يواصل صقور حزب ليكود الحاكم معركتهم لعرقلة خطة فك الارتباط عن قطاع غزة التي وضعها زعيم الحزب رئيس الحكومة ارييل شارون فلجأوا أمس الى تسخين الأوضاع على جبهة العلاقات الاسرائيلية المصرية مشككين في نيات مصر السلمية وفي استعدادها نشر قوات عسكرية في محور صلاح الدين الفاصل بين قطاع غزة ورفح المصرية المعروف ب"محور فيلادلفي"محذرين أركان الحكومة من عواقب خطة كهذه. وفي خطوة اعتبرها مراقبون استثنائية وخارجة عن المألوف بعث أربعة من أعضاء اللجنة البرلمانية الفرعية لشؤون الاستخبارات السرية برسالة تحذير الى اعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية"من مغبة السماح بنشر قوات مصرية في محور فيلادلفي"واعتبروا ذلك انتهاكاً للعقيدة الأمنية الاسرائيلية القائمة على مبدأ جعل شبه جزيرة سيناء منطقة منزوعة السلاح تماماً. وجاء في الرسالة ان"التعنت المصري بنشر 800 جندي وليس عناصر شرطة، مدججين بالمجنزرات والأسلحة يدلل الى نية المصريين انتهاك مبدأ نزع السلاح عن سيناء لا الى مسعى حقيقي لمنع تهريب الأسلحة من سيناء الى قطاع غزة". واضافت ان مصر ترى في نشر قوات مسلحة"فرصة لبدء استعادة سيادتها العسكرية على سيناء". واعتبر اصحاب الرسالة ان قراراً اسرائيلياً بالسماح بنشر قوات مصرية سيكون ذا تداعيات مصيرية ما يحتم الحذر والإبقاء على شبه الجزيرة منزوعة السلاح تماماً. وبين الموقعين على الرسالة رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية النائب يوفال شطاينتس الذي لا يفوت أي فرصة للتهجم على مصر بداعي انها تواصل التزود بأحدث الأسلحة استعداداً لحرب مقبلة مع اسرائيل. واعتبر امس نشر قوات مصرية"خطوة خطيرة ينبغي اجهاضها في الكنيست لأن تنفيذها يعتبر كارثة... ولعباً بالنار". ورحب رئيس الوزراء السابق وزير المال الحالي بنيامين نتانياهو بمضمون الرسالة وتباهى بأنه أول من عارض استقدام قوات مصرية لمحور"فيلادلفي"وقال للاذاعة الاسرائيلية انه لا يعتقد ان الجنود المصريين سيضحون بأرواحهم لمنع تهريب الأسلحة الى القطاع"وأرى انه في المستقبل المنظور لا بديل عن إبقاء الجيش الاسرائيلي في المحور لمنع دخول اسلحة وصواريخ ستوجه حتماً الى اسرائيل". واضاف انه لا يريد الاعتماد على مصر"على رغم العلاقات الدافئة"، معتبراً ادخال قوات مصرية خرفاً لاتفاق السلام، له أبعاده الاستراتيجية. ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعتبر مصر"عدواً"قال لمحاوره:"اسأل المؤسسة العسكرية، لديها الجواب الشافي". وقللت أوساط قريبة من رئيس الحكومة ارييل شارون من أهمية"رسالة التحذير"واشارت الى ان دوافع شخصية وسياسية وراء الموقعين عليها تبغي اساساً عرقلة تنفيذ الانسحاب من غزة. ورفض زعيم المعارضة البرلمانية رئيس حزب الوسط شينوي يوسف لبيد امهار توقيعه وكذلك النائب العمالي عمرام متسناع واعتبرها الأول صفعة لمصر التي تجاوبت مع مبادرة اسرائيلية.