سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتبر خريطة الطريق "أفكاراً على ورق" وتحدث عن تعهدات "أبو مازن" مع فصائل المقاومة . أبو مرزوق ل"الحياة" : حزب الله ليس شركة مقاولات والسلطة الوطنية ليست مكلفة فقط صون الاتفاقات مع العدو
عبر الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الإسلامية"حماس عن قناعته أن قمة الجزائر لقادة الدول العربية ساهمت في وقف أي تطور سلبي لمبادرة السلام العربية التي ترفضها الحركة مبدئيا، مشيرا إلى أن السلطة الوطنية الفلسطينية لا يجب أن تحصر مهماتها في حماية وصون الاتفاقات مع إسرائيل. وتحدث في لقاء مع"الحياة"في الجزائر قبل بضعة ايام عن تطور الأوضاع في المنطقة على ضوء عملية"خلط الأوراق"في لبنان في الفترة الأخيرة. وشارك أبو مرزوق في الجزائر في أشغال المؤتمر القومي العربي الإسلامي ومنتدى نواب البرلمانيين العرب. وقال موسى ان المنطقة الشرق أوسطية تشهد"تطورات غير عادية سواء في ما يتعلق بنية رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الانسحاب من قطاع غزة وإجراءات إصلاحية واسعة في السلطة الوطنية الفلسطينية يقوم بها الأخ أبو مازن أو إجراء الانتخابات الفلسطينية على الصعد كافة سواء كانت انتخابات متعلقة بالفصائل الفلسطينية نفسها ك"فتح"أو انتخابات عامة متعلقة بالشعب الفلسطيني كالانتخابات البلدية أو التشريعية وهذه كلها تجري في ظرف إقليمي قلق للغاية سواء في ما يتعلق بلبنان والعلاقات السورية - اللبنانية أو ما يتعلق بالعراق وما يجري فيه بعد الانتخابات وتصاعد المقاومة. أعتقد أن الظروف استثنائية هذا العام وسيكون لها ما بعدها". وبخصوص الانفلات الأمني الذي أثار غضب الرئيس محمود عباس أبو مازن قال أبو مرزوق:"أعتقد أن الفلتان الأمني الذي جرى في رام الله هو مسائل داخلية متعلقة بحركة"فتح"والصراعات التي تدور داخل أطرها وبالتالي ليس لها علاقة بتوجهات سياسية لمنظمات المقاومة أو السلطة الفلسطينية". وأضاف:"نحن نأمل بأن يتم تجاوز هذه الأحداث والتعامل معها بمسؤولية ليجنبوا الشعب الفلسطيني الكثير من الانقسام والعنف الداخلي الذي لا نرضاه". وبشأن مبادرة السلام العربية التي أعاد الأردن صوغها من جديد لضمان"تسويق أفضل"قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس": نحن لم نكن راضين على المبادرة التي انطلقت في بيروت من حيث المبدأ وأي تعديلات دائما تطرأ على الموقف العربي تطرأ للأسف بالسلب وليس بالإيجاب وما تشكر عليه قمة الجزائر أنها أوقفت أي تطور للمبادرة بالسلب وهذا ما نمتدحه في هذا الجانب وإن كانت المبادرة فيها الكثير من السلبيات وموقف الحركة بالأساس رافض لها منذ قمة بيروت". وحسب موسى فإنه يتوجب على العرب والفلسطينيين"العلم تماماً بأن العدو الصهيوني لا يفهم هذه اللغة التي يتحدثون بها، والمواقف العربية التي تحاول أن تتقدم خطوة باتجاه العدو لا تجدي نفعا وهي عبارة عن خطوات في سلم التنازلات، والعدو يستفيد منها في مختلف المجالات من دون أن يعطيها أي نوع من الصدقية أو تنعكس هذه الرؤية على أرض الواقع وبالتالي الموقف العربي يبقى في تراجع مستمر ونحن لا نريد للموقف العربي أن يبقى في هذا التراجع... نريده أن يتماسك وأن يعلم أن المسألة الفلسطينية لا يمكن علاجها بتقديم مبادرات أو تنزيل سقوف". وقدر أن المسألة الفلسطينية"تعالج بشكل أساسي بأن يقفوا إلى جانب برنامج المقاومة وقفة حقيقية وأن يوحدوا رؤى الشعب الفلسطيني وقواه إزاء الصراع العربي - الصهيوني والصراع الفلسطيني - الصهيوني لتحصيل الحقوق الفلسطينية ونريد أن نؤكد أنه مهما كانت اتفاقات أو أوراق تقدم لن يتنازل الشعب الفلسطيني بالمطلق عن أي حق من حقوقه، لا عن حقه في أرضه ومقدساته ولا عن حقه في العودة ولا عن حقه في أن يحيا حياة كريمة مستقلة كباقي شعوب الأرض ونحن نبقى نقاوم في هذا الإطار حتى تتحقق هذه الشروط". وعن تراجع عمليات المقاومة من جانب"حماس"أوضح موسى أنه"ليس هناك تراجع ميداني لحركة حماس بل بقرار ذاتي منها اتخذته، قرار التهدئة اتخذته منذ شهرين ونيف ويعلم الجميع بأن حركة حماس حركة فاعلة في إطار المقاومة، والتهدئة قرار ذاتي اتخذته الحركة بسبب ظروف وطنية وإقليمية وظروف الشعب الفلسطيني نفسه. وبالتالي هذا السؤال يعالج في الإطار الفلسطيني مثل الانتخابات وغيرها". لكنه سجل أن تزامن المسألتين"أعطى مثل هذا الانطباع لكننا نفرق بين قضيتين أساسيتين: كيف نتعامل مع العدو الصهيوني ونرى أن التعامل معه يكون داخل مشروع المقاومة، وكيف نتعامل في الإطار الفلسطيني ونعتقد أننا نتعامل داخل إطار المشروع الوطني الفلسطيني بالحوار والمسؤولية المشتركة وعدم الاستئثار بأي شأن من الشؤون العامة لأي من الفرقاء وأن يكون هناك نوع من الحياة الديموقراطية والشفافية في الإطار الفلسطيني". وتحدث عن مشاركة حركة حماس في الهياكل الوطنية الفلسطينية وقال ان الحركة لم تضع في السابق"أي فيتو أو اعتراض على المشاركة في أي إطار وطني فلسطيني ولكن كان لدينا تصور وهو أن تكون مشاركتنا، إطارا فاعلا وإطارا منسجما مع واقع الشعب الفلسطيني ويلبي حقوق وأهداف الشعب الفلسطيني ولا يعطي تنازلات مجانية أو غير مجانية للعدو الصهيوني فليس هناك من حيث المبدأ اعتراض على هذه المشاركات ولكن يجب أن تكون هذه المؤسسات حقيقة واقعية ومعبرة عن تطلعات وأهداف الشعب الفلسطيني،، ولذلك كان إعلان القاهرة بإنشاء لجنة تنظر في هذه الأسس التي تبنى عليها منظمة التحرير حتى نستطيع التعامل معها مستقبلا". وحول ما يعيشه لبنان من أحداث وتطورات وتزايد الحديث عن إمكانية تفكيك حزب الله قال موسى ان"موضوع الحزب مؤجل وتؤجله كل الأطراف لأن ثمة أهدافاً سابقة لهذه الخطوة وليس من السهل التعامل مع مسألة حزب الله بهذه البساطة". وتابع:"حزب الله ليس شركة مقاولات، يقوم على تحرير كامل الأرض اللبنانية ثم بعد ذلك يقال له: شكرا هات وسائلك في المقاومة التي طردت الاحتلال، وقف على قارعة الطريق، فهو ليس مقاول أنصار وبالتالي المسألة لا تؤخذ بهذا الشكل". وعاد للحديث عن التطور الحاصل في لبنان ككل ليؤكد في هذا الشأن قناعته أن الأحداث التي يشهدها لبنان"عملية خلط أوراق كبيرة ومتعددة ونسأل الله أن يعافي لبنان وسورية من عملية خلط الأوراق هذه وأن يخرج الشعب اللبناني موحدا ومعافى من هذه الأزمة وأن تخرج سورية أكثر قوة وتماسكاً أيضاً". وقدر أنه سيكون من الصعب تقدير انعكاساتها على الأوضاع في الساحة الفلسطينية. وتوضيحا للجهات التي يقصدها في حديث عن الذين يقفون وراء عملية"خلط الأوراق"رد القيادي البارز في حركة"حماس"قائلاً:"بلا شك، هناك أطراف متعددة داخلية وخارجية. وأبرز الأطراف الخارجية من دون شك، الولاياتالمتحدة وفرنسا اللتان دفعتا بالقرار 1559 إلى مجلس الأمن لإصداره ومتابعة هذه المسألة بكل نشاط وقوة ثم إرسال مندوبين إلى لبنان لفتح الكثير من الملفات مع مختلف الأطراف. بلا شك أن المسألة فيها أطراف متعددة في الداخل والخارج". وسألته"الحياة"إن كان يتهم هذه الأطراف بالوقوف وراء مقتل الرئيس الحريري فرد موضحا:"ليست عندنا معلومات محددة عن الموضوع وكل ما يقال حوله إلى اللحظة هو تحليلات سياسية وتوقعات لكن بلا شك إذا أردت أن تعرف صاحب المصلحة في مقتل الحريري ستعرف مَن وراء هذه العملية. وعملية خلط الأوراق بهذا الشكل والحجم، أعتقد ان وراءه مخططات أكبر حتى من حجم الأحزاب اللبنانية". وحول إمكان لجوء السلطة الوطنية الفلسطينية على المدى القريب إلى تفكيك المقاومة قال أبو مرزوق:"من الوجهة النظرية السؤال مشروع لأن السلطة الوطنية تتحدث عن خريطة الطريق التي تتحدث عن تحلل البنى التحتية للإرهاب. لكن من المعلوم أن خريطة الطريق عليها تعديلات فلسطينية وإن كانت محدودة وهناك تعديلات إسرائيلية تزيد على 15 تعديلا"ليخلص إلى القول أن"خريطة الطريق هي أفكار على ورق أما على واقع الأرض فهناك الكثير من القضايا المتبدلة والمتغيرة، وواضح جداً أن شارون ينطلق من منطلقات تكتيكية وإستراتيجية خاصة به وليس لها علاقة بخريطة الطريق وأبو مازن أيضاً في تعامله مع فصائل المقاومة الفلسطينية كان واضحاً بأنه لن يمارس الاعتقال ولن يجمع السلاح ولن يصادم المنظمات المقاومة وأن يكون أسلوبه مع الجميع هو الحوار وليس الدخول في نزاع مع هذه المنظمات. هذا من جوانب القراءة لخريطة الطريق والسياسات التي يطبقها شارون وأبو مازن". وعاد ليشيد بدور الحركة في تحقيق المكاسب الوطنية الفلسطينية:"دعني أقول أن الحركة على الأرض موجودة وقوية. سلاح المقاومة للدفاع عن الشعب الفلسطيني وقد أنجزت المقاومة الكثير فلولا المقاومة في انتفاضة الأقصى لما اعترفت أميركا لا بالدولة الفلسطينية ولا بغيرها ولولا المقاومة لما نزل شارون من عليائه لوضع خطة الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة. المقاومة هي التي صدت اجتياحات على قطاع غزة سواء في الطرف الجنوبي او غيره وقد أصبحت المقاومة من القوة لدرجة أنها صارت تردع الاجتياحات. وليس هناك من ضمانة من تكرار العدوان على الشعب الفلسطيني الذي يخضع لمطرقة العدوان منذ سنة 1948، فلا بد لهذا الشعب من أن يسعى بكل الوسائل لحماية نفسه والدفاع عن عرضه".