لا يمكن لسورية ان تصبح بلداً سياحياً مستقطباً للافواج السياحية من دون فنادق جديدة لا سيما والفنادق الحالية تكتظ في مواسم الاصطياف بالسواح، لذلك تشجع الدولة حالياً المستثمرين على بناء فنادق ومدن سياحية في ارجاء سورية كافة، ضمن خطة طويلة الاجل لتشجيع السياحة والاصطياف. وكانت العقبة الرئيسية لانشاء الفنادق والمدن السياحية في المدن الرئيسية عدم وجود اراض مناسبة لهذا الغرض باسعار معتدلة الا لدى الدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة التي تساوم وتطيل المزايدة عند التفاوض على استثمار الاراضي في حوزتها ما يضيع الوقت ويجعل الاستثمار في نهاية المطاف غير اقتصادي او جاذب. غير ان السياسة الحكومية الجديدة لجهة جذب الاستثمارات خففت كثيرا من العقبات. ويعتقد بعض المختصين بامكان مضاعفة الطاقة الفندقية الممتازة في دمشق خلال فترة وجيزة اذا عرض للاستثمار قسم من عشرات الاراضي العائدة لمؤسسات الدولة وفي مواقع جيدة، وخالية او مقام عليها مبان هزيلة يمكن الاستعاضة عنها بفنادق دولية تبنى بشروط ميسرة، وتجلب أموالاً طائلة. وتمثل مدينة دمشق محوراً للسياحة في سورية، وتستقطب نحو 39 في المئة من طالبي الاقامة في الفنادق من السياح، لذلك تسعى وزارة السياحة بالتعاون مع القطاع الخاص المحلي والعربي والاجنبي لاقامة مجموعة من الفنادق الجديدة في دمشق، لاستيعاب عدد السياح المتزايد. "فورسيزن" ومن تلك المشاريع فندق "فور سيزن" الذي بدأت اخيراً الاجراءات التنفيذية لاقامته وسط العاصمة دمشق، اذ باشرت محافظة دمشق بازالة المساكن والمحلات في المنطقة التي تعود ملكيتها للحكومة منذ عام 1975. وكانت وزراة السياحة السورية ورجل الاعمال السعودي الامير الوليد بن طلال وقعا بداية العام الماضي اتفاق تأسيس "الشركة السورية - السعودية للاستثمارات السياحية" برأس مال ييلغ نحو تسعين مليون دولار، بهدف تأسيس فندق دولي من فئة خمس نجوم بادارة شركة "فور سيزنز" العالمية، في منطقة زقاق الصخر على ارض كازينو دمشق الدولي، فوق مساحة تقدر بنحو 13 الف متر مربع. ورجحت الحكومة السورية عرض الامير الوليد بعد مفاوضات شاقة مع رجل اعمال كويتي كان تقدم بعرض مماثل لاقامة فندق خمس نجوم في المكان نفسه وسط العاصمة السورية. وجرى التفاوض في شأن حصة الطرفين السوري والسعودي اذ ترغب الحكومة السورية بالمشاركة في مشروع فندق "فورسيزنز" بنسبة 35 في المئة تقدمها على شكل ارض، تملك وزارة السياحة قسماً منها فيما تملك الحصة الباقية محافظة دمشق. ويتضمن المشروع اقامة فندق من 342 غرفة وخمسة مطاعم متنوعة وفعاليات وخدمات سياحية مكملة هي اماكن تسلية ومطاعم وناد رياضي وبار ومحلات تجارية ومواقف سيارات. وسيكون الفندق السادس من نوعه في منطقة الشرق الاوسط، ضمن فروع السلسلة العالمية لفنادق "فور سيزن"، التي يملك الامير الوليد بن طلال نسبة 25 في المئة من اسهمها. فندق "هيلتون" كما تدرس الحكومة السورية عرضاً خاصاً تقدمت به شركة "هيلتون" الانكليزية لانشاء وتجهيز وتأثيث فندق من فئة خمس نجوم في مدينة دمشق القديمة منطقة البارك شرقي العدوي، على مساحة قدرها نحو 23 الف متر مربع بكلفة تصل إلى 79 مليون دولار اميركي، من دون احتساب سعر الارض. ويشمل المشروع فندقا يضم 378 غرفة وخمسة مطاعم متنوعة اضافة الى اماكن التسلية والخدمات السياحية. ويتضمن عرض الشركة ان تكون حصة الحكومة السورية 30 في المئة فقط في حين تصر الاخيرة على امتلاكها نسبة 35 في المئة، ولا يزال العرض قيد الدرس ريثما يتم رفعه الى المجلس الاعلى للسياحة. ومن جهة اخرى ، يجري حالياً انشاء مقصف شعبي في جبل قاسيون لاستثمار العدد المتزايد والكبير من السياحة المحلية والعربية الى المكان، لكن تنظيم المطاعم والترّاسات يحتاج الى جهود فنيين لوضع دراسات جدوى الانشاءات، تلافياً لحدوث اختلالات في الخطط. تراخيص جديدة ويذكر ان عدد التراخيص الجديدة التي منحتها الوزراة اخيرا ً للقطاع الخاص نحو 260 ترخيصاًً سيتم بموجبها وحتى نهاية عام الفين اقامة نحو 64 فندقاً جديداً و180 مطعماً من مختلف الدرجات لتضاف الى مجموعة الفنادق الموجودة حاليا في سورية ويبلغ عددها 446 من مختلف الفئات. وتحوي الفنادق الحالية 31412 سريراً، ووصل عدد الليالي السياحية فيها العام الماضي الى نحو 2.961 الف ليلة، منها 758 ليلة قضاها سياح عرب. وتجري الآن المحادثات النهائية بين المستثمر السعودي حسين بن لادن وشركة "ارثر اندرسون" السورية، ووزارة السياحة لاقامة مركز سياحي وترفيهي في دمشق وفق احدث الطرز، في موقع متميز من العاصمة، بكلفة اجمالية قدرت بنحو 629.7 مليون ليرة سورية. وسيوفر المركز في شكل أساسي اربع خدمات رئيسية هي صالة ألعاب إلكترونية، وأخرى لالعاب الاطفال ومركز رياضي صحي ومطاعم. وتأتي اهمية المشروع وضخامته من افتقار دمشق حتى الآن الى صالات العاب الكترونية حديثة الى مراكز رياضية صحية جيدة ومتكاملة لجهة أحدث التجهيزات والمعدات المعززة بفعاليات كالجاكوزي والمساج والمسبح والسكواتش وغيرها. واعتمد اصحاب المشروع على حب الدمشقيين للخروج وتناول الطعام خارج المنزل وطالما ان تعداد مدينة دمشق خلال النهار يصل الى ستة ملايين نسمة يرى القائمون على المشروع في دراستهم للجدوى الاقتصادية ان النمو الملحوظ الذي شهده قطاع المطاعم من فئة أربع وخمس نجوم في دمشق، سواء كانت مطاعم شرقية او غربية لا يكفي لتغطية النقص الذي عاناه القطاع في السنوات الماضية لا سيما وان معظم هذه المطاعم لايقدم سوى المأكولات العربية والفرنسية فيما عدد قليل يقدم الايطالية والصينية واليابانية وفي الغلب في الفنادق الخمس نجوم. ويتضمن الهيكل القانوني للمشروع المقترح ان تمنح وزارة السياحة المستثمر قطعة من الارض في دمشق فيما يقوم الاخير بتجهيز المشروع بالكامل وادارته وتشغيله لمدة استثمارية محددة تصبح ملكية المشروع بعدها لوزراة السياحة. وتم تحديد مساحة الارض التي ستمنح من قبل الوزارة للمستثمرين في هذا المجال ب 3.500 متر مربع، تتمتع بموقع يتوسط مدينة دمشق في بداية اوتوستراد المزة وعلى مقربة من فندق "شيراتون". ويحد الارض نهر بردى شمالاص وخط سكة القطار جنوباً، على مقربة من حديقة ضخمة. وللزيادة من فرادة الموقع، يتوقع القائمون على المشروع تحويل مساري نهري "بانياس" و"القنوات"اللذين يخترقان موقع البناء المقترح. ويقول اصحاب المشروع انه على رغم ان مساحة الارض المخصصة قد تبدو غير كافية لمشروع من هذا الحجم يتوقع ان ينشأ المشروع ضمن بناء يرتقي الى ارتفاع ستة طوابق مصممة لتلائم حاجات المعوقين جسدياً بمساحة اجمالية قدرها 9.660 متر مربع تشمل الشرفات والحدائق. وستضم طوابق المشروع فعاليات رئيسية منها ملعبان لرياضة الاسكواتش في الطابق الاول، اضافة الى نادي للسنوكر وقاعة بلياردو. أما الطابق الثاني فسيضم صالة للتجميل وتصفيف الشعر والعناية بالبشرة والتنحيف اضافة الى ناد صحي وصالة العاب الكترونية تضم 40 لعبة مختلفة ستكون الاولى من نوعها في سورية. وسيشمل الطابق الثاني من المشروع كذلك منطقة مخصصة لألعاب الاطفال ومحلين تجاريين للاستثمار السياحي وكافيتيريا ومطعم وجبات سريعة يطل على منظر خلاب لمدينة دمشق. اما الطوابق الاربعة الباقية فستضم النادي الرياضي والصحي الرئيسي الذي سيصمم وفق مقاييس عالمية ويستوعب مابين 150 و200 شخص تحت ادارة متخصصين دوليين. وسيستغل سطح المشروع لاقامة مطعم ومقهى يستقبل رواده صيفا وشتاء وله تراس صيفي ويتسع الى 150 شخصاً يقدم الطعام العربي والمشروبات الشعبية والنرجيلة. مشاريع ساحلية من المعروف ان تطور السياحة في جميع بلاد البحر الابيض المتوسط السياحية التي تستقطب نحو نصف السياحة العالمية يعتمد على سياحة الاستجمام الساحلية وتجلب لهم بلايين الدولارات سنوياً وتعتبر مورداً مهماً للقطع الاجنبي. ولا يزال هناك بعض التقصير في اطار المشاريع السياحية على الساحل السوري. وفي عام 1988 تم تأسيس "شركة عمريت للاستثمار والتطوير السياحي" برأس مال قدره 235 مليون ليرة سورية موزعة على 840 سهم وتساهم فيها "الشركة العربية للاستثمارات العامة" شعاع ومركزها دبي بنسبة 45 في المئة و"الشركة السورية للنقل والتسويق السياحي" بنسبة 10 في المئة ووزارة السياحة بنسبة 25 في المئة والاكتتاب العام بنسبة 25 في المئة. واستهدفت الشركة تملك وانجاز واستثمار منشآت سياحية مختلفة وبشكل خاص في منطقة عمريت جنوب مدينة طرطوس، وادارتها وتسويقها محلياً وخارجياً، لكن لم تشهد هذه الشركة الى الان الحركة المطلوبة على رغم اتضاح وجود تخطيط لقرية سياحية كبيرة تقام في طرطوس.