أثار بيان أصدره مرشد"الاخوان المسلمين"أمس السيد محمد مهدي عاكف حول موقف الاخوان من الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة في السابع من أيلول سبتمبر المقبل جدلاً كبيراً، اذ دعا عاكف المصريين الى المشاركة من دون أن يحدد الى أي مرشح ستتوجه أصوات"الاخوان". وفُهم من عبارات وردت في البيان أن الجماعة لن تمنح أصواتها بأي حال الى مرشح"الحزب الوطني"الرئيس حسني مبارك، اذ أورد مآخذ"الاخوان"على نظام مبارك طوال فترة حكمه، وترك عاكف لأعضاء الجماعة حرية الاختيار بين باقي المرشحين بعدما نبههم الى أن الاخوان"لا يمكن أن يؤيدوا ظالماً أو يتعاونوا مع فاسد أو مستبد". ورأى مراقبون أن الجماعة كانت تنظر الى المدى البعيد عندما اتخذت هذا الموقف، اذ يستعد"الاخوان"للمشاركة بكثافة في الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وعلى ذلك فإن موقفها من الاستحقاق الرئاسي عكس حرصاً على عدم الدخول في أي صدام مع مرشحي أحزاب المعارضة، وفي الوقت نفسه تفادي استفزاز مبارك والحزب الوطني والحكم بعدم النص صراحة في بيان عاكف على تمرير الاقتراع لمصلحة مبارك. وسألت"الحياة"القيادي البارز في الجماعة السيد محمد عبدالقدوس عن تفسير للموقف الذي اعلنه عاكف، فقال ان"الاخوان"سيذهبون الى صناديق الاقتراع لكنهم سيتركون ورقة الاقتراع خالية، وأن بعضهم طرح فكرة إبطال الأصوات بكتابة اسماء قادة في"الاخوان"على ورقة الاقتراع. ولم تخف مصادر قريبة من"الحزب الوطني"ارتياحها الى موقف الاخوان على أساس أن المشاركة في الانتخابات أمر ايجابي يسعى الحزب الحاكم الى تحقيقه بغض النظر عن النسبة التي سيحصل عليها مبارك الذي يتوقع ان يفوز بفارق كبير بالمقعد الرئاسي عن أقرب منافسيه. وأبدت المصادر تفهماً لكون"الاخوان"لم يريدوا مبارك على أساس أن موقفاً كهذا اذا كانوا اتخذوه يمكن ان يضرب الجماعة ويفجر تناقضات بين قادتها من جهة وقواعدها من جهة أخرى. وكشف قيادي بارز في"الاخوان"تفاصيل ما جرى في اجتماعات عقدتها مستويات تنظيمية مختلفة داخل الجماعة، وأشارت الى أن نحو 60 في المئة من مسؤولي المكاتب الادارية في الجماعة رأوا مقاطعة الانتخابات اسوة بحزبي"التجمع"و"الناصري"و"الحركة المصرية من أجل التغيير"المعروفة باسم"كفاية"، وأن الباقين انقسموا ما بين تأييد رئيس حزب"الوفد"الدكتور نعمان جمعة أو رئيس حزب"الغد"الدكتور أيمن نور، لكن مكتب الارشاد استقر عند الموقف الذي أعلن أمس.