قررت جماعة"الاخوان المسلمين"، اكبر قوة معارضة في مصر، الاحتفاظ بقواها للانتخابات التشريعية، معتبرة ان الانتخابات الرئاسية محسومة سلفاً. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف ان"نتيجة الانتخابات حسمت سلفاً لمصلحة الرئيس حسني مبارك". وأوضح عاكف ان"الاخوان"لم يقدموا مرشحاً الى الرئاسة، نظراً الى ان التعديل الدستوري من أجل تعدد المرشحين صيغ بطريقة تمكن الرئيس المصري من الفوز في الانتخابات. وتقرب العديد من المرشحين المنافسين لمبارك من"الاخوان"، سعياً الى الحصول على تأييد أعضاء الجماعة وأنصارها. وتختلف التقديرات في شأن العدد الاجمالي لهؤلاء بين نصف مليون ومليوني شخص. وأكد عاكف ان المرشحين"يأتون الينا هنا ونحن نستقبلهم"، في اشارة الى الشقة المتواضعة التي اتخذت منها الجماعة مقراً لها في حي المنيل، جنوبالقاهرة. وقام رئيس حزب"الوفد"المرشح نعمان جمعة المرشح بزيارة لمقر"الاخوان"، بينما شوهد رئيس حزب"الغد"المرشح أيمن نور يصلي خلف عاكف المرشد. ودعت الجماعة أعضاءها الى التصويت في الانتخابات الرئاسية المقررة الاربعاء المقبل من دون ان تؤيد مرشحاً معيناً. وقال عاكف:"لم نؤيد اي مرشح وعلى الشعب الاختيار". واثار هذا الموقف انتقادات عدة، اذ اعتبر بعض السياسيين والمحللين ان الجماعة تخشى من ان ينكشف الحجم الحقيقي لقاعدتها الشعبية في حال أيدت مرشحاً بعينه. وتؤكد الجماعة انها غير معنية كثيراً بانتخابات الرئاسة، وان اهتمامها الرئيسي ينصب على الانتخابات التشريعية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل لزيادة تمثيلها في مجلس الشعب، حيث يبلغ عدد نوابها الآن 17 من اجمالي 454 عضواً. وأكد عاكف:"اننا نستعد لانتخابات مجلس الشعب بكل ما نملك من وسائل". وتعهدت الحكومة اجراء انتخابات حرة، لكن في ظل سوابق التزوير يعرب"الاخوان"عن شكوكهم في صدق نيات الحكومة. واعتبر عاكف ان"الله وحده يعلم ان كانت الانتخابات ستكون حرة وشفافة". لكنه رفض كشف خطة الجماعة في الانتخابات النيابية. وقال:"اننا قادرون على تقديم العديد من المرشحين، لكننا لم نقرر بعد"هذا العدد. ويقول محللون ان الغموض الذي يحيط بتكتيكات"الاخوان"الانتخابية يعود الى خشيتهم من حملات اعتقال كتلك التي حصلت سابقاً واستهدفت مرشحيهم قبيل الانتخابات التشريعية. لكن السلطات فاجأت الجميع باطلاق الرجل الثاني في الجماعة محمود عزت السبت الماضي بعد ثلاثة شهور من الاعتقال. وأثار ذلك تكهنات في الاوساط السياسية حول"صفقة"بين"الاخوان"و"الحزب الوطني الديموقراطي"الحاكم. ونفى عزت هذه الاشاعات، وقال:"لم يكن لنا اي اتصال مع السلطات".