أفادت معلومات في الجزائر أمس ان التوتر تصاعد في الصحراء الغربية في اليومين الماضيين على خلفية التأزم الحاصل بين الجزائر والمغرب بسبب الملف الصحراوي والذي تسبب في نسف قمة طرابلس المغاربية هذا الأسبوع. وفي حين هدد زعيم"بوليساريو"محمد عبدالعزيز باستئناف العمل المسلح إذا تأكد ان المغرب تخلّى عما وصفه بتعهداته الدولية، ذكرت مصادر رسمية في الجبهة الصحراوية أن مؤيديها قاموا، مساء الثلثاء، ب"انتفاضة كبيرة"هي الأولى من نوعها في مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء. وقالت ان هذه"الانتفاضة"بدأت ظهراً في اتجاه مبنى الشرطة المركزية في العيون للمطالبة بإطلاق الناشط في مجال حقوق الإنسان لحسن البري الذي استطاع المتظاهرون نقله من مركز الشرطة إلى منزله. وتابعت ان مواجهات وقعت على مدى عشر ساعات في بعض الأحياء العتيقة مثل"الزملة"و"سكيكيمة"وان عشرات من مؤيدي"بوليساريو"اعتُقلوا وأصيب عدد آخر بجروح. وزعمت"وكالة الأنباء الصحراوية"الناطقة باسم"بوليساريو"ان علم"الجمهورية الصحراوية"التي أعلنت الجبهة في الثمانينات، رُفع في عدد من أحياء العيون خلال المواجهات. وفي الرباط، قال شهود ان السلطات المغربية نقلت سجيناً يتحدر من أصول صحراوية من معتقل الى آخر، ما حدا أفراداً من أسرته الى الاحتجاج أمام سجن في مدينة العيون مساء الثلثاء. وتسبب الحادث في تجمهر عدد من الأشخاص، بينهم أطفال وشبان. وتدخلت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين واعتقلت ثلاثة أشخاص أفرجت عنهم لاحقاً. وعزت مصادر مغربية رسمية طابع"التهويل"على الحادث، في إشارة الى رواية"بوليساريو"لما يحصل، الى تداعيات القمة المغاربية التي كان يُفترض ان تستضيفها طرابلس، واُرجئت بسبب خلافات مغربية - جزائرية. في غضون ذلك، وصل وفد من شيوخ قبائل صحراوية شاركوا في السابق في عمليات تحديد الهوية التي أشرفت عليها الأممالمتحدة، الى الرباط للقاء قادة أحزاب سياسية.