاوي ولم يسجل في 4 مباريات سوى 8 أهداف وقبل 7، وهذا يعطي الدليل أن بطل افريقيا لم يقدم في المرحلة الأولى من التصفيات ما كان منتظراً منه خصوصاً أنه لعب بالنجوم أنفسهم الذين كسبوا بطولة افريقيا على رغم خبرة دفاع الفريق فإنه تعادل مع المغرب اثر خطأ دفاعي وخسر مع غينيا في ظروف مشابهة وضيع الفوز ضد مالاوي ولم يكن أداء نجوم افريقيا بالمطمئن أمثال خالد بدرة والبوعزيوي وعادل الشادلي وسليم بن عاشور... وهنا كان على المدرب الفرنسي لومير التفكير في ضخ دماء جديدة للفريق والتحسب للمباريات الحاسمة التي تنتظر المنتخب، وهذا ما تم فعلاً وهو ما يميز المدرب المحنك عن غيره من المدربين فقد تابع لومير البطولة المحلية جيداً وكذلك البطولات الأوروبية التي ينشط فيها بعض اللاعبين التوانسة وجاء بالجديد من اللاعبين الذين اختبرهم في المباراة الودية ضد أنغولا، ونجحوا أيما نجاح ونعني بذلك مدافعي الصفاقسي وسام العابدي والحاج مسعود ومهاجمه الشاب هيكل قمامدية ولاعبي الوسط شوقي بن سعادة من باستيا الفرنسي والنموشي من غلاسغو رنجرس الأسكوتلندي حارس الترجي الشاب حمدي القصراوي ومهاجمه عصام جمعة. هذا الحشد من النجوم الشبان كان وراء فوز تونس على المالاوي بتلك النتيجة العريضة كما أسهموا بقسط وافر في الفوز على بوتسوانا وخصوصاً المدافع العابدي الذي سجل الهدف الثالث وتصدت العارضة لإحدى قذائفه الساحقة وكان بروزه في هذه المباراة وراء قرار المدرب الاستغناء عن القيدوم بدرة. كما قدم الشاب بن سعادة شوطاً أول متميزاً في هذه المباراة، وكذلك الأمر بالنسبة للاعب اليساري الآخر جمعة، الذي ينتظر تعاقده مع نادي لانس الفرنسي العام المقبل. الأداء المتميز لهذين اللاعبين كان أيضاً وراء استغناء لومير عن المخضرم البوعزيزي. الامتحان متواصل؟ لكن كل هذه التغييرات الموفقة للمدرب وهذا الأداء الجيد للاعبين لا يجب أن يغفل أعيننا عن بقية المشوار، فالامتحان لا يزال متواصلاً والمنتخب تنتظره أربع مباريات صعبة مع ثلاثة منتخبات لا تزال تأمل في التأهل وهي غينيا الثانية في المجموعة مع المنتخب التونسي لكن تزيد عليه بمباراة، وبعد غينيا يأتي منتخب كينيا الثالث في المجموعة وأخيراً المنتخب المغربي متصدر المجموعة. وبين مباراة غينيا وبقية المباريات سيشارك المنتخب التونسي بداية من يوم 15 حزيران يونيو في كأس القارات بألمانيا وهو مطالب بتمثيل القارة الافريقية أحسن تمثيل في هذه الدورة وتقديم أداء لا يقل جودة عما قدمه الكاميرون في الدورة السابقة. وفي انتظار ذلك فان الجمهور التونسي سيكون كما عودنا وراء منتخبه يوم السبت ضد غينيا وهو ينتظر فوزاً سيكون الأغلى في هذه التصفيات في انتظار لقاء الحسم ضد المغرب.