أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن أي تجربة نووية كورية شمالية ستؤدي الى عواقب سياسية كارثية في آسيا والعالم, وأخرى اقتصادية وبيئية وخيمة في ظل انتشار الإشعاعات النووية في المنطقة. ورأى مدير الوكالة التي طردت كوريا الشمالية مفتشيها في كانون الأول ديسمبر 2002 أن اي تجربة نووية ستشكل"استفزازاً للمجتمع الدولي الذي لن يتسامح ابداً مع اي دولة جديدة تسعى الى تطوير السلاح النووي". وجاء كلام البرادعي على هامش المؤتمر الدولي لمكافحة الانتشار النووي في نيويورك، وعقّب فيه على تقرير نشرته صحيفة"نيويورك تايمز"اول من امس، وأورد استناداً الى خبراء اميركيين ان كوريا الشمالية تعد لتجربة نووية تحت الارض في موعد يلي حلول شهر حزيران يونيو. وأبدى البرادعي قناعته في امكان انجاح المحادثات السداسية التي تهدف الى ايجاد حل شامل مطلوب لأزمة بيونغيانغ النووية، على رغم انها مجمدة منذ حزيران يوينو 2004. وأوضح ان"العالم كله يدرك ما يجب القيام به، اي منح كوريا الشمالية الضمانات الامنية وسد احتياجاتها الاقتصادية والانسانية، في مقابل تخلي بيونغ يانغ عن نيتها امتلاك السلاح النووي". وترافق ذلك مع تحذير وجهه البيت الابيض الى بيونغيانغ من خطر زيادة عزلتها الدولية، في حال نفذت تجربة نووية"تحريضية"، الا ان ذلك لم يمنع الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان من تأكيد استمرار رغبة واشنطن في معالجة الملف النووي لكوريا الشمالية في طار المفاوضات المتعددة الاطراف. وفي وقت، اعلنت محطة"ان بي سي"التلفزيونية ان واشنطن اعدت لخطة لهجوم وقائي محتمل ضد كوريا الشمالية، وأشارت الى ان مقاتلات وقاذفات وضعت في حال التأهب في المحيط الهادئ منذ ايلول سبتمبر الماضي، في اطار خطة محتملة لتدمير مواقع نووية في كوريا الشمالية، اكدت كوريا الجنوبيةواليابان عدم امتلاكهما اي معلومات محددة عن احتمال تنفيذ بيونغيانغ تجربة نووية، وأملا في عدم اجرائها في اي حال من الاحوال. وقال وزير الخارجية الكوري الجنوبي بان كي مون على هامش منتدى الحوار الاوروبي الآسيوي في كيوتو غرب اليابان:"نعمل حالياً على تحليل الوضع بدقة عبر مشاورات ضيقة مع دول الولاياتالمتحدةواليابانوالصين وروسيا". وفي تقرير آخر، اوردت صحيفة"واشنطن بوست"ان الصين رفضت اقتراحاً طرحه كبير المفاوضين الاميركيين كريستوفر هيل مساعد وزير الخارجية بوقف امداد كوريا الشمالية بالنفط كوسيلة للضغط على الحكومة المعزولة لاستئناف محادثات نزع السلاح. وبررت الصحيفة الرفض الصيني للاقتراح الاميركي بالخشية من تدمير بيونغيانغ خط الانابيب التابع لهم، وأكدت عدم ارتياح بكين لتركيز الاميركيين على نطاق ضيق من الوسائل للصين للضغط على بيونغيانغ.