عقد وزراء الخارجية المغاربيون أمس في طرابلس اجتماعات تحضيراً لقمة قادة اتحاد المغرب العربي، في ظل هيمنة الخلافات المغربية - الجزائرية واتفاق على ابعاد قضية الصحراء الغربية عن جدول أعمال القمة. وأعرب وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى، في تصريحات الى الصحافة قبيل بدء الاجتماع الوزاري، عن أسفه للتصريحات الأخيرة للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة حول الصراع في الصحراء. وقال:"كنا نتمنى ان تنعقد القمة المغاربية في أجواء من التفاهم والوئام بعيداً عن الخلافات الثنائية". ويناقش مجلس وزراء الخارجية جدول أعمال للقمة يتناول جملة من القضايا ومشاريع القرارات تتعلق بمنصب الأمين العام للاتحاد واعتماد اتفاقات بين الدول الأعضاء وتحديد مواعيد لانعقاد دورات مجلس الرئاسة والمجلس الوزاري وتداول منصب الرئاسة في الاتحاد. كما يناقش الوزراء مشروع قرار حول منح صلاحيات اضافية لمجلس الوزراء ومشروع في شأن مهمات اللجان الوزارية الاتحادية ومشروع قرار في شأن مجلس التعاون الجمركي ومشروع قرار في شأن انشاء اتحاد مغاربي لمعاهد التكوين اضافة الى مشروع قرار حول وضع تعريفة موحدة لتفادي الازدواج الضريبي وارساء تعاون متبادل في ميدان الضرائب. وسينظر المجلس الوزاري أيضاً في اقتراحات تتعلق بإقامة مؤسسات اتحادية منها انشاء مجلس شورى مغاربي وهيئة قضائية مغاربية واكاديمية وجامعة مغاربية اضافة الى تطوير المنظومة الاتحادية. وكان مقرراً ان يستأنف المجلس الوزاري المغاربي اجتماعاته مساء أمس لاستكمال مناقشة بقية بنود جدول أعمال القمة. ونقلت وكالة"رويترز"عن منظمي القمة المغاربية انها لن تدرج في جدول اعمالها نزاعاً في شأن الصحراء الغربية حتى يكفل زعماء الدول الخمس الاعضاء في الاتحاد ان تمضي قدماً هذا الأسبوع اعمال هذه القمة. ويجتمع زعماء الدول الخمس الاعضاء في الاتحاد التي يبلغ تعداد سكانها مجتمعة 80 مليون نسمة في العاصمة الليبية يومي 25 و26 ايار مايو الجاري لضخ دماء جديدة في مشروع لانشاء تكتل تجاري اقليمي فضلا عن النهوض بالتعاون في المجالات الأمنية والسياسية وتلك المتعلقة بالهجرة. وقال وزير الخارجية الليبي محمد عبدالرحمن شلقم للصحافيين اثناء الاجتماعات التحضيرية للقمة المغاربية، انه بعد 11 عاماً نجح الاتحاد في التحضير لعقد قمة. ويعكر النزاع الخاص بالصحراء صفو العلاقات بين دول المغرب العربي منذ عقود. وأدت عقود من تردي العلاقات بين دول شمال افريقيا الى تقويض الاستقرار في المنطقة التي يراقبها الغرب عن كثب بوصفها مصدراً محتملاً للتيار الاسلامي المتشدد ونقطة وثوب بالنسبة الى الهجرة غير المشروعة الى القارة الاوروبية. ويقول ديبلوماسيون وخبراء ان تجاهل قضية الصحراء الغربية سيلحق الضرر بالتكامل الاقليمي الذي يضم الجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا وتونس. واستولى المغرب على الصحراء الغربية عقب انسحاب القوة الاستعمارية اسبانيا منه عام 1975، ويقول المغرب ان له حقوقاً تاريخية في المنطقة الصحراوية الغنية بالفوسفات والثروة البحرية وقد يوجد فيها ايضاً مخزون نفطي بحري. وتؤيد الجزائر جبهة بوليساريو التي تسعى الى تحقيق استقلال اقليم الصحراء الغربية. ويقع مقر الجبهة في الجزائر. ويسعى وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي خلال اجتماعهم في طرابلس الى التقليل من شأن نزاع نشأ في الآونة الاخيرة ويقولون انه لن يطرح على مائدة البحث في طرابلس. ورد المغرب غاضباً السبت الماضي على تأكيد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تأييد الجزائر ل"بوليساريو"ونضالها من اجل الاستقلال. وأكد وزير جزائري رفيع ان قضية الصحراء لن تناقش في قمة طرابلس. وفي مسعى آخر لتفادي زعزعة الاستقرار، تجاهل جدول أعمال القمة ادراج نزاع بين ليبيا وموريتانيا. وتتهم موريتانيا ليبيا بمساندة محاولات للاطاحة بالرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع. ويسعى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي جاهداً الى اعادة وضع بلاده المنتجة للنفط على الخريطة الدولية بعد ان تخلت ليبيا عن برامج لاسلحة الدمار الشامل. ومن شأن نجاح القذافي في جمع زعماء اتحاد المغرب العربي في طرابلس ان يعزز من موقفه كصانع للسلام في افريقيا. وكان بوتفليقة اخفق في عقد قمة للاتحاد عام 2003.