خطت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خطوة اضافية باتجاه اثبات انها حركة سياسية براغماتية وواقعية عندما اعلنت امس انها منفتحة على كل الجهات وعلى استعداد للحوار مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا واي دولة أخرى باستثناء الدولة العبرية التي تعتبرها دولة احتلال. وقال الناطق باسم"حماس"مشير المصري ل"الحياة"امس ردا على سؤال ان كانت الحركة مستعدة للحوار مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا لاثبات انها حركة سياسية براغماتية:"حماس حركة مقاومة وستبقى كذلك ولن تتحول الى حزب سياسي طالما بقي الاحتلال". واعتبر ان الحركة"اصبحت بعد ظهور نتائج الانتخابات البلدية الاخيرة حركة لها جذورها وحضورها الواسع، ويصعب تجاوزها"، مشددا على ان"حركة بهذا الوزن والثقل السياسي ستكون منفتحة على الجميع وستكون علاقاتها مع الجميع لمصلحة الشعب الفلسطيني، من دون ان تتخلى عن الثوابت والحقوق التاريخية". واشار الى ان نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الدكتور موسى ابو مرزوق التقى في بيروت"اطرافا اوروبية واميركية ليست في موقع صنع القرار في بلدانها"، مضيفا انه"من الطبيعي ان تكون حماس غير معنية باضافة المزيد من الاعداء غير العدو الصهيوني، لان معركتها الاساسية والمركزية مع العدو الصهيوني". ويأتي موقف"حماس"في وقت تسعى فيه الحركة الى خوض الانتخابات التشريعية للمرة الاولى، وسط توقعات بأن تحقق فيها نجاحات مهمة بعد ان اكتسحت بعض البلديات في مرحلتي الانتخابات الاولى والثانية. كما يأتي هذا الموقف في وقت بدأت دول الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة تدرس افضل السبل للتعامل مع الحركة التي تعتبرها"ارهابية"، خصوصا فيما لو فازت بغالبية كبيرة في الانتخابات التشريعية واستوجب الامر تشكيل حكومة فلسطينية. وكانت صحيفة"الغارديان"البريطانية اشارت اخيرا الى ان لندن تدرس التعامل مع"حماس"و"حزب الله"من منطلق انها لا تستطيع ان تطالب دول الشرق الاوسط بالديموقراطية وفي الوقت نفسه ان ترفض نتائج العملية الديموقراطية فيما لو جاءت الانتخابات بهاتين الحركتين الى السلطة. وتثير قضية مشاركة"حماس"في الحياة السياسية الفلسطينية قلقا في اسرائيل عبر عنه النائب الاول لرئيس الحكومة شمعون بيريز الذي قال ان"حماس لن تكون شريكا في اي مفاوضات سياسية"وان مهمة محاربتها ليست قصرا على اسرائيل فحسب بل ايضا على السلطة. وحذر مسؤولون اخرون من ان تصعد"حماس"ضد اسرائيل اثناء الانسحاب من غزة للقول ان الانسحاب تم تحت وطأة النيران، وهو ما عزز الاعتقاد بأن يقوم الجيش الاسرائيلي بعملية عسكرية واسعة في القطاع عشية الانسحاب لتأمين جلاء المستوطنين. في غضون ذلك، نشطت اسرائيل لاحباط اي توجه اميركي لاعطاء الرئيس محمود عباس ابو مازن اي"ضمانات سياسية"او"لفتات طيبة"خلال زيارته لواشنطن ولقائه الرئيس جورج بوش غدا. ويندرج في هذا الاطار، نفي رئيس الوزراء ارييل شارون اي نية لتأجيل الانسحاب من غزة اشهرا، والحديث اسرائيليا عن نية تقديم"رزمة تسهيلات"الى الفلسطينيين تنفيذا لتفاهمات شرم الشيخ. من جانبه، اعلن"ابو مازن"عقب محادثاته مع الرئيس حسني مبارك في منتج شرم الشيخ امس ان اجندته السياسية في واشنطن تتضمن مطلبا اساسيا هو ان تقدم الولاياتالمتحدة دعما سياسيا يتمثل في تطبيق"خريطة الطريق"، وكذلك دعم الاقتصاد الفلسطيني. وقال وزير الخارجية ناصر القدوة ان عباس سيطالب بدعم مالي مباشر وليس عن طريق المنظمات المدنية والاهلية.