تنوي وزارة السياحة السورية خلال الصيف الجاري افتتاح عدد من المشاريع الاستثمارية السياحية أغلبها على شكل استثمارات مشتركة ما بين الجهات المالكة للأرض سواء كانت وزارة السياحة أو مجالس البلديات، ومستثمرين عرب. ويأتي في مقدم هذه المشاريع فندق"فورسيزونز"دمشق كشركة مشتركة بين وزارة السياحة ومحافظة دمشق من جهة ومجموعة شركات الأمير الوليد بن طلال برأسمال يقدر بنحو 5 بلايين ليرة سورية، ومشروع فندق"شيراتون"باب الفرج في حلب، ويساهم في تمويله مجلس مدينة حلب وغرفة تجارة حلب مع مصرف التوفير ومجموعة شركات الخرافي الكويتية. وقال المدير الاقليمي ل"شيراتون"دمشق وبيروت عبدالله ملحم ل"الحياة"إن كلفة الفندق في حلب تقدر بنحو بليوني ليرة، وقد قارب على الانتهاء ليفتتح أواخر الصيف الجاري. وأشار الى مشروع لتطوير وتجديد فندق"شيراتون"دمشق خلال عشرة شهور وافتتاح فندق"شيراتون"صيدنايا خلال أيام. وقال ملحم ان السياحة السورية حققت في السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في عدد القادمين من سياح المبيت على رغم الوضع في منطقة الشرق الاوسط، بدءاً من الانتفاضة الفلسطينية في أيلول سبتمبر عام 2000 وهجمات أيلول في الولاياتالمتحدة والحرب على العراق. وعلى رغم ما رافق كل هذه الأحداث من انحسار في السياحة الأوروبية الى المنطقة عموماً، فقد استطاعت سورية ان تحقق نمواً متسارعاً في عدد السياح العرب بنسبة 77.5 في المئة من إجمالي عدد السياح بفعل النشاط الذي بذلته وزارة السياحة السورية. وأضاف يقول ان الحكومة السورية تركز على إعادة هيكلة القطاع السياحي لاستعادة القدوم الأوروبي عندما تتحسن الأحوال العامة في المنطقة حيث تم إيجاد بنى إدارية متخصصة في التخطيط السياحي والانشطة السياحية، والاهتمام بالمسح الاحصائي للمرة الأولى. كما تم العمل على استحداث غرفة السياحة لتنظيم العمل في هذا القطاع، وكذلك هيئة للترويج السياحي في سورية، ما سيسهم في زيادة عدد الزائرين، لذلك بات الاستثمار السياحي عنصراً حاسماً لتحقيق متطلبات هذه الزيادة. ونبّه ملحم الى أن عدد زوار اليوم الواحد لسورية من دول الجوار وفي جميع المواسم يعود لأسباب أهمها المقومات السياحية والقرب الجغرافي وجودة المنتجات ورخص الأسعار والتواصل العائلي. وقد وصلت النسبة الى 50.7 في المئة من عدد القادمين الى سورية. وتنوي الحكومة في الفترة المقبلة تحويل زوار اليوم الواحد الى سياح مبيت، وذلك بزيادة عدد الغرف الفندقية في سورية حيث يقيم أغلب السياح العرب حالياً في الشقق والشاليهات التي يمتلكونها او المستأجرة. لذلك تعتزم وزارة السياحة تحويل شكل إقامة السياح العرب الى الشكل الفندقي وذلك من خلال الاستثمار في فنادق الشقق السياحية. وأفاد ملحم أن عدد زوار اليوم الواحد القادمين من لبنان والأردن والعراق وتركيا ودول الخليج العام الماضي تجاوز 3.13 مليون زائر مقابل 2.3 مليون في العام 2003، وبلغ عدد السياح من أوروبا نحو ثلاثة ملايين سائح، وتقدر العائدات بنحو 2.2 بليون دولار. عبق التاريخ وسحر الطبيعة وتتوافر في الربوع السورية جميع عناصر الجذب السياحي: تناغم رائع بين الماضي والحاضر والسهل والجبل والبر والبحر. فها هي دمشق إحدى البوابات الرئيسية في التاريخ البشري تستقبلك بترحاب متربعة بإعزاز وكبرياء في أحضان جبل قاسيون، وفيها وحولها خيارات عدة للتنزه ما بين غوطة دمشق ومتنزهات بلودان والزبداني وبقين وعين الفيجة. وإذا تاقت نفسك للتجوال في الأسواق التقليدية أو الحديثة، فيمكنك ذلك في أسواق الحميدية والبزورية والصالحية والحمراء وغيرها لشراء ما تشاء من المشغولات اليدوية المطعمة بالصدف والسيوف الدمشقية والنحاسيات والحلويات والمكسرات. وبامكانك زيارة ضريحي قائدين تاريخيين متجاورين أولهما للوليد بن عبدالملك مشيد المسجد الأموي، وثانيهما لصلاح الدين الأيوبي بطل حطين. ومن عاصمة الأمويين يمكنك الانطلاق وبكل سبل المواصلات الى مدن ومنتجعات عدة، ولكل واحدة منها مذاقها الخاص وطعمها المميز. ويمكنك زيارة زنوبيا ملكة تدمر التي ما برحت فاتنة البادية السورية، وضريح خالد بن الوليد في حمص، وكنيستين تاريخيتين في معلولا التي نجد فيها حتى اليوم من يتكلم لغة السيد المسيح السريانية الأرامية. ترتفع معلولا نحو 1500 متر عن سطح البحر وتقبع وسط جبال صخرية جرداء، مناخها معتدل الحرارة صيفاً وشديد البرودة شتاء. وتحصر الجبال فيها وادياً تنتشر فيه الاشجار المثمرة وتنساب الينابيع الباردة. وتشكل بيوتها المشيدة على السفوح لوحة جبلية رائعة الجمال، وهي تأخذ شكلاً متدرجاً يجعلها متراكبة بعضها فوق بعض. وبسبب ضيق الوادي حوّل الأهالي بعض المغاور القديمة المحفورة في الصخور الى بيوت صالحة للسكن.