قال مسؤولون في الاستخبارات أمس ان قوات الأمن الباكستانية قبضت على نحو 20 شخصاً يُشتبه في انتمائهم الى"القاعدة"بعد اعتقال"ابو فرج الليبي"ابراهيم فرج الذي يقول عملاء مكافحة الارهاب الأميركيين انه اصبح ثالث اهم شخصية في تنظيم القاعدة منذ عامين، وان اعتقاله قد يزودهم بمؤشرات الى أماكن تواجد أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري. وتقول باكستان ان الليبي كان العقل المدبر لاثنتين على الاقل من محاولات اغتيال تعرض لهما الرئيس برويز مشرف في 2003. وقال مسؤولون ان المحققين ركّزوا في استجوابهم له على مكان وجود بن لادن والظواهري. وكان اعتقال الليبي اعلن الاربعاء، وهو نُقل الى بلدة روالبندي القريبة من اسلام اباد لاستجوابه. وقال مسؤول في الاستخبارات الباكستانية ان"غارات يجري شنها في العديد من المدن بعد استجوابه". وقالت بعض المصادر الأمنية الباكستانية ان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي اي اي كانت تراقب تحركات الليبي منذ شباط فبراير الماضي وان أوامر الاعتقال جاءت عندما بدا ان خطر فقده يفوق احتمال ان يقود العملاء الى بن لادن والظواهري. وهناك روايات مختلفة حول متى وأين تم اعتقال الليبي. لكن اكثر التقارير تفصيلاً قدمه رجال الشرطة في الاقليم الحدودى الشمالي الغربي وعدد من مصادر الاستخبارات. وقال امان الله خان نائب قائد الشرطة في ماردان البلدة التي تبعد 110 كيلومترات شمال غربي اسلام اباد ان الليبي اعتقل مع اربعة من زملائه صباح الاثنين. ووفقاً لأقوال أحد رجال الشرطة فإن المتشددين اختبأوا في ضريح في ضواحي ماردان لكنهم هربوا الى منزل قريب عندما ادركوا انهم تحت المراقبة من جانب العملاء الباكستانيين بما في ذلك بعض العملاء المتنكرين بالنقاب. وقال خان ان الغاز المسيل للدموع استخدم لاجبار الليبي وزملائه على الخروج بعدما رفضوا الاستسلام. واضاف:"حاولنا على مدى ما يتراوح بين نصف ساعة و45 دقيقة لكنه ظل هادئاً، وحاولنا ان نحطم الباب لكنه كان موصداً من الداخل لذا حطمنا النوافذ والقينا بقنبلة غاز مسيل للدموع في الداخل ... وخرج غير مسلح ويديه مرتفعتان فى الهواء ورأسه منحن قليلاً. ووجدنا هاتفاً محمولاً معه. وقامت وكالة المخابرات بنقله بعيداً فوراً". وبعد اعتقال الليبي ضيقت قوات الأمن الحلقة على المشتبه بهم الآخرين بشن العديد من الهجمات في انحاء البلاد. واعادت ايضاً اعتقال رجل محكوم بالاعدام لدوره في احدى مؤامرات الليبي لقتل الرئيس مشرف. وقال مسؤول أمني كبير امس ان مشتاق أحمد عضو الجماعة الباكستانية المتشددة التى اقامت علاقات مع"القاعدة"، اعتُقل على الطريق بين لاهور واسلام اباد في اوائل هذا الاسبوع. وكان نجح في الهرب بسهولة تثير الحرج من قاعدة جوية في روالبندي في كانون الأول الماضي. وقال المسؤول ان توقيت اعادة اعتقال احمد كان مصادفة وليس له علاقة بالعمليات التى ادت الى اعتقال الليبي. وأدت حملات أخرى في لاهور، عاصمة اقليم البنجاب الشرقي وبيشاور عاصمة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي ومنطقة الباجور القبلية في الاقليم ذاته، الى الايقاع باكثر من 20 مشتبهاً بهم آخرين من"القاعدة". وفي أفغانستان، قتل تسعة جنود محليين وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في مكمن نفذه مقاتلون من حركة"طالبان"ضد دوريتهم التي أصيبت أحدى مركباتها بلغم، وذلك في بلدة سامنغان قرب شوالي كوت شمال ولاية قندهار. على صعيد آخر، أعلن الجيش الأميركي أن عدد قتلى الاشتباكات التي وقعت مطلع الأسبوع الحالي بين قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ومسلحي حركة"طالبان"في ولاية زابول الجنوبية ارتفع إلى 40 قتيلاً، علماً أن التقارير الأولية كانت أشارت إلى مقتل نحو 20 مسلحاً وإصابة شخص واحد في الاشتباكات.