سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مرحلة جديدة من التطهير العرقي في القدس احياءً ل "مدينة داود" كما يتصور اليهود أنها كانت قبل نحو 5000 عام . قرار اسرائيلي بهدم 90 منزلاً لمئتي عائلة في قرية سلوان
في خطوة اعتبرها الفلسطينيون بداية لعملية"ترحيل جماعي"قد تكون الأكبر والأكثر أهمية في تاريخ الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي بعد العام 1967 واستهداف الطابع العربي للمدينة المقدسة، أصدرت البلدية الاسرائيلية في القدس أوامر بهدم عشرات البيوت الفلسطينية في بلدة سلوان المتاخمة للجهة الجنوبية للبلدة القديمة في القدسالشرقية في اطار مخطط شامل يهدف الى تحويل كل الاحياء المقدسية المتاخمة للبلدة القديمة"مناطق خضراء مفتوحة وخالية من الفلسطينيين"بحسب ما كشفه أمس مهندس البلدية اوري شطريت. وسلمت البلدية الاسرائيلية إخطارات بهدم نحو 90 مبنى في حي البستان في سلوان تقطنه 200 عائلة تنفيذاً لقرار أصدره شطريت في تشرين الثاني نوفمير الماضي ويقضي ب"ازالة كل البيوت غير القانونية في غور الملك"، في اشارة الى ما تعتبره اسرائيل امتداداً ل"مدينة داود"، اذ تقول الرواية اليهودية ان الملك داود استخدم هذا الموقع"للاستحمام"قبل ثلاثة آلاف سنة. ومن شأن تنفيذ عملية الهدم الجماعي هذه لمنازل المقدسيين تشريد أكثر من ألف شخص ب"خطوة واحدة"من أصل 20 ألف مواطن يقطنون بلدة سلوان التي غزت البؤرُ الاستيطانية اليهودية جهتَها الجنوبية. وأعلن شطريت ان بلديته تنوي"تجاوز قانون التقادم الاسرائيلي الذي يحظر هدم المنازل التي بنيت قبل العام 1967 او تلك التي مضى على تشييدها أكثر من سبعة اعوام حتى لو بنيت من دون تراخيص". وقال ان البلدية ستقوم بهدم المنازل"بكل قوة"، وان"قانون التقادم الاسرائيلي يحظّر هدم المنازل لكنه لا يسري على القاطنين في داخلها، وان البلدية ستمنع الفلسطينيين من السكن فيها". وأضاف ان بقاء المنازل فارغة"يسهل عملية هدمها في ما بعد". وكشف شطريت في تصريحات صحافية ان خطته التي تستند الى"وثيقة"أعدتها لجنة وزارية اسرائيلية منذ العام 1977 تهدف الى تحويل كل المناطق المتاخمة للبلدة القديمة التي تضم الحرم القدسي الشريف وتطلق عليه اسرائيل"جبل الهيكل"الى مناطق عامة بما فيها منطقة البستان او"غور الملك"الذي سيحول الى حديقة عامة، وتحويل المنطقة برمتها الى منطقة"خضراء مفتوحة خالية من السكان الفلسطينيين وتتصل بمدينة داود الأثرية كوحدة واحدة". ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مصادر في البلدية الاسرائيلية ان"عمليات الهدم ستنفذ حتى لو يجد السكان حلاً آخر". وتشير تفاصيل"الوثيقة - المخطط"الاسرائيلي الى ان الهدف النهائي هو"اعادة احياء مدينة داود"كما كانت قبل نحو 5000 عام حسب ما يتصورها اليهود. وأعرب المقدسيون عن خشيتهم من ان تكون عملية الهدم في حي البستان في سلوان بداية"المرحلة النهائية"في الاعداد الاسرائيلي للبنية التحتية لبناء"جبل الهيكل"و"مدينة داود"بأكملها، والتي تتضمن أيضاً ترحيل آلاف الفلسطينيين عن بيوتهم وأراضيهم باستخدام الحجة ذاتها ل"المنطقة الخضراء"التابعة لمدينة داود. وعملت اسرائيل على مدى السنوات الثماني والثلاثين الماضية منذ احتلالها القدسالشرقية في العام 1967 على تنفيذ مخطط من ثلاث مراحل. فقد أقامت حزاماً استيطانياً ضخماً خارج حدود بلدية القدس، وثم أقامت 15 مستوطنة داخل هذه الحدود وشارفت على الانتهاء من تطويق البلدة القديمة اي الاحياء خارج اسوار القدس بحزام استيطاني ثالث يمتد من الشيخ جراح شمالاً الى جبل المكبر جنوباً. وفي قلب البلدة القديمة نفسها توجد 70 بؤرة استيطانية يهودية في الحيين الاسلامي والمسيحي يقطنها نحو 1000 مستوطن يضاف اليهم 3000 يهودي يسكنون في ما يعرف الآن ب"الحي اليهودي"والذي بني على أنقاض حارة الشرف الفلسطينية في أعقاب حرب العام 1967، وتعكف الحكومة الاسرائيلية على تنفيذ مخطط لبناء بؤر استيطانية جديدة في منطقة"برج اللقلق"في باب الساهرة على أرض تقول المصادر الاسرائيلية انها ابتاعتها من"الكنسية الروسية"، وتشمل هذ البؤرة اقامة"كلية"يهودية لاكثر من 400 طالب. ويبلغ عدد المقدسيين في البلدة القديمة 33 ألف نسمة. وبدا ان المرحلة الاخيرة من التهويد الكامل لمدينة القدس وبناء"الهيكل"على أنقاض المسجد الاقصى، وهو ما تسعى الجماعات اليهودية المتطرفة الى تنفيذه كما تعلن يومياً، قد انطلقت بعملية الهدم في سلوان التي يطلق عليها الاسرائيليون اسم"مدينة داود".