حض كل من وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تقديم التزام سريع يفتح آفاق انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي. وحذر فيشر في خطاب افتتح به مؤتمراً للبحث في توسيع الاتحاد شارك فيه كبار السياسيين الأوروبيين امس، من "دفع ثمن باهظ اذا لم ينفذ الاتحاد الأوروبي وعده لتركيا بسبب وجود تحفظات عنها كونها دولة مسلمة". وشدد فيشر في المؤتمر الذي حضره ايضاً رئيس الوزراء الإيرلندي بيرتي آهيرن الذي تسلمت بلاده مطلع العام الجاري رئاسة الاتحاد للأشهر الستة المقبلة "على ان فتح الباب امام إمكان انضمام تركيا الى الاتحاد، سرّع عملية الإصلاح الجارية في انقرة". ومن جهته، دعا رئيس الوزراء التركي الدول الأوروبية الى دعم طلب الانضمام الذي قدمته بلاده. وقال في لقاء عقده مع 100 شخصية سياسية واقتصادية في برلين ان تركيا حسمت موقفها الى جانب اوروبا وتشعر بأنها "احد افراد العائلة الأوروبية"، مشيراً الى ان الفائدة من انتساب تركيا ستكون ايضاً لمصلحة الاتحاد الأوروبي. ويذكر ان الاتحاد الأوروبي سيقرر في نهاية العام الجاري ما اذا كان سيجري مفاوضات الانضمام مع انقرة والموعد الذي سيقترحه لبدئها. ويعارض الحزب الديموقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي البافاري في ألمانيا بشدة مبدأ انضمام تركيا الى الاتحاد، كونها دولة مسلمة. قبرص على صعيد آخر، حض الرئيس الأميركي جورج بوش القادة الأتراك واليونانيين والقبارصة على استئناف المفاوضات فوراً، بشأن خطة للأمم المتحدة لتوحيد جزيرة قبرص. وجاء ذلك في رسالة بعث بها إلى القادة المعنيين آخر الشهر الماضي، ونشرت تفاصيلها أمس. ورحب رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس والرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس برسالة بوش، لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوعان الذي يلتقي الرئيس الأميركي في 28 الشهر الجاري، لم يصرح بأنه تلقى رسالة. وقال اردوغان امس، ان تركيا ستبذل كل ما في وسعها للمساعدة في حل قضية قبرص بحلول الاول من ايار مايو المقبل. واضاف في اجتماع مع رؤساء شركات وسياسيين في برلين: "لا بد من حل المشكلة القبرصية بحلول اول ايار .سنتخذ كل الخطوات اللازمة في هذا الصدد". وكان بوش كتب إلى أردوغان: "لدينا نافذة أمل للتوصل إلى اتفاق قبل موعد انضمام قبرص إلى الاتحاد الأوروبي في أول أيار مايو المقبل، الأمر الذي يخدم المصالح الاستراتيجية لكل من تركيا والولايات المتحدة". يذكر أن في حال لن يتوصل المعنيون إلى اتفاق على توحيد الجزيرة قبل ذلك الموعد، تنضم قبرص اليونانية وحدها إلى الاتحاد، ويبقى القبارصة الأتراك خارجه. ورأى بوش أن على "جميع الأطراف أن يعود إلى طاولة المفاوضات على الفور وتستأنف المحادثات بنية حسنة على أساس خطة التسوية التي أعدها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان" لتوحيد الجزيرة، مشيراً إلى أن أنان مستعد لاستئناف وساطته إذا "عبّرت كل الأطراف عن إرادة سياسية للاتفاق على الخطة".