بعد ثلاثة أشهر على حادثة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، شاركت وزارة السياحة اللبنانية في ملتقى سوق السفر العربية الذي أقيم في دبي، باسطة حسن ضيافتها وابتسامة مشرقة بعد ليل. وعلى رغم الشلل الذي أصاب القطاع السياحي خلال فترة الحداد وتراجع السياح في شباط فبراير بنسبة 18.5 في المئة، عاد مؤشر أعداد السياح إلى الصعود في الشهر التالي محققاً تعادلاً مع الفترة عينها من العام الماضي. وكان عام 2004 شهد إقبال 1.3 مليون سائح متخطياً بذلك أرقام عام 1974، العصر الذهبي للقطاع السياحي اللبناني. وبدءاً من مطلع الشهر الجاري، تكون الفنادق المتضررة في وسط بيروت التجاري أنجزت عمليات الترميم والتأهيل وباتت مستعدة لاستقبال موسم الصيف الواعد. وأكدت منى فارس مديرة قسم الترويج السياحي في الوزارة أن"الحياة عادت إلى القطاع السياحي بنسبة 80 في المئة، ولا سيما في ضوء استعدادات المصطافين من الدول العربية والخليجية للعودة إلى لبنان هذا الصيف، ومع استمرار المستثمرين العرب في ضخ أموالهم في السوق السياحية اللبنانية". ولفتت إلى أن الوزارة"وسعت نطاق حملتها الترويجية في الفترة الأخيرة من خلال تكثيف المشاركات في المعارض الدولية ودعوة الصحافيين ووسائل الإعلام العالمية إلى لبنان لنقل صورة الاستقرار الذي تحقق في سنوات ما بعد الحرب". وأوضحت فارس أن الخطة السياحية الترويجية التي وضعتها الوزارة حديثاً تشمل التركيز على دعم القطاع الخاص ومساعدته على جذب المزيد من الاستثمارات وتطوير الخدمات والبنى التحتية اللازمة لاستقبال المؤتمرات الدولية وتعزيز سياحة المؤتمرات. وشددت وفاء كرامة مسؤولة العلاقات العامة في وزارة السياحة اللبنانية على ضرورة منح القطاع الخاص حيزاً أكبر من فنادق ووكلاء سياحيين"إذ يشكلون العنصر الأبرز في عملية تسويق السياحة في لبنان وجذب الأفراد والمجموعات السياحية، في حين تتجه الوزارة إلى المجال الدعائي الترويجي". وجاءت وزارة السياحة في معرض"الملتقى"، بحسب كرامة، في سياق إعطاء الزخم لعجلة النمو السياحي على رغم المشكلات التي نجمت عن حادث الاغتيال. وأضافت:"إننا نشهد إقبالاً ممتازاً، فالناس يحبون لبنان ويرغبون في العودة إلى صيفه".