لم تنته المعركة بين "جيش المهدي" بزعامة مقتدى الصدر والقوات الأميركية. فلم تمض سوى بضعة أيام على عودة الهدوء الى النجف حتى اندلعت الاشتباكات في مدينة الصدر في بغداد، وسقط 40 قتيلاً و172 جريحاً خلال 24 ساعة، واتهم ناطق باسم الصدر القوات الأميركية بتعمد إثارة الاشتباكات، من خلال إصرارها على عمليات الدهم والاعتقال. وبالاضافة الى خسائر العراقيين في مدينة الصدر أعلن الجيش الأميركي مقتل خمسة جنود من قواته في أماكن متفرقة في العراق. قال ناطق باسم وزارة الصحة طالباً عدم كشف اسمه ان "اربعين عراقياً قتلوا واصيب 172 آخرون في مصادمات عسكرية وقعت في مدينة الصدر غرب بغداد خلال الساعات ال26 الماضية" بين القوات الاميركية وميليشيا "جيش المهدي". واوضح ان "25 عراقياً قتلوا وجرح 145 آخرون ليل الاثنين الثلثاء، وان 15 عراقياً قتلوا وجرح 27 آخرون من صباح أمس". واكد ان "هذه الاحصاءات تم جمعها من مستشفيات مدينة الصدر ومختلف مستشفيات العاصمة العراقية". واتخذت آليات عسكرية اميركية مواقع لها في عدد من احياء مدينة الصدر بينما سمعت أصوات تبادل النار وسيارات الاسعاف وهي تنقل القتلى والجرحى. وقال الشيخ نعيم الكعبي أحد الناطقين باسم الصدر ان "الاشتباكات مستمرة بصورة متقطعة". وأوضح ان "المدينة شهدت أعنف قصف جوي اميركي منذ دخول القوات الاميركية العراق في نيسان ابريل العام الماضي". وأضاف الكعبي الذي يعد أحد أبرز المفاوضين في مدينة الصدر ان "التيار الصدري يستغرب عملية القصف والاشتباكات هذه بعد جولات المفاوضات الايجابية التي عقدت بين مكتب الصدر والقوات الاميركية ومكتب رئيس الوزراء اياد علاوي خلال الايام القليلة الماضية لحقن الدماء وانهاء المعارك". وتابع: "لقد كنا على وشك التوقيع على اتفاق يتضمن العديد من النقاط الايجابية لكلا الطرفين والتقينا عقيل الصفار سكرتير رئيس الوزراء اياد علاوي في جو ايجابي لاننا نريد حقن دماء ابناء هذه المدينة المظلومة التي عانت كثيراً من الاهمال". واكد "سقوط 18 قتيلاً و62 جريحاً من انصار الصدر منذ ليلة الاثنين في الاشتباكات التي يدافع فيها ناس عن انفسهم خوفاً من عمليات الاعتقال". وعلى رغم توقف المعارك في مدينة النجف التي تعتبر معقل مقتدى الصدر، ما زال الوضع الأمني في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية التي يسكنها انصار الصدر متوتراً، ويشهد بين الحين والآخر تصعيداً عسكرياً. مقتل أميركيين وأعلن الجيش الاميركي ان جنوده تعرضوا لهجوم بقذائف صاروخية في مدينة الصدر ما أدى الى مقتل جندي واصابة اثنين. وأعقب الهجوم انفجارات متفرقة يوم الاثنين لقنابل مزروعة على الطرق، أسفرت عن مقتل أربعة جنود آخرين. وأصبح العدد الرسمي للجنود الاميركيين الذين قتلوا منذ بداية الحرب على العراق 993 جندياً على الأقل. وأضاف الجيش ان جندياً لقي حتفه في انفجار في بغداد عصر الاثنين وتوفي آخر متأثراً بجروحه. وفي هجوم ثالث قرب بغداد، لقي جندي حتفه في ساعة متأخرة ليل الاثنين عندما استهدف مهاجمون رتلاً عسكرياً. وفي حي القيارة قرب الموصل قتل جندي في انفجار. الزرقاوي وتبنت مجموعة "التوحيد والجهاد" المرتبطة بأبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم "القاعدة" في العراق، الهجوم الذي استهدف رتلاً عسكرياً اميركياً قرب مدينة الفلوجة وأدى الى مقتل سبعة جنود. وقالت الجماعة في شريط فيديو ان "اخوانكم من أبطال التوحيد والجهاد سرية الفاروق قاموا بتفجير سيارة مفخخة في الصقلاوية شمال الفلوجة ما أدى الى سقوط ثلاثين علجاً". وقتل سبعة جنود اميركيين وثلاثة من عناصر الحرس الوطني العراقي في مكمن نصب لهم الاثنين قرب الفلوجة. واكد شهود ان الهجوم وقع في قرية الصقلاوية في الضواحي الشمالية للفلوجة واوقع سبعة قتلى على الاقل وعدداً من الجرحى بين مشاة البحرية الاميركية كانوا على متن العربات المدرعة في القافلة الاميركية. واضافت الجماعة في الشريط الذي بدأ فيه رجلان ملثمان يرتديان زياً اسود وهما يضعان أمامهما بقايا طائرة من دون طيار، ان "اخوانكم قاموا ايضاً باسقاط طائرتي تجسس جنوب الفلوجة". وقال احد الرجلين الذي قدم نفسه على انه ابو عبدالرحمن انه اسقط بواسطة رشاشة الكلاشنيكوف طائرتي تجسس من دون طيار كانتا على ارتفاع 250 الى 300 متر. وظهر الشخصان في الشريط وهما يحملان لافتة سوداء مكتوب عليها "التوحيد والجهاد". وكانت وكالات الأنباء ذكرت امس الاثنين ان مسلحين اسقطوا طائرة من دون طيار في الفلوجة في وقت متأخر الاثنين. وتم عرض الطائرة في شوارع المدينة على ظهر شاحنة صغيرة، وكانت تستخدم في عمليات استطلاع. واكدت قوات مشاة البحرية الاميركية المارينز تحطم الطائرة في منطقة الفلوجة الا انها قالت انها لا تعلم سبب سقوطها. وصرح اللفتنانت كولونيل تي في جونسون ان "طائرة من دون طيار تحطمت في منطقة الفلوجة الاثنين. ولن تؤثر خسارة الطائرة كثيراً في عمليات او قدرات قوات مشاة البحرية". واضاف: "شغلنا طائرات من دون طيار لفترة طويلة من دون ان نخسر اياً منها". وكان تم اسقاط العديد من الطائرات الاميركية في منطقة الفلوجة الا انه لم يتم اسقاط اي منها منذ اشهر. وكانت مجموعة الزرقاوي اعلنت تبنيها هجمات دامية في العراق في الاشهر الاخيرة. ورصدت الولاياتالمتحدة 25 مليون دولار للمساعدة في القبض او قتل الزرقاوي. الى ذلك، اتهم ناطق باسم الصدر القوات الاميركية بتعمد إثارة الاشتباكات. وقال رائد الكاظمي إن الاعتقالات اليومية ودخول الدبابات الاميركية ضاحية مدينة الصدر في بغداد فجرت الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل 18 شخصا وجرح 136 آخرين. وأضاف الكاظمي أنها "مؤامرة" ضد مدينة الصدر التي ينظر إليها على أنها معقل لمقتدى الصدر.