يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس مطلع الأسبوع المقبل زيارة رسمية لليبيا هي الأولى منذ اعتلائه العرش المغربي صيف 1999. وقالت مصادر رسمية ان الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، ستشكّل مناسبة "لتأكيد حرص الرباطوطرابلس على تطوير علاقاتهما الخالية من أي خلاف". وهي تُشكّل أيضاً دعماً لجهود ليبيا لتفعيل "تجمع بلدان الساحل والصحراء" الذي اصبح المغرب عضواً مراقباً فيه. ويُرجّح بعض المصادر ان يسعى المغرب الذي يرتبط بعلاقات حسنة مع فرنسا، الى محاولة القيام بوساطة لاحتواء تداعيات قرار القضاء الفرنسي السماح بمحاكمة الزعيم الليبي في قضية تفجير طائرة "يوتا" الفرنسية فوق النيجر سنة 1989. وأبدت طرابلس استياءها من القرار الفرنسي. ولا شك ان وضع الاتحاد المغاربي سيكون حاضراً في المحادثات التي سيجريها محمد السادس والعقيد القذافي. وتتبنى ليبيا الدعوة الى عقد اجتماع لوزراء الخارجية المغاربيين يمهد للقمة المغاربية في الجزائر والتي اُرجئت مرات عدة. ويُعتقد ان تطورات قضية الصحراء الغربية ستشكّل أيضاً جانباً في المحادثات بين الزعيمين، خصوصاً ان ليبيا كانت تمنت في السابق على قياديين في جبهة "بوليساريو" تسريع وتيرة حل القضية الصحراوية على أساس "الاندماج" مع المغرب. وكانت طرابلس تُعتبر من أبرز مساندي "بوليساريو" في نهاية السبعينات، إلا أنها تخلت عن دعمها لهذه الجبهة بعد تطبيع علاقاتها مع المغرب. وابرمت ليبيا اتفاقاً للوحدة مع المغرب اطلق عليه اسم "الاتحاد العربي الافريقي" في بداية الثمانينات، لكنه لم يعمر طويلاً. ومن المقرر ان يبرم المغرب وليبيا اتفاقات عدة للتعاون، خصوصاً في الميدان الاقتصادي والتجاري. وتستضيف ليبيا عدداً كبيراً من المغاربة الذين يعملون في قطاعات الخدمات والزراعة. في حين عرفت الاستثمارات الليبية في المغرب في قطاعات السياحة والتجارة والمعادن تطوراً ملحوظاً في السنوات الاخيرة.