سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخرطوم و "الحركة الشعبية" تتعهدان بحل أزمتي دارفور والشرق قبل الحكومة الانتقالية . انان في جنوب السودان يلتقي قرنق ويدعو الى اشراك كل القوى في صوغ الدستور
زار الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان امس جنوب السودان، وتفقد جوبا، كبرى مدن الاقليم، وأجرى محادثات في رمبيك مع زعيم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"جون قرنق وقيادة لجنة صوغ الدستور الانتقالي التي نقلت جلساتها الى هناك. وتفقد أنان في جوبا مقر بعثة الأممالمتحدة التي يجري تأسيسها باعتبارها مقر أكبر قطاع لنشر القوات الدولية التي وصلت طلائعها الى المدينة. واطلع من المسؤولين في مجلس تنسيق الولاياتالجنوبية على احتياجات اعادة الإعمار والتنمية وعلى الأوضاع الأمنية والانسانية. وفي رمبيك مقر"الحركة الشعبية"في الجنوب، اجتمع انان مع قرنق واعضاء لجنة صوغ الدستور الانتقالي، وشدد على ضرورة ايجاد حل سياسي لأزمة دارفور حتى يكتمل السلام في البلاد، واشاد بالتزام الحكومة و"الحركة الشعبية"بتشكيل حكومة انتقالية في تموز يوليو المقبل، مشدداً على ضرورة اشراك كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في كتابة الدستور. ودعا انان الى ان يشمل الدستور الحريات والديموقراطية ويتضمن مواثيق حقوق الانسان وحماية الشرائح الضعيفة في المجتمع مثل المرأة والطفل، والى تعزيز الحوار بين القوى الجنوبية لفتح الباب أمام مصالحة جنوبية. وطالب قرنق من جهته، الأممالمتحدة بالتدخل العاجل لمعالجة الوضع الغذائي في جنوب البلاد وتهيئة المناخ الملائم لعودة مئات الآلاف من النازحين واللاجئين الى ديارهم، لافتاً الى أهمية السنوات الست المقبلة التي يستفتى سكان الجنوب في نهايتها بين الوحدة أو الانفصال. ودعا الى جعل الوحدة جاذبة عبر الاقتسام العادل للسلطة والثروة وصون حقوق الانسان. وألغى أنان عودته الى الخرطوم لإجراء محادثات مع الرئيس عمر البشير، بسبب سوء الاحوال الجوية التي عطلت حركة الملاحة في العاصمة، وعقد مؤتمراً صحافياً في نهاية زيارته الى البلاد التي استمرت ثلاثة أيام. في موازاة ذلك، دعت الحكومة و"الحركة الشعبية"القوى المعارضة الى المشاركة في الحكومة الانتقالية، وتعهدتاب حل أزمتي دارفور وشرق البلاد قبل تشكيل الحكومة الجديدة. واتفق النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم"الحركة الشعبية"في لقاء مفتوح بثه التلفزيون الرسمي ليل السبت الأحد، على ان التحول الديموقراطي الذي نص عليه اتفاق السلام في جنوب البلاد والذي وقعاه في 9 كانون الثاني يناير الماضي سيتحقق بالتدريج وليس على الفور كما تطالب المعارضة. وكشف طه ان اتصالات تجري بين الحكومة و"الحركة الشعبية"لتشكيل لجنة سياسية مشتركة لمباشرة حوار مع المعارضة لاقناعها بالمشاركة في الحكومة الانتقالية، وصوغ مشروع اتفاق سياسي يستند الى اتفاق السلام في الجنوب وعرضه عليها. وشدد قرنق على ضرورة حل أزمتي دارفور وشرق السودان قبل تشكيل الحكومة الانتقالية حتى يتحقق السلام الشامل في البلاد. وكشف ان اتصالات يجريها مع"التجمع"المعارض الذي تتمتع حركته بعضويته حتى يلتحق بالعملية السلمية، موضحاً انه سيزور القاهرة الاسبوع المقبل من أجل الترتيب لاكمال اتفاق القاهرة بين الحكومة والمعارضة.