جُرح 17 عراقياً في مواجهات بين حرس محافظ ذي قار وميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في أعقاب تظاهرة مناهضة للولايات المتحدة اثر صلاة الجمعة في الناصرية. وتظاهر آلاف من أنصار الصدر في مدن جنوب البلاد. وفي الناصرية، أكد الطبيب مسلم قنديل أن"مستشفى المدينة استقبل ثمانية جرحى"، مضيفاً أن"أربعة من المصابين مدنيون، فيما البقية من عناصر الشرطة والحرس الوطني العراقي". وقال الشيخ أحمد الخفاجي من مكتب الصدر في المدينة إن الاشتباكات أسفرت عن"جرح تسعة من ميليشيات جيش المهدي"التابع لمقتدى الصدر، غير أن المستشفى العام في المدينة نفى نقل أي عنصر من تلك الميليشيات اليه. وقال مدير الشرطة في الناصرية إن"الميليشيات أطلقت النار أولاً"، في حين أكد الشيخ الخفاجي عكس ذلك. وأفاد مراسل وكالة"فرانس برس"في المنطقة أن الاشتباكات اندلعت بالتزامن مع تظاهر عناصر ميليشيات جيش المهدي وهم يحملون المصاحف احتجاجاً على تقرير نشرته مجلة"نيوزويك"الأميركية عن تدنيس المصحف الشريف في معتقل غوانتاناموكوبا. وأضاف أن المدينة شهدت توتراً ملحوظاً في أعقاب انتشار مكثف لقوات الأمن العراقية وميليشيات الصدر المسلحة في أكثر من منطقة. جاء ذلك بعد يوم على اعتقال قوات أميركية وعراقية 13 من أنصار الصدر بعد دهم مسجد مدينة المحمودية جنوببغداد. وحذر حازم العراجي إمام مسجد الكوفة الحكومة العراقية من محاربة تيار الصدر"لأن جميع طغاة العالم لا يمكنهم هزمه"، وطالبها بأن"لا تكون طاغية كصدام حسين واياد علاوي". وفي مدينة الصدر شمال شرقي بغداد، داس آلاف الشيعة أعلاماً أميركية واسرائيلية وهم يرفعون نسخاً من القرآن الكريم تجاوباً مع دعوة لمقتدى الصدر وجهها أول من أمس. وردد المصلون عبارات:"نعم نعم ... للقرآن"و"نعم نعم للاسلام"و"كلا كلا للشيطان". ودعا الشيخ عبد الزهرة السويعدي في خطبته اليوم الجمعة في مدينة الصدر الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسية الى اطلاق المعتقلين من أنصار الصدر. وانتقد السويعدي موقف الحكومة العراقية ازاء ملف المعتقلين من التيار الصدري، معتبراً أنها"تتغافل عن وجود معتقلين في السجون ... ليس الهزيمة بأن يعتقلك العدو ولكنها في أن تخضع لشروطه". وأضاف أن"معتقلينا شهادة على زيف الديموقراطية ... انهم يكتبون التاريخ بأن الطاغية صدام لم يسقط بل تبدل وجهه". وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي في بيان أن أربعة جنود أميركيين قُتلوا في ثلاثة حوادث منفصلة في العراق. وأوضح البيان أن جنديين قُتلا برصاص أطلق على قافلتهما في وسط بغداد، فيما قتل جندي آخر الأربعاء الماضي في الرمادي غرب اثر تعرضه لاطلاق نار. كما قُتل جندي أميركي رابع في حادث مرور اثر انفجار قنبلة لدى مرور آليات أميركية في التاجي شمال بغداد. وفي الكاظمية احدى ضواحي بغداد، استهدف تفجير انتحاري منزل مستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي، ما أدى الى مقتل مدنيين اثنين وجرح ثلاثة آخرين. وفي أعقاب هذا الهجوم، أطلق مسلحون النار على قاعدة أميركية في الكاظمية، فيما قصفت مروحيات"أباتشي"الأميركية حياً في المنطقة. الى ذلك، وقعت مواجهات بين القوات الأميركية والعراقية من جهة ومسلحين في حيين في بغداد بعد انفجار سيارة مفخخة أدى الى مقتل جنديين عراقيين. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن"جنديين عراقيين قُتلا وجُرح ثلاثة آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدفت دوريتهم في منطقة الكاظمية في شمال بغداد". وأفاد مصور وكالة"فرانس برس"في المنطقة أن مسلحين متمركزين في حي الأعظمية المجاور الذي يفصله عن الكاظمية نهر دجلة، أطلقوا قذائف هاون على قوات أمن عراقية بعد الانفجار. كما حلقت مروحيتان أميركيتان استدعيتا للمساندة فوق القطاع وأطلقتا اربعة صواريخ على المسلحين ما تسبب باندلاع حريق. وأعلن الجيش الأميركي في بيان أن"جنوداً عراقيين استهدفوا بسيارة مفخخة وبنيران أسلحة خفيفة في المنطقة"، مؤكداً ارسال"دعم جوي"الى المكان.