يصل القاهرة اليوم الجمعة الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويليو في زيارة تستمر خمسة ايام، بدعوة من مجموعة الجنوب للثقافة والتنمية، وهي مؤسسة مدنية تهتم بالخبرات المشتركة بين شعوب الجنوب، خصوصاً في مجال الثقافة والتنمية البديلة. وقالت هبة رؤوف عزت المشرفة على الزيارة ان برنامج كويليو في القاهرة حافل بأنشطة عدة ولقاءات تبدأ السبت في لقاء خاص بين كويليو والكاتب محمد حسنين هيكل في مكتبه، ويليه لقاء مع أسرة"أخبار الأدب"ثم مع اعضاء اتحاد الكتاب في مصر في مقر الاتحاد. وهو اول كاتب عالمي يلتقي اعضاء الاتحاد منذ سنوات، ما سيشكل بادرة طيبة لنشاط الاتحاد في ادارته الجديدة برئاسة الكاتب محمد سلماوي. وسيلقي صاحب"الخيميائي"في اليوم التالي محاضرة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بعنوان"الادب وحوار الحضارات"وسيلتقي كذلك الجمهور في لقاء مفتوح يعقد في ساقية الصاوي ضاحية الزمالك وهي مركز ثقافي مستقل. وقال بيان صادر عن السفارة البرازيلية في القاهرة ان كويليو سيقوم خلال زيارته بتوقيع روايته الجديدة"زهير"بعد محاضرته في جامعة القاهرة وتوجد نسخ منها في مكتبة الديوان في الزمالك، وستعرض دار الشروق في فندق"الفور سيزون"في الجيزة طبعة جديدة من روايته الشهيرة"الخيميائي"وهي بحسب منسق الزيارة طبعة في حجم"الجيب"وأصدرتها في شباط فبراير الماضي دار"مرسم"المغربية بالاشتراك مع احدى دور النشر الاسبانية. وكانت رواية"الزهير"منعت في ايران الاسبوع الماضي وصودر منها ألف نسخة خلال معرض الكتاب في طهران. وبحسب وكالات الانباء التي ذكرت ان كويليو وجه رسالة إلكترونية إلى ناشره الفرنسي"فلاماريون"مؤكداً أن الكتاب الممنوع كان حصل على الضوء الأخضر لدى الحكومة الإيرانية في وقت سابق. ويروي كويليو في كتابه الذي سيوقع نسخاً منه في القاهرة قصة كاتب مشهور قرر بعد وفاة زوجته أن يعيد النظر في المبادئ التي اتبعها طوال حياته. والقصة التي يجري قسم منها في كازاخستان، وتعالج مسألة الضمير الإنساني وهي بمثابة عرض للحب الزوجي، لكنها تتطرق أيضاً إلى علاقات خارج الزواج. ويعتبر الكاتب أن فكرة الكتاب الرئيسة هي أن أموراً غير متوقعة قد تحصل في أي وقت من دون أن يكون أحد مستعداً لها. وبحسب الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، فإن اسم الكتاب"الزهير"مستقى من التقليد الإسلامي، إلا أن معناه في الرواية هو أقرب إلى الهوس. وأكدت هبة رؤوف ل"الحياة"ان زيارة كويليو للقاهرة تكتسب اهمية خاصة لأنها تأتي بعد ايام من القمة العربية اللاتينية التي لم تشهد الحضور العربي المتوقع. والزيارة هي مبادرة مدنية اهلية تقوم بتنظيمها جهات غير رسمية تمثل بعض مؤسسات العمل المدني لتعميق معنى التواصل الحضاري، لا سيما ان ادب كويليو يراهن على تنوع الثقافات الانسانية وتواصل روافدها، فهو يستلهم اساطير من الشرق والغرب في اعماله فضلاً عما يحمل في رؤاه وقناعاته من احترام لافت للثقافتين العربية والاسلامية. وستأخذ لقاءاته في مصر شكل"التواصل لا المناظرات". وباولو كويليو المولود في العام 1947 يشغل في الوقت الراهن منصب مستشار خاص يعمل مع المنظمة في اطار برنامج"تقارب الفكر وحوار الثقافات". وكان انشأ أخيراً مؤسسة خيرية لا تهدف الى الربح تموّل من عائد بيع مؤلفاته وتهدف الى دعم المهمشين وتوفير فرص عمل لهم. ومعظم اعمال باولو كويليو صدرت لها ترجمات عربية في القاهرة وبيروت وطرابلس والدار البيضاء ومن اشهر اعماله المترجمة"حاج كومبستيلا"،"مكتوب"،"فيرونيكا تقرر ان تموت"،"الجبل الخامس"،"محارب النور"،"احدى عشرة دقيقة"، و"الخيمائي"التي تصدر خلال الزيارة طبعة جديدة من ترجمتها العربية التي قام بها الروائي بهاء طاهر تحت عنوان"ساحر الصحراء".