هل الزرقاوي صناعة عربية؟ أشك في ذلك، خصوصاً أن تاريخنا الإسلامي المعاصر لم يحمل بذور الفتنة والقتل حتى في أيام الاستعمار الأجنبي. هل تقويم القائم اليوم باسم الزرقاوي في العراق مرتبط بالصراع العربي - الفارسي الذي نجد نبذاً منه في كتب الجانبين منذ أعلن النبي العربي صلى الله عليه وسلم الدين الجديد وربط مبادئه بمكارم الأخلاق العربية. إذا تغلغلنا أكثر في نبش ذاكرة الأيام، نجد أن الدولة الاسلامية في المدينةالمنورة لم تسلم من الدسائس حتى كان رحيل الخليفة الرابع الى العراق ثم اغتياله لتقوم دولة الإسلام في الشام المرتبطة بالروم أعداء القومية الفارسية. ثم تكون دولة الاسلام الثالثة في العراق منطلقة من خرسان ومعه تتضح صورة الصراع في داخل القصر بين القوميتين على السلطة التي كان الخليفة فيها شاهد عصر. أبو مصعب الزرقاوي شخصية معروفة في الأردن من خلال ارتباطه بالاسلاميين وسجنه في قضية تخريب وتعدٍ ثم اختفى حاملاً حقده وتجارة الموت باحثاً عن المشتري في سوق العراق. وهو مجرد أداة للعبث بمقدرات الشعب العراقي ويريد له الفقر الذي معه يكون مطية للقوى الخارجية ولن يتحقق ذلك إذا وقفت دول الجوار وطالب مندوبوها الأممالمتحدة بالتدخل لإبرام اتفاق بين الحكومة العراقية وأميركا معه تقوم أميركا بسحب رمزي لبعض من جيشها. ولكن أتوقع أن وزير الدفاع الأميركي سيعارض، فمشروعه الذي لم يفصح عنه لم ينته وهو بحاجة الى أرض خصبة للتوالد ولم يجد وهو يبحث منذ عام عن مكان يتوافق مع مخيلته الشعرية. فإيران تعرف لعبة الأبواب المفتوحة كما تعي أهمية استمرار حوار الأبواب المغلقة، وليبيا أوصدت الباب من خلال قيامها بتنازلات لم تكن في الحسبان، وهذه الدول الثلاث غنية بمواردها العراق، ايران، ليبيا وتحقق تطلعات رامسفيلد وهنا يرى البقاء في العراق مع ابتداع حال الزرقاوي التي هي حال تخلقت لذاتها حتى تكون أداة في يد الشيطان. إذاً الزرقاوي نموذج من حكايات"ألف ليلة وليلة"المرتبطة بتاريخ ابن كثير الذي يحمل اسم البداية والنهاية، وهو خارج عن إطار مكارم الأخلاق العربية. * شاعر سعودي.