في اليوم الثاني بعد المئة على اغتيال رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري، وصل الى بيروت أمس رئيس فريق التحقيق الدولي بالجريمة النائب العام لمدينة برلين الالمانية ديتليف ميليس مع فريق عمل صغير، وتوجه من المطار الى موقع التفجير الذي استهدف الحريري ورفاقه، لمعاينته قبل تحديد خطة تحركه لجمع عناصر التحقيق. وحضر ميليس الى بيروت في وقت ينشغل اللبنانيون بالانتخابات النيابية التي تبدأ مرحلتها الاولى في العاصمة بعد غد الاحد، على وقع فرز جديد للتحالفات والقوى السياسية يخالف ذلك الذي أحدثته جريمة الاغتيال وتداعياتها السياسية قبل حصول الانسحاب السوري من لبنان، بين موالين لدمشق ومعارضين لدورها في الوضع اللبناني. وأدى انفراط التحالف بين قوى المعارضة، خصوصاً"اللقاء النيابي الديموقراطي"بزعامة النائب وليد جنبلاط و"تيار المستقبل"بزعامة سعد الحريري من جهة، و"التيار الوطني الحر"بزعامة العماد ميشال عون في دائرة عاليه - بعبدا الى تحالفات جديدة، حيث قرر الاخير التعاون مع بعض القوى القريبة من سورية مقابل تعاون جنبلاط والحريري مع قوى أخرى وثيقة الصلة بدمشق هي حركة"أمل"و"حزب الله". راجع ص 2 و3 وقال سعد الحريري في حديث الى"الحياة"أمس، ان الموقف من بقاء رئيس الجمهورية اميل لحود في الرئاسة سيتحدد بعد الانتخابات النيابية التي ستقود الى مرحلة جديدة... وأنا أمشي بما قاله البطريرك الماروني نصرالله صفير قبل يومين ان المجلس النيابي هو الذي يقرر. وقال الحريري ان حلفاءه هم جنبلاط و"لقاء قرنة شهوان"و"حزب الله"ورئيس البرلمان نبيه بري الذي"لم تكن الانتخابات لتحصل من دونه ولو لم تحصل لكان حصل تدخل دولي اكبر بكثير في الشؤون اللبنانية ولكنا ترحمنا على القرار الدولي الرقم 1559". كما أكد أن عون يبقى حليفاً سياسياً على رغم عدم التوصل الى تحالف معه في عاليه - بعبدا. واعتبر انه لو اعتمد قانون القضاء دائرة انتخابية"لكنا امام احتمال طعن دستوري في ظل غياب المجلس الدستوري، وبالتالي لحصل فراغ دستوري لتبرير قيام حكومة عسكرية"، مشيراً الى ان مشروع حكومة كهذه طرح مرات عدة. وأكد الاتفاق مع"حزب الله"على الثوابت وعلى ان سلاح الحزب شأن داخلي. على صعيد التحالفات الانتخابية، أكدت مصادر مطلعة اتفاق العماد عون مع النائب طلال ارسلان تشكيل لائحة موحدة مع حلفاء آخرين في عاليه - بعبدا. لكن اعلان اللائحة المشتركة ينتظر معالجة عقبتين، هما تمثيل"حزب الوطنيين الاحرار"بزعامة دوري شمعون و"الحزب السوري القومي الاجتماعي"، الامر الذي يسعى عون الى تجنبه. لكن الجديد في مشروع اللائحة هو تخلي عون عن ترشيح اللواء عصام أبو جمرة عن المقعد الارثوذكسي في عاليه لمصلحة حليف ارسلان مروان أبو فاضل. وكان تحالف عون مع"تيار المستقبل"و"اللقاء الديموقراطي"قد انفرط بسبب اصراره على أبو جمرة. وقال مرشح عون على اللائحة حكمت ديب ان اللائحة ستترك مقعداً لمرشح"حزب الله"من أصل 11 مقعداً. اما في كسروان - جبيل فقد اختلطت الاوراق بسبب فشل التحالف في عاليه - بعبدا، كذلك الامر في دائرة المتن الشمالي. على صعيد آخر، تردد مساء أمس ان اتصالات جرت مع رئيس الحكومة السابق عمر كرامي كي يتراجع عن قراره مقاطعة الانتخابات النيابية. وقالت مصادر في طرابلس ان كرامي ما زال عند قراره على رغم اشتداد الضغوط عليه في هذا الصدد. وذكرت مصادر سياسية ان انفراط التحالف بين تيار العماد عون و"تيار المستقبل"هو الذي أدى الى مطالبة كرامي بالعودة عن المقاطعة، نظراً الى حظوظ التحالف مع عون. من جهة ثانية، أقر مجلس الوزراء في جلسته أمس التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة مدة ست سنوات جديدة، قبل مدة تعيينه السابق في أوائل شهر تموز يوليو المقبل.