اعتذرت باكستان عن عدم قدرتها على دعم مطلب اليابان الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن، لأن ذلك قد يحسن فرص منافسها التقليدي الهند في دخول نادي الأعضاء الدائمين في المجلس. وأبلغ الرئيس الباكستاني برويز مشرف موقف إسلام آباد شخصياً الى رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي الذي أنهى زيارة رسمية الى باكستان امس، استمرت يومين، وهي الأولى لرئيس وزراء ياباني لإسلام آباد منذ خمس سنوات. وقال مسؤول باكستاني رفيع المستوى ومطلع على الاجتماع ل"الحياة"أمس:"أبلغ مشرف رئيس الوزراء الياباني أن الموقف الباكستاني ليس مناوئاً لليابان بل يتعلق بأكثر من دولة تطمح الى دخول قائمة الدول العظمى التي تملك حق النقض فيتو في مجلس الأمن، في إشارة على ما يبدو الى الهند". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب على لسان مسؤول ياباني أن مشرف قال لكويزومي ان بلاده كانت ستؤيد مطلب اليابان لو كانت وحدها. ونقل المسؤول الياباني عن مشرف قوله:"من حيث المبدأ، لا يمكن باكستان ان توافق على توسيع مجلس الامن بصورة تخل بالتوازن داخل الهيئة الدولية". وتطالب اليابانوالهند والمانيا والبرازيل بالحصول على مقعد دائم في مجلس الامن. وأنشأت الدول الأربع مجموعة ضغط تعرف ب"جي-4"لإقناع المجتمع الدولي بمطلبها. وتقود باكستان مجموعة ديبلوماسية مناوئة اسمها"كوفي كلوب"نادي القهوة، وهو تجمع غير رسمي في نيويورك لديبلوماسيين من أكثر من خمسين دولة تعارض توسيع العضوية الدائمة في المجلس. ويأتي الموقف الباكستاني بعدما أعلن كويزومي في نيودلهي التي زارها قبل وصوله الى باكستان أن اليابان تدعم الهند في طلبها الحصول على مقعد. وتحاول اليابان استمالة الهند، خصوصاً بعد الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الوزراء الصيني، منافس اليابان التقليدي في آسيا، الى الهند الشهر الماضي وأنهى خلالها نزاعاً حدودياً قديماً ودعا الهند الى شراكة اقتصادية مع الصين. وحاول اليابانيون استمالة باكستان بعيداً من الصين، خصوصاً أن البلدين حليفان مهمان للولايات المتحدة. كما أن طوكيو تنظر بقلق الى التقارب الصيني - الباكستاني المتزايد، بعدما أعلنت الصين للمرة الأولى الشهر الماضي أن بكين"تضمن سلامة واستقرار ووحدة"الأراضي الباكستانية. في الوقت ذاته تندرج زيارة كويزومي الى باكستان وقبلها الهند ضمن التنافس الصيني مع كل من اليابان والولايات المتحدة في آسيا. ودخل هذا التنافس مرحلة جديدة بعدما اجتاحت الصين تظاهرات صاخبة معارضة لدخول اليابان مجلس الأمن. وتشعر اليابان بالقلق أيضاً من التقارير التي ذكرت أن شبكة بيع الأسرار النووية التي كان يديرها العالم النووي عبدالقدير خان ربما ساعدت كوريا الشمالية في بناء سلاح نووي. وأثار رئيس الوزراء الياباني مسألة ضرورة الالتزام بالحد من الانتشار النووي في مباحثاته مع المسؤولين الباكستانيين. وأفادت"فرانس برس"ان كويزومي شرح خلال اجتماعه مع مشرف الذي استمر ساعة، ان اليابان التي تأمل في ازالة الاسلحة النووية، ترغب في معرفة التطورات الاخيرة المتعلقة بالتحقيق في شبكة تصدير التكنولوجيا النووية بصورة غير مشروعة والتي كان يديرها خان قبل تفكيكها في 2004، ويعيش خان قيد الإقامة الجبرية في منزله في إسلام آباد بعد الحصول على عفو مشروط من مشرف العام الماضي. واستمراراً للسياسة اليابانية في استمالة اسلام آباد ومحاولة عدم وقوعها تماماً تحت التأثير الصيني، أعلن كويزومي في اسلام آباد ان اليابان قررت استئناف منح قروض بالين الى باكستان بعد ان علقتها في 1998 اثر قيام باكستان بتجارب نووية. ومنحت اليابان اسلام آباد قروضاً اجمالية بقيمة 2,154 مليون دولار خلال زيارة كويزومي.