أفردت صحف نهاية الاسبوع في اسرائيل الحيز الأكبر من ملاحقها السياسية الاسبوعية لتلخيص الانسحاب الاسرائيلي من مستوطنات قطاع غزة وتوقف أبرز المعلقين عند"اليوم التالي"للانسحاب محاولين سبر غور الخطوات التي يخطط لها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ومتفقين في شبه اجماع على ان المنطقة لن تشهد"تطوراً دراماتيكاً"آخر على غرار الانسحاب من القطاع في الشهور المقبلة بانتظار ما ستؤول اليه الانتخابات البرلمانية الوشيكة في اسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية على السواء. وكتب كبير المعلقين في صحيفة"يديعوت احرونوت"ناحوم بريناع يقول ان شارون على يقين بأن العالم سيمنحه ما يكفي من"الوقت المستقطع"في الحلبة السياسية، فيما سيعمل الفلسطينيون كل جهد من أجل"لجم الارهاب"بفعل الرأي العام المحلي وعشية الانتخابات التشريعية مطلع العام المقبل. وأضاف ان الادارة الاميركية"ستفضل عناق شارون على الضغط عليه"ولن تذكره بقضية البؤر الاستيطانية العشوائية في أنحاء الضفة الغربية الواجب تفكيكها ولا بالاستحقاقات الاسرائيلية في خريطة الطريق."ولمح الرئيس جورج بوش خلال تصريحاته الدافئة جداً إزاء شارون هذا الاسبوع الى انه يسلم عملياً بنظرية شارون القائلة بأننا الآن في مرحلة ما قبل خريطة الطريق". وخلص المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس"ألوف بن الى استنتاج مماثل وكتب ان السياسة الدولية تجاه الشرق الأوسط"ستكون أسيرة الاحتياجات الحزبية الداخلية لشارون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن لتمكينهما من اجتياز الامتحانات السياسية التي تنتظرهما بنجاح". وأضاف ان الادارة الاميركية"ودعماً منها لبراغماتية شارون"فإنها تفضله على منافسه على زعامة ليكود ورئاسة الحكومة بنيامين نتانياهو كما انها ترغب بأن تتعزز قوة حركة"فتح"في الانتخابات التشريعية الفلسطينية على حساب"حركة المقاومة الاسلامية"حماس. وزاد ان أكثر ما ستطالب به واشنطن حليفتها سيتمثل في اتخاذ اسرائيل"خطوات صغيرة تظهر جيداً للعين"مثل تطبيق تفاهمات"شرم الشيخ"والانسحاب من مدن اخرى في الضفة وربما اطلاق اسرى فلسطينيين واخلاء عدد قليل من البؤر العشوائية"لكنها الادارة الاميركية ستمتنع في كل الأحوال عن ممارسة ضغط على شارون ودفعه الى تنازلات اضافية". وتابع ان واشنطن ترى انه"جاء دور أبو مازن"ليفعل شيئاً ما في المجال الأمني وينفذ الاصلاحات في الاجهزة الأمنية"والأهم ان يثبت ان السلطة قادرة على بسط نفوذها في غزة"، وان هذه المطالبة التي أتى الرئيس بوش على ذكرها هذا الاسبوع"تبعث على الارتياح في اسرائيل".