يتوقع ان يتبلور المشهد الانتخابي لجهة التحالفات والترشيحات في دوائر جبل لبنان كلها بصورته النهائية في الساعات المقبلة، بعدما دخلت المفاوضات بين اللقاء النيابي الديموقراطي بزعامة وليد جنبلاط وتيار المستقبل بقيادة سعد رفيق الحريري من جهة، وبين التيار الوطني الحر برئاسة العماد ميشال عون من جهة ثانية، في مراحلها النهائية. وتنطلق هذه المفاوضات من ضرورة حسم الخلاف على دائرة عاليه - بعبدا، لما سيترتب على توافق الأطراف الثلاثة فيها من نتائج مصيرية يمكن في ضوئها تحديد مصير الائتلاف بين القوى المعارضة، بما فيها لقاء قرنة شهوان الذي سيتأثر سلباً او ايجاباً بنتيجة لقاءات الساعة الأخيرة. راجع ص 2 و4 وكان جرى التمهيد للقاء عقد ليلاً بين النائبين مروان حمادة اللقاء الديموقراطي والدكتور غطاس خوري بالنيابة عن سعد الحريري وجبران باسيل عن التيار الوطني الحر، بمشاورات بدأت بين جنبلاط والنائب باسم السبع اضافة الى حمادة وخوري، وامتدت لاحقاً لتشمل الحريري فور عودته مساء من السعودية بعد زيارة استغرقت يومين. وفي هذا السياق علمت"الحياة"ان التيار الوطني يستعجل تحديد مصير المفاوضات لمعرفة مدى امكان قيام تحالف انتخابي واسع بين قوى المعارضة يشمل جبل لبنان والشمال وقضاءي زحلة والبقاع الغربي - راشيا، لا سيما ان لا خلاف على البرنامج السياسي الذي يطالب به عون، بعدما تم التوافق على نقاطه الأساسية في الاجتماعات التي عقدت سابقاً. وعلى رغم ان عون وجنبلاط لم يقفلا الباب امام اتفاق انتخابي يضمهما الى جانب تيار المستقبل ولقاء القرنة، فإنهما في المقابل اصبحا مطالبين بحسم الخلاف الدائر حول تركيب الائتلاف الانتخابي في دائرة بعبدا - عاليه، نظراً الى ان الاتفاق فيها يمهد الطريق امام توسيع رقعة التحالف ليشمل مناطق أخرى في الجبل والشمال وزحلة والبقاع الغربي، على ان يكون لقاء القرنة أساساً فيه وتحديداً انطلاقاً من الجبل. ويأتي الإلحاح على ضرورة الإسراع في حسم الخلاف حول بعبدا - عاليه من عون ممثلاً بصهره جبران باسيل الذي بقي طوال نهار أمس على اتصال بحمادة وخوري اللذين قاما بوضع جنبلاط والحريري قبل عودته الى بيروت في حصيلة هذه الاتصالات، لا سيما بالنسبة الى مطالبة الجنرال بأن يتقدم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ومعه سعد الحريري بعرض نهائي يتعلق بهذه الدائرة من جبل لبنان اضافة الى الشمال والبقاعين الغربي والأوسط. ونوقش هذا الأمر في اجتماعات متلاحقة عقدت بين اللقاء الديموقراطي وتيار المستقبل وبمواكبة مباشرة من جنبلاط والحريري، بغية التفاهم على طبيعة العرض الذي سيتقدمان به من خلال حمادة وخوري الى ممثل عون، في اجتماع عقد ليلاً، ووصفه المراقبون بأنه قد يكون الحاسم والأخير في تقرير مصير الائتلاف... وإذ تكتمت مصادر مقربة من جنبلاط والحريري على طبيعة العرض الذي نقله حمادة وخوري الى باسيل، قالت في المقابل أوساط مقربة من عون ل"الحياة"ان المفاوضات دخلت في الربع ساعة الأخير، وأن الموقف النهائي للتيار الوطني الحر سيتحدد في الساعات المقبلة وربما اليوم، في ضوء تقويمه لمضمون العرض الذي سيتقرر من خلاله تكريس الأسس لإرساء تحالف انتخابي واسع او البحث عن خيار آخر يكون في الإعداد لمواجهة انتخابية في الجبل والشمال والبقاعين الأوسط والغربي. وأكدت المصادر ان لا خلاف على البرنامج السياسي، بعدما أدت اللقاءات الى تذليل بعض نقاط الخلاف، لكنها لاحظت ان توزيع المقاعد النيابية، خصوصاً في عاليه وبعبدا، يخضع للنتائج الأولية لاستطلاعات الرأي التي أجرتها قوى المعارضة لتظهر حجم كل طرف على حقيقته. وأشارت المصادر الى ان عون يصر على ان يتمثل بثلاثة مرشحين في بعبدا - عاليه، وهذا ما يرفضه جنبلاط وتيار المستقبل اللذان قد يقبلان في نهاية المطاف بتمثيله بمقعدين، انما لا شيء نهائياً قبل العودة الى أطراف لقاء قرنة شهوان الموجودين في هذه الدائرة الانتخابية. ولفتت ايضاً الى ان جنبلاط لا يعترض على مطالبة عون بأن يتمثل في اللوائح الائتلافية، لكن شرط ان يتناسب تمثيله مع حجمه الحقيقي على الأرض، وأنه ضد احتكار التمثيل المسيحي من طرف في المعارضة على حساب طرف آخر، وأكدت ان"تيار المستقبل"يرفض ان ينوب عن غيره في التفاوض على تركيب اللوائح في بعض المناطق، خصوصاً في الكورة والبترون. وأشارت المصادر الى ان عون يرفض ان يحصر تمثيله بالمرشحين المسيحيين، باعتبار ان التيار الوطني تنظيم غير طائفي ولديه امتدادات في عدد من المناطق الإسلامية. وكان الإعداد للانتخابات، حاضراً بامتياز في احتفال أقامته أمس الحركة الإصلاحية الكتائبية بزعامة امين الجميل في بكفيا لمناسبة اعادة النصب التذكاري لمؤسس الحزب الشيخ بيار الجميل الى قاعدته، وقد تمثل فيه رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي بالنائب اكرم شهيب، اضافة الى احتفال آخر اقامته"القوات اللبنانية"في الكورة برعاية ستريدا سمير جعجع، وكان فيه لممثل تيار المستقبل في الشمال الوزير السابق سمير الجسر كلمة أكد فيها على تحالفهما في الانتخابات. واعتبرت المصادر ان لمشاركة اللقاء الديموقراطي في مهرجان بكفيا وتيار المستقبل في احتفال الكورة، مغزى سياسياً هو تثبيت تحالفهما مع الجميل وتيار"القوات".