أصدرت وزارة الاسكان الاسرائيلية عطاءات لاقامة 82 وحدة استيطانية جديدة في اطراف مستوطنة"بيتار عيليت"جنوب مدينة القدسالمحتلة، في انتهاك علني آخر لما تعهدت به الحكومة الاسرائيلية للولايات المتحدة بوقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة تماشياً مع خطة"خريطة الطريق"الدولية. يتزامن ذلك مع الدعوة التي اطلقها وزير الصحة الاسرائيلي داني نفيه لاقامة"حي استيطاني"يربط بين مستوطنة"معاليه ادوميم"شرق القدسوالمدينة نفسها، في ما وصف بأنه محاولة اسرائيلية للالتفاف على معارضة واشنطن الصريحة لتوسيع مستوطنة"معاليه ادوميم"في اطار ما يعرف بمشروع اي 1 الاستيطاني الذي يقضي ببناء 3500 وحدة استيطانية جديدة في هذه المنطقة. وذكرت مصادر رسمية اسرائيلية ان بناء الشقق الاستيطانية الجديدة في"بيتار عيليت"يأتي في اطار"تلبية النمو السكاني"للمستوطنة وفي داخل حدودها القائمة. وكانت واشنطن طلبت من اسرائيل تجميد كل"النشاطات الاستيطانية، بما فيها ما يتعلق بالنمو السكاني"كجزء من الاستحقاقات الواردة في"خريطة الطريق"التي يسعى المجتمع الدولي الى توظيف خطة الانسحاب الاسرائيلي في اطارها. وحذرت السلطة الفلسطينية من خطورة الاجراءات الاسرائيلية على الارض في الضفة بموازاة الانسحاب المزمع من غزة. واكد وزير التخطيط غسان الخطيب في تصريحات"القلق الشديد"، مشيراً الى ان اعلان خطة التوسيع في"بيتار عليت"ينم عن"وقاحة وتحد للمجتمع الدولي". وقال ان اسرائيل باجراءاتها هذه"تؤكد مخاوف الفلسطينيين من انها تسعى الى استبدال اخلاء مستوطنيها من قطاع غزة بتكثيف الاستيطان في الضفة". وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة كوفي أنان ابلغوا القيادة الفلسطينية بمطالبتهم اسرائيل وقف كل الاجراءات الاحادية الجانب، بما في ذلك التوسع الاستيطاني والجدار الذي تقيمه اسرائيل فوق اراضي الضفة. وتسرع اسرائيل الخطى لتكثيف الاستيطان في اطار الحدود المصطنعة التي رسمتها ل"القدس الكبرى"الممتدة من كتلة"غوش عتصيون"المقامة بين الخليل وبيت لحم جنوباً حتى مشارف مدينة رام الله شمالاً، ومن شمال غربي المدينة الى شرقها بمساحة اجمالية تصل الى نحو 10 في المئة من مساحة الضفة. وكان النائب العربي في الكنيست عزمي بشارة كشف الاسبوع الماضي قراراً حكومياً اسرائيلياً جديداً يقضي بتعزيز الاستيطان في منطقة الاغوار شرق الضفة، فيما اعلن عن خطة اخرى ألا وهي بناء حي استيطاني في قلب ما يعرف ب"الحي الاسلامي"في البلدة القديمة في القدس. وتسعى اسرائيل الى رفع عدد المستوطنين في القدس من 180 الفاً الى 250 الفاً في المستقبل القريب في مقابل عزل واخراج نحو 100 الف مقدسي من داخل حدود المدينة البلدية عبر تشييدها الجدار في محيط المدينة المقدسة لتحقيق هدفها بتقليص عدد الفلسطينيين الى الحد الادنى في مقابل زيادة عدد اليهود الى الحد الاقصى.