في تطور لافت يؤكد عدم وجود نية لدى الحكومة الاسرائيلية لتنفيذ التزاماتها وفق تفاهمات شرم الشيخ بينها وبين السلطة الفلسطينية، او تنفيذ"خريطة الطريق"، حمل رئيس الوزراء ارييل شارون على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن، واتهمه امام عضوين بارزين في مجلس الشيوخ الاميركي بأنه"يعزز الارهاب"، ويسلك طريقاً"غير صحيحة بل تتعارض وخريطة الطريق الدولية". راجع ص 6 و7 لكن احد هذين العضوين المرموقين في مجلس الشيوخ زعيم الغالبية الجمهورية في المجلس بيل فيرست اشاد امس ب"الزعامة المدهشة"للرئيس الفلسطيني. وقال بعد لقائه عباس في رام الله:"اقام الدليل على تمتعه بزعامة قيادية مدهشة"ووصفه ب"القائد الشجاع". وكان فيرست التقى اول من امس في القدس، مع زميله السناتور جوزيف ليبرمان، رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي انتهز الفرصة لشن حملة عنيفة على عباس، متهماً إياه بأنه"يعزز المنظمات الارهابية بدلا من تفكيكها ... ويتخذ فقط اجراءات للحفاظ على الهدوء، لكنه لا يقوم بشيء لتفكيك البنى التحتية للارهاب". ونقلت صحيفة"هآرتس"عن شارون قوله لعضوي مجلس الشيوخ ان اسرائيل تطالب بأن تتجرد حركة"حماس"من اسلحتها قبل مشاركتها المتوقعة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، مضيفاً انه لا يجوز لحزب مسلح ان يشارك في عملية ديموقراطية. وهدد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز أمس بعدم مواصلة"نقل السلطة الأمنية"عن مدن اخرى في الضفة الغربية"اذا لم تلاحق السلطة المطلوبين، وتنزع الاسلحة غير المرخصة من الناشطين الفلسطينيين في المدن التي تسلمت فيها المسؤولية الامنية". يذكر ان شارون تعهد لعباس في قمة شرم الشيخ ان يكف الجيش الاسرائيلي عن ملاحقة"المطلوبين"بعد تعهد عباس ان تستوعب اجهزة الامن الفلسطينية اولئك الناشطين. على صعيد آخر، لم يتمكن كبار المسؤولين في منظمة التحرير واعضاء المجلس التشريعي امس من التوصل الى اتفاق على نوع النظام الانتخابي الذي سيتبع في الانتخابات التشريعية المقررة في السابع عشر من تموز يوليو المقبل. لكن نائب رئيس"التشريعي"حسن خريشة رجح التوصل الى حل وسط بين ما تطالب به اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وهو اعتبار الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967 دائرة انتخابية واحدة تجرى الانتخابات فيها على اساس قوائم حزبية موحدة، وبين ما يصر عليه عدد كبير من نواب كتلة"فتح"البرلمانية، وهو اعتماد قانون انتخابات مختلط يقضي بانتخاب ثلثي اعضاء المجلس على اساس نظام"الدوائر"والثلث على اساس القوائم الحزبية الموحدة على مستوى الوطن. وقال النائب عزام الاحمد ان نواباً طرحوا مسألة إلغاء اجراء الانتخابات برمتها معتبرين ان تكرار اجرائها قبل انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية يكرس مشروع شارون لتثبيت حكم ذاتي طويل الامد. وذكر الاحمد الذي شارك في الاجتماع بين اعضاء اللجنة التنفيذية وامناء عامين للفصائل الفلسطينية ورئاسة المجلس التشريعي ورؤساء اللجان البرلمانية، ان الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي اجريت عام 1996 نصت على ان تكون"انتخابات لمرة واحدة لفترة الحكم الذاتي".